المقالات

وصايا لاكتشاف الدولة الفاشلة

447 13:35:00 2013-07-17

حافظ آل بشارة

اشتهر مصطلح (الدولة الفاشلة) في تقارير الأمم المتحدة التي تصدر قوائم سنوية بالدول الفاشلة ، وهي نفسها الدول الفاسدة ، الفساد السياسي عادة هو مصدر الفشل ومصدر كل فساد ، وللفساد السياسي ثمار مرة تأكلها الشعوب ، وثمار حلوة للحاكمين ، ورغم ان الشعب هو الضحية لكنه عادة لا يهتم ولا يشكو! الجهل والأمية والتفكك والضياع تجعل الشعوب مستسلمة ، تجعلها ارقاما فارغة ، منظومة الفساد السرية تشغل الناس بأزمات أخرى تنسيهم الأزمة الأصلية ، أزمات للمشاغلة وحرب الاعصاب هدفها تحويل الأضواء عن الفساد . ماهي علامات ظهور الفساد السياسي ؟ أهم العلامات وجود اختلاف وتناقض واضح بين شعارات النظام الحاكم المعلنة في الاعلام وبين سلوكه التنفيذي على الأرض ، فهو في الشعارات نظام عادل لكنه في السلوك نظام استبدادي ظالم ، تتحول حكاية الديمقراطية الى غطاء ، يستغل المسؤولون مناصبهم لتحقيق أهداف شخصية او حزبية ، وعندما يستمر هذا السلوك لعدة سنوات ينتج دولة فاشلة ، فتظهر الأمراض ذات الطابع الأممي التي تؤدي الى فناء الشعوب ، وفي القرآن الكريم قصص انقراض قبائل وامبراطوريات وأقوام كانت أما فاسدة ، أو راضية بالفساد ، أو ساكتة عنه وهي ضحية له ، تتشابه تجارب الفشل البشري ، هناك سيناريو عالمي متكرر لقصة الفساد في العالم ، فعندما يستكمل النظام الفاسد ادواته تبدأ منجزاته الخطيرة بالظهور وهي عادة : الرشوة ، المحسوبية ، الابتزاز ، الاحتيال ، تجارة المخدرات ، غسيل الأموال ، الدعارة ، الطبقية ، فشل مشاريع التنمية والاعمار ، فشل التجربة الديمقراطية ، تعجز الانتخابات عن تغيير الوجوه الحاكمة ، فبدل ان تساعد في ازاحة الفاسدين وتمكين اصحاب النزاهة والكفاءة تستخدم بشكل مقلوب لتمكين الفاسدين واقصاء الشرفاء ، الانتخابات في الدولة الفاسدة شكلية تحكمها المراهنات والتزوير وشراء الاصوات ، وترشيح المحضورين قانونا ، واذا اسفرت عن نتائج لا ترضي رموز السلطة يتم تجاهلها بالتواطؤ ، فشل الديمقراطية يؤدي الى فشل عملية الفصل بين السلطات وخضوعها لسلطة واحدة غير معلنة ، فيفقد البرلمان دوره الدستوري التشريعي والرقابي ويقع تحت رحمة الصراع الحزبي الذي يعتمد وسائل الضغط الخفية مثل المليشيات السرية والتهديد والاغتيال والترغيب والترهيب والفضائح المختلقة لاسكات الخصوم ، ومن نتائج هذا الصراع سقوط المواثيق والتعهدات بين الاطراف وعدم الوفاء بها ، فقدان المعايير والثوابت في العمل السياسي ، بيع وشراء المناصب لما تنتجه من أموال ، فقدان الجدية والعدالة في العمل الخدمي ، واذا اراد النظام تقديم خدمة للناس فانه يطالب المستفيدين بتقديم الثمن وهو اعلان الولاء ، هذه هي امراض الدولة الفاشلة ، التي تصبح فاشلة بسبب فسادها السياسي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك