المقالات

البيئة الحاضنة!!

452 22:04:00 2013-07-17

وسام الجابري

دأب تنظيم القاعدة منذ نشأته الاولى, على توفير أرضين في كافة تحركاته , الاولى " ارض جهاد " والثانية " ارض نصرة " , فاتخذت من دول امريكا وحلفائها واصدقائها وهذا ما هو معلن على اقل تقدير, ارض الجهاد المفترضة , وفعلا شاهدنا عمليات جهادية في هذه الدول واطلعنا على تبني تنظيم القاعدة لها , وفي مفهوم الجهاديين اتباع القاعدة فأن ارض النصرة تعني البلاد التي توفر العدة والعدد لها اي التي تمدهم بالسلاح والمقاتلين وبالاموال ايضا ولهذا سميت النصرة من المناصرة وكانت اغلب دول الخليج وبعض الدول من هنا وهناك ارض نصرة للقاعدة,العراق قبل العام 2003 كان ارض نصرة لتنظيم القاعدة بوجود من يامن الدعم اللوجستي لها سيما وان بعض المسؤولين العراقيين انذاك كان على صلة بالمذهب السلفي الذي يتبع التنظيمات الاصولية وتنظيم القاعدة جزء منه , ارض غرب العراق وشماله اصبحت بعد الاجتياح الامريكي له ' ارض نصرة للجهاديين بينما جعلت من مدن وسط وجنوب العراق ارض جهاد لها , هذه الانتقاله باتت واضحة للعيان اي ان تنظيم القاعدة عمل خلال الفترة السابقة على تأمين بيئة تساعده للعمل بحرية والانطلاق منها نحو ارض الجهاد,الهجمات الارهابية التي تطال بشكل يومي من العراقيين ويذهب ضحيتها المئات منهم لم تكن خروقات كما يسميها بعض رجالات الامن بل هي تكتيك من المسؤولين عن هذه الهجمات بيد اننا لم نرى تخبط المهاجمين بل يزدادون قوة بالتقادم , وبقيت اجهزة الحكومة الامنية تعمل على ردة الفعل ولم تبادر بعمليات تستبق بها الارهاب والسبب يطول شرحه ,توفير البيئة الحاضنة لتنظيم القاعدة في العراق لم يكن وليد اللحظة بل بدأ قبل العام 2003 وامتد الى يومنا هذا , عندما تركت الحدود بلا رقيب وبقي الملف الامني بيد الجيش الامريكي , وقبل تشكيل الصحوات التي لم تستطع برغم بعض النجاحات التي حققتها , سوى ازاحة المسلحين نحو بيئة اخرى تحتضنها فشهدنا استقرارا في الانبار ولم نشهد تطهيرا لحواضن الارهاب فيها , بينما بقيت نينوى مستعدة لاستقبال القاعديين برحابة صدر ومن ثم تصديرهم الى مثواهم الاخير حيث يجاهدون!,الفوضى وعدم سيطرة الحكومة على مناطق غرب العراق ومدن اخرى ساعدت على نمو تنظيم القاعدة وبالتالي امتداده ليستنسخ التجربة في مدن اخرى يقترب فيها اكثر من اهدافه ,تحويل البيئة الحاضنة الى بيئة طاردة امر لا بد منه اذا ما اردنا القضاء بشكل نهائي على الارهاب في العراق والا سوف لن يبقى لدينا امن ولا امان وحينها سنقول للعراق مع الامان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك