المقالات

القلوب ليست وطنية

402 12:46:00 2013-07-18

أنس الساعدي

هل اراك ؟ سالما منعما وغانما مكرما .. موطني .. هذا النشيد الذي نقرأه غالبا قبل المباريات الدولية والذي لا يحفظه معظم العراقيين .. هو بالاصل قصيدة لشخص غير عراقي لحنها شخص آخر غير عراقي ، بالنتيجة هو عبارة عن كلمات تعبر عن إنتماء ووطنية وولاء ، ولكن بأعتقادي القاصر ان معظم العراقيين لا يؤمنون بمضامين هذه المفردات ، فالقلوب تهوى من يبادلها الهم ، ويشاطرها الحزن والفرح ، ويسهر لسهرها ، كيف لجائع يحلم برغيف الخبز ان يرى الجـلال والجـمال والسَّــنَاء والبَهَاء فـــي رباكْ ؟ وقد غارت عيناه من الجوع .. كيف له ان يشعر بالانتماء ذاك الذي غيرت الشمس معالمه وانهكه التعب؟ لماذا يكون وطنيا من لا يملك في هذا الوطن شبرا ، وهو يرى الحيتان البشرية وقد استخدمت سياسة قضم الارض في بلدهم وقد اشتروا اراض وعقارات تأويهم وتأوي ابناءهم واحفادهم واسباطهم ونسائهم واصهارهم واقاربهم حتى الدرجة الرابعة ؟ ومن المؤكد طبعا ان من يسكن في جحر اشبه الزريبة منه الى البيت لا يشعر بحب الوطن ولا يلام اذا فعل ذلك ،.. كيف اقنع من استشهد والدها في تفجير ارهابي ، والدها الذي كان بالكاد يوفر ثمن الإيجار للسكن ، كيف اقنعها ان نشيدنا الوطني يقول .. ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا، لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ ،مَـجـدَنا التّـليـدْ ، كيف ستعيد هذه اليتيمة مجدنا التليد وهي لا تجد سقفا يستر طفولتها او شبابها؟ وهي تعيش عيشا منكدا وذلا مؤبدا .. بالتأكيد هي لن تصنع مجدا ابدا ، ولن تكون مثالا للشباب الفاعل في المجتمع ولن تلام اذا ما تركت الدراسة وتوجهت للعمل .. أي عمل ولن تكون ملامة اذا ما وقعت ضحية النصب والاحتيال في الشارع اذا ان حكومتها ذات النشيد الوطني ، لم تكفل يتمها ولم ترع وحدتها ، هذا مثال من ملايين الامثلة على ان العراق بلد غير صالح للحياة وان من يعيشون فيه اقسام ، القسم الاول : الحكومة او الناس الحكوميين ، وهم اغنى الناس وبامكانهم العيش في العراق لانهم يتسلمون رواتبا اكثر بستة اضعاف من راتب البروفوسور المسؤول عن المفاعل .القسم الاخر : الناس الاعتياديين وهم انوع شتى ولكن انا على يقين ان عدد من يريد ان يهرب من جحيم هذا البلد يتعدى النصف من مجموع العراقيين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك