المقالات

العراق... بغداد!!

495 00:27:00 2013-07-17

جواد أبو رغيف

ثمة مشكلة تعاني منها اغلب الدول العربية (دولة المدينة)، وهي اختصار الدولة بمدينة مثل مصرـ القاهرة يسكن فيها (16 ـ 20) مليون ويتركز فيها الاقتصاد والسلطة والمصريون يقولون "مصر هي القاهرة واللي مش عاجبه أما يخبط رأسه بالحيط أو هو متطرف أو يعمل لصالح أجندة خارجية تريد تفتيت الوطن " سوريا هي الأخرى مختصرة بدمشق فهم يطلقون على دمشق بالشام اختصاراً للحال السياسي في البلد برغم وجود مدن مهمة " حلب ـ حماه" السعودية دولة مدينتين " جدة ـ الرياض" كمركز لإقامة "الحكم والملك". الأمارات العربية المتحدة ربما هي الوحيدة التي ليست دولة مدينة بل دولة فدرالية وهذا سر ضمان وديمومة استقرارها وتطورها ، برغم تفاوت الثروة بين الأمارات المختلفة .لبنان سابقاً "بيروت والجبل" واليوم "بنت جبيل " أي أن الجنوب الذي كان مهملاً أصبح اليوم هو محرك الدولة وفراملها في الوقت ذاته!تقليص الفجوة بين حجم السكان والمساحة التي تدعي أي دولة السيطرة عليها وإدارة مواردها البشرية والطبيعية وتوزيع ثرواتها بشكل عادل على أبنائها هو الحل الوحيد للحفاظ على وحدة المجتمع وبناء "منظومته القيمية"، فالكابح الحقيقي لعدم تشظي أي مجتمع هو الشعور "بالعدالة الاجتماعية" .الدولة العراقية الحديثة منذ عشرينات القرن الماضي كرست مفهوم اختصار العراق بمدينة بغداد، زاد على ذلك "قيمة ومكانة العاصمة بغداد كحاضرة لأطلال الخلافة العباسية وحديث تتناقله الشفاه لليالي شهريار وقصصها إلف ليلة وليلة "إذ مارست الحكومات العراقية المتعاقبة ادوار ترسيخ مفهموم اختصار الدولة بالمدينة حتى جاء نظام البعث الذي لم يختصر الدولة بمدينة وحسب بل اختصرها بجانب الكرخ فقط! فأصبحت الدولة والسلطة والاهتمام بتلك البقعة المباركة دون ارض الله الواسعة! هذا السلوك الذي يفتقد إلى "العدالة الاجتماعية" احدث شرخاُ بين مكونات المجتمع ولم يزد في الطنبور نغمة فقط! بل سًبب تخلفين خطرين احدهما "تخلف ثقافي "وآخر"تخلف سياسي" الأول رفع نسبة الفقر في العراق على ما يزيد( 23 %) أي (7 ) ملايين عراقي تحت خط الفقر! برغم إمكانيات العراق وموارده الطبيعية ، وكما يقول الحديث الشريف (ما ضرب الله قوم بسوط أوجع من الفقر ). أما التخلف السياسي فسبب تغيير النظام واحتلال العراق عام (2003 ) على يد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. طبعاً "أن التخلف السياسي يولد الاحتلال والتخلف الثقافي يولد الفقر" القوى السياسية التي تصدرت المشهد السياسي بعد العام (2003 ) ولدت من رحم صناديق الاقتراع وهي تستند على شرعية جماهيرية بفعل الممارسات الديمقراطية التي شهدها البلد بمراقبة دولية ومحلية ،اختلفت في رؤيتها إلى طبيعة وشكل النظام المناسب الذي يقود العراق إلى بر الأمان فالبعض يرى أن "دولة المركز" و "مركزية السلطة" هي الخيار الناجع لضمان وحدة واستقرار العراق، وهذا ما لم يحصل على مدى عشر سنوات مضت فقد العراق خلالها الكثير من موارده البشرية والطبيعية!الرأي الآخر يرى أن" النظام اللامركزي" و"الفدرالية" وتوسيع صلاحيات المحافظات وتوزيع الثروة حسب النسب السكانية هو نقطة الضوء في نفق ليل العراق الذي أدمته سياسة النظر بعين واحدة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2013-07-17
اي والله تسوون فضل . خل كل المسؤولين الي مو من بغداد ومجلبين اب بغداد خلي يطلعون ويقوون محافظاتهم احسن . وبالنسبة لبنت جبيل فهي بجهود حزب الله البناني الذي قوى شان الجنوب . . اين جهود المجلس الاعلى والتيار الصدري . بس حجي !! الجنوب من اتعس المناطق في العراق ومدينة الثورة( الصدر) من اتعس المناطق في بغداد .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك