سامي جواد كاظم
سيرة اهل البيت عليهم السلام كاملة مكملة متوافقة متفقة لاتختلف من حيث المبدا ولكن تختلف من حيث النص حسب طبيعة الظرف الذي نصه واحد عند كل الائمة عليهم السلام ولكن الفهم القاصر لدى البعض فمنهم بحسن نية ومنهم بخبث نية يحاول الاستفهام او الاثبات لخلاف بين الائمة عليهم السلام ولعل الاكثر جدلا هو اختلاف الموقف بين الحسن عليه السلام ومعاوية والحسين عليه السلام ويزيد ولكن الامر لو بحث من حيثياته الصحيحة وطبقا لرؤيا الائمة عليهم السلام سنجد لا خلاف اصلا بين الموقفين .معاوية اشد خباثة من يزيد حيث انه يستخدم القتل باسلوب خفي وهو القائل لله وحاشا لله ان يكون جنود من عسل على خلاف تهور وحقد يزيد على اهل البيت عليهم السلام الذي كان فاضحا وعلنا ولم تسعفه دفاعات الوهابية عنه .عودة لموقف الامام الحسن عليه السلام مع معاوية قبيل انعقاد الصلح وكما ذكرت كتب التاريخ خيانة عبيد الله بن عباس للامام وهو يقود جيش قوامه 12 الف مقاتل اضافة الى بقية الخوارج المنافقين الذين اندسوا في جيش الامام وعاهدوا معاوية على تسليم الحسن له لو اراد هذه الظروف المعلومة للطرفين جعلت الامام الحسن يقبل بالصلح ولكن السؤال هنا طالما ان معاوية ضمن انتصاره في الحرب وان الحسن اصبح موقفه ضعيف فلماذا اعطى الورقة بيضاء ومختومة بختمه ليوافق على كل شروط الامام الحسن فالمنتصر هو من يشرط وليس هو من يُشرط عليه ؟لان معاوية يتحاشى السيف مع الامام عليه السلام ولو اصر على الامام بان يرضخ لشروطه هو فلا محالة سيكون نداء الامام الحسن عليه السلام هيهات منا الذلة وعندها ستكون هنالك طف الحسن عليه السلام لان الامام المعصوم لا يقبل الذلة ابدا .الحسين عليه السلام عند التقائه بالحر ومن ثم بجيش عمر بن سعد والحوار الذي تم بينهم حول سبب مقدم الحسين عليه السلام وذكر لهم بان القوم هم من دعوه واذا كان رايهم خلاف رسائلهم فليقولوا ذلك حتى انصرف عنهم ولكنهم لم يواجهوا الحسين عليه السلام هذا اولا وثانيا عزموا على التنكيل بالحسين بل انهم طلبوا منه ان يبايع يزيد على انه خليفة للمسلمين وهنا قال مقولته المشهورة اخير نفسي بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة فكانت السلة اي استلال السيوف والمعركة العظيمة لابطال الطف .لو اختلفت المواقف بين الحسن والحسين عليهما السلام لقال الحسن عليه السلام هيهات منا الذلة لعل اروع جواب للحسن عليه السلام بخصوص صلحه مع معاوية كان لابي سعيد عندما ساله عن سبب صلحه فقال : يا بن رسول الله !.. لم داهنتَ معاوية وصالحتَه ، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ ؟.. فقال : يا با سعيد !.. ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه ، وإماماً عليهم بعد أبي (ع) ؟.. قلت : بلى !.. قال : ألستُ الذي قال رسول الله (ص) لي ولأخي : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ؟.. قلت : بلى !.. قال : فأنا إذن إمام لو قمتُ ، وأنا إمام إذا قعدتُ ، يا با سعيد !.. علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله (ص) لبني ضُمرة وبني أشجع ، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية .. اولئك كفارٌ بالتنزيل ، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل . يا با سعيد !.. إذا كنت ُإماما من قِبَل الله تعالى ذكره ، لم يجب أن يسفّه رأيي فيما أتيتُه من مهادنةٍ أو محاربةٍ ، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا .. ألا ترى الخضر (ع) لما خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وأقام الجدار سخط موسى (ع) فعلَه ، لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي ، هكذا أنا ، سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ، ولولا ما أتيتُ لما تُرك من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلا قُتل.المصدر: العلل 1/200
https://telegram.me/buratha