المقالات

طائفيون

696 00:38:00 2013-07-18

حيدر حسين الاسدي

تروي لنا الروايات أن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قد خرج - في ليلة قد رشت السماء - أي أمطرت - وهو يريد ظلة بني ساعده - وهي مظلة كبيرة أو خيمة يحتمي الناس بها من الحر نهارا، ويأوي إليها الفقراء والغرباء ليلا - فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء، فقال باسم الله، اللهم رده علينا.قال: فأتيته فسلمت عليه، فقال: معلى؟ قلت نعم جعلت فداك، فقال لي: التمس بيدك، فما وجدت من شيء فادفعه إليّ، قال: فإذ أنا بخبز منتشر، فجعلت ادفع إليه ما وجدت، فإذا أنا بجراب من خبز، فقلت جعلت فداك، أحمله عليّ عنك، فقال: لا، أنا أولى به منك، ولكن امض معي.قال: فأتينا ظلة بني ساعده، فإذا نحن بقوم نيام، فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخرهم، ثم انصرفنا.فقلت: جعلت فداك، يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح. (انتهى)ما زلنا ورغم المبادئ التي نتفاخر بها والقيم والاخلاق التي ندعي اننا نحملها ، تتزاحم في أنفسنا رواسب طائفية مقيتة لم تجلب لنا سوى التخلف ولم تعطينا الا المآسي والمشاكل وجيوش الأرامل والأيتام ممن فقدوا الأب والشقيق والأعزاء من أبناء هذا البلد الجريح.ولعل الاسوء والأخطر في هذا التناحر الطائفي والنَفس الانقسامي البغيض هو تبني الطبقة السياسية ورجالات النخبة المعرفية لهذه النهج كأسلوب وطريقة للعمل السياسي والتفاوض مما خلق حالة اصطفاف وتخندق بدأت تتسع هوته يوماً بعد اخر وبدأنا نحصد نتائجه السلبية تباعاً وصولاً الى الانهيار في العملية ككل وهذا ما لا نرجوه وندعو ونعمل على ان لا يحدث .ان المتطفلين على الوضع السياسي الراهن يعتاشون على الطائفية ويعملون على الأزمات المذهبية ويصطنعون التفجيرات والمذابح الجماعية عند الطائفة "الفلانية" والاختطاف والترهيب في الطائفة "العلانية" حاصدين بذلك الظفر بالمناصب والفوز بحكم زائل مخضب بدماء الابرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الصراعات.أن انجرار أبناء شعبنا لهذه المخططات والسير في طريق الاقتتال والتحشيد الطائفي لا يخدم سوى سياسيي الإرهاب ولن يطور بلد يسعى لعبور شاطئ الإحزان واجتياز مرحلة التخلف لتحقيق مستوى مقبول من التطور واللحاق بركب بلدان عباد الله.فمن واجبنا وعلى عاتقنا الانتباه والحذر والسير وفق عقلانية التخطيط لا وفق تخطيط عقول المتخندقين وأن نكون شعب واعي ينظر لمصلحة بلده وأبناءه قبل مصلحة الطائفة والحزب والفئوية وهذا هو التفكير المنطقي لتحقيق مستقبل افضل للعراق.فإمامنا الصادق ضرب لنا مثالا نحتذي به، فحين خرج حاملا على ظهره شيئا من الطعام ليغيث به بعض المعوزين والمحتاجين من مجتمعه وفي وسط ذلك الليل والناس في ساعة النوم والراحة وفي وقت تزخ السماء بأمطارها لم يتواني عن واجبه ودوره هذا لمجرد كون أولئك المعوزين الذين يعيشون ظروفا إنسانية قاسية على غير رأيه ومذهبه، ولعل روح الطائفية تلك كانت سائدة حينها الأمر الذي جعل مرافقه يسأله إن كان هؤلاء على مذهبه أم لا، متوهما أن الإمام قد يتخذ هذه التصنيفات المذهبية ويعتمدها في مواقفه الإنسانية، لذا أجابه الإمام بأنهم ليسو من شيعة أهل البيت، هكذا علمنا الصادق، هكذا هي مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2013-07-19
الطائفية والاجرام والقتل والغدر فقط من جانب السنة قوم تعلموا على القتل والغدر وسفك الدماء الابرياء المصلين الطلاب في الاسواق في الشارع في العمل لا دين لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك