المقالات

رحلة الأذلال المتواصلة من والى مطار بغداد الدولي ..الى متى ؟

964 13:13:00 2013-07-18

د.واثق الغالي

" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم

من المفرح جدا ان ترى وطنك العراق وهو يخرج من تحت طائلة المعاناة والصراعات الى افق مشرق لدولة المؤسسات الحديثة والمتطورة ، ومن المفرح انك تقرأ هذا المستوى العالي من النمو الأقتصادي ومن المفرح اكثر ان تقرأ عن الميزانيات التريليونية الهائلة التي تتدفق على العراق وعلى مؤسساته الحكومية بشكل لم يسبق له مثيل ولم تبلغ ميزانية العراق يوما مابلغته خلال السنوات العشر الماضية ومن المفرح ان تستمع الى المسؤولين في وزارة النقل والمواصلات وهم يتحدثون عن تطوير النقل والمواصلات في العراق بخطط طموحة وحديثة ومتطورة وتفرح لأنهم وصلوا الى هذه الدرجة من الوعي والتطور .لكن كل تلك الأماني ستتساقط تباعا وتصبح اضغاث احلام وامنيات ماان تقرر السفر عبر مطار بغداد الدولي ، هذه التجربة المسكوت عنها والتي يمر بها جميع المسافرين العراقيين وغير العراقيين كل يوم من اشكال الأذلال والمعاناة لاتليق بآدمية البشر ..ومن المؤكد ان ولا مسؤول عراقي واحد يشعر بها لأن لهؤلاء ممر خاص وترتيبات سفر خاصة يقوم بها الخدم والحراس والسكرتارية تبعدهم عن الأختلاط مع الرعية من امثالنا فهم من طبقة ارفع من مستوى الشعب الذي جاء بهم الى مناصبهم ومنحهم من قوته وقوت اطفاله وايتامه وارامله تلك الأمتيازات التي يتمتعون بها منصرفين عن الشعور بما يعانيه سائر الشعب.فبعد ان تمر بشارع المطار وتشاهد على جانبيه الخضرة والنافورات ومئات اشجار النخيل التي انشئت من اجل القمة العربية وانفقت عليها امانة بغداد عشرات الملايين من الدنانير ، بعد ان تمر بهذا الشارع الأنيق ستنشرح نفسك وتظن ان كل شيء سيكون امامك انيقا وحضاريا ومريحا وتفخر به ، لكنك ستصدم وستعود الى الصومال واسوأ ماان تصل الى ساحة طيب الذكر " عباس بن فرناس" اذ عليك ان تنزل فورا من سيارة الأجرة التي جاءت بك اذا ان وقت المعانة والأذلال قد بدأ ، اول شيء عليك فعله هو ان تسحل حقيبتك واغراضك على طول ساحة ترابية مليئة بالحفر وعليك السير في التراب واذا امطرت ستسير في الأوحال الى ان تصل الى مايسمى " موقف الجمسيات " اي سيارات الدفع الرباعي التي تجمع مايسمى ( النفرات ) الى حد التقبيطة اي الأمتلاء.اما اذا اردت لسائق الأجرة الذي جئت معه ان ينقذك فعليك ان تدفع لحارس الساحة اتاوة معينة لكي يسمح لسيارة الأجرة بالمرور وفقط لأجتياز تلك الساحة القذرة والمليئة بالحفر وحيث يتضح لك ان الدولة عاجز عن تبليط ساحة من بضعة امتار مربعة وعمل مسقفات لائقة بالبشر تقيهم الحر والبرد والوحل والسموم .عندما تصل الى ساحة وقوف الجمسيات ستجد سواقين انيقين يرتدون الأربطة وهو بانتظارك واقفين امام سيارات الدفع الرباعي الحديثة ، وتكتشف ان هذه السيارات هي سيارات الدولة وملك للشعب لأنها سيارات تتبع للشركة العامة لنقل المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل والمواصلات ومع ذلك عليك ان تدفع " اتاوة" قدرها عشرة الاف دينار عن كل راكب لكي تقلك السيارة الى نقطة التفتيش وليس الى صالة المطار مع ان السيارة حكومية والسائق موظف حكومي ولا تدري اين تذهب تلك الأموال.في الجهة المقابلة ستشاهد صفا من الباصات المكيفة الحديثة وامامها سواقيها وهي ايضا تابعة لوزارة النقل والمواصلات لكنها جميعا متوقفة عن العمل ، وكانت هذه الوزارة قد ادعت انها خصصتها لنقل المواطنين مجانا من والى المطار ، لكن تعطيلها وعدم تشغيلها سببه مكشوف وهو استمرار الأبتزاز والدفع لأصحاب سيارات الدفع الرباعي وهناك ايضا سيبتزك اخرون اذ تجد سيارات اجرة ايضا تابعة للوزارة ممكن ان تنقلك الى اقرب نقطة تفتيش بمبلغ اكثر من ثلاثين الف دينار وهكذا تستمر السرقة عيني عينك ، اجهزة الدولة تسرق من الشعب .وماان يرميك سائق سيارة الدفع الرباعي حتى تجد نفسك في مهب الريح وسط الحر والسموم اذ سيجلبون لك كلبا لينجس اغراضك وفحصا اوليا لجوازك ..ثم عليك ان تركب السيارة ثانية لتقطع مسافة لبضع دقائق لكي تقوم بأنزال حقيبتك مرة اخرى وتسحلها مرة اخرى لكي يقوم احد الموظفين بفتح جميع حقائب المسافرين ونفشها وتقليبها وتركك تدبر حالك في اعادة امتعتك الى ماكانت عليه ثم تقوم بحمل اغراضك الى سيارة الدفع الرباعي ثانية لتجد في استقبالك بعد بضعة دقائق من يدقق في اوراقك وينظر في وجهك ثانية ولا تنتهي الرحلة الا بالتوجه الى كلب بوليسي آخر على مسافة قريبة وايضا في العراء ويقوم الكلب بشم الأمتعة والحقائب مرة اخرى ثم لتسحل حقيبتك مرة اخرى الى صالة الفحص بالسونار .عندما تصل الى هذه المرحلة تكون قد وصلت اقصى درجات القرف والأعياء لصدمة التخلف والأجراءات البدائية التي مررت بها والتي لاتوجد ربما في بلد اخر غير العراق والصومال وافغانستنان واي بلد متخلف آخر..في المطار لن تجد شيئا مختلفا عن مطار الثمانينيات البدائي في كل شيء واول ماستصدم به شيئان وهما قذارة المرافق الصحية وعفونتها الى حد لايطاق خاصة بالنسبة لصالة القادمين والنقطة الثانية هي الغلاء الفاحش في الأسعار لكل مايباع في ذلك المطار البائس .مما لاشك فيه سيسارع اي مسؤول بالرد على شكواي وشكوى الآلاف من العراقيين من هذه المهازل والمعاناة اليومية والأبتزاز بالقول : ولكنها اجراءات امنية لابد منها في بلد يضربه الأرهاب ..وهي شماعة لكل ذلك التخلف ..والرد على ذلك ببساطة شديدة هي ان نقول لهؤلاء : احترموا ادمية وكرامة الأنسان العراقي ، احترموا من وضعكم على كراسيكم ووفروا له حدا ادنى من الأحترام .وبعدها سنقول ان الحل لكل تلك المعاناة بسيط جدا ويكمن في السؤال : لماذا لاينقل المسؤولون العراقيون عن هذا المطار ومسؤولو وزارة النقل والمواصلات الأجراءات نفسها المتبعة في البلدان التي يزورونها موفدين الى مطار بغداد الدولي ؟ لماذا لايستنسخوا اجراءات التفتيش نفسها لانقول في المطارات الأوربية بل في المطارات العربية ؟ لاسيما وان من يزور الموقع الرسمي لوزراة النقل والمواصلات سيشاهد ان مسؤولي الوزارة لايمر عليهم اسبوع واحد بلا ايفاد حكومي ، فماذا نقلوا لنا من تجارب الدول التي زاروها ؟ لاشيء.ايها الناس ، ياوزارة النقل والمواصلات ، ياامن المطار ، اجمعوا مراحل التفتيش الروتيني الطويلة والمذلة كلها في قاعة مكيفة واحدة فقط واختصروا تلك الرحلة المخزية من الأذلال ، اجمعوا الكلاب التي تريدونها شم حقائبنا في قاعة واحدة وزيدوا عدد الكلاب ولكن خذوا الحقائب منا وانتم تصرفوا بها بعيدا عنا كما يحصل في مطارات العالم حيث تسلم حقيبتك وهي تمر اوتوماتيكيا بمراحل لاتعد ولاتحصى من الفحص ولكن دون علمك انت وانما تتم بعد تسليم الحقائب لموظف الخطوط في الكاونتر المخصص.شكلوا لجنة من كل الأطراف لغرض وضع ترتيب حضاري يليق بآدمية البشر من الأجراءات العقيمة والروتينية ويختصر على العراقي المسافر هذه المعاناة وتذكروا الرحمة والرأفة بكبار السن خاصة وبالنساء وبالمعتمرين والزوار وغيرهم وكفوا عن اذلال الناس ..وبعد هذا فأن الوزارة من ابسط واجباتها ان تخصص باصات مكيفة ولو بسعر رمزي تنقل المسافرين من كراج الكرخ ومن الرصافة الى المطار يوميا وفي كل نصف ساعة يتحرك باص حتى و لو كان خاليا ولو كان بحجم كوستر ... هذا هو المعمول به في كل بلدان العالم فيما يعرف بباص المطار فأين باصات المطار ياوزارة النقل والمواصلات ...؟لقد التقيت بأصدقاء عرب واجانب في احد المؤتمرات والتقيت بمستمثمر اجنبي وكلهم مروا بنفس هذه المهازل من الأذلال والأهانة في اجراءات مطار بغداد المتخلفة والحمامات المتعفنة ولم اجد مااقوله او اجد عذرا لأناس يبذرون مليارات من اموال الشعب ثم يذلون الشعب وضيوف العراق بهذا الشكل المخزي والمعيب ...ختاما اقول : ياوزارة النقل والمواصلات كفاكم اذلالا واحتقارا للشعب وكفاكم هذه الأجراءات المتخلفة والبدائية وحاولوا ان تتعلموا من الآخرين اذا كنتم بهذا المستوى وتنقصكم الخبرة ولاتهمكم معاناة الشعب الذي اجلسكم على كراسيكم ومنحكم الرواتب والأمتيازات الضخمة من قوته وقوت ايتامه وارامله ...افيقوا ...وكفى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصر حسان
2013-07-20
الناس كلها تشكو من مطاركم التعيس ياوزارة النقل والمواصلات ، وانتم ساكتون ومصرون على هذا الخراب ، كل من زار العراق ذاق الامرين في الرحلة الشاقة من والى المطار ، انا كرهت السفر بسبب تعاسة الاجراءات وماقاله الاخ د . واثق بارك الله فيه هو قليل من كثير من التعاسة والاهمال واللامبالاة
ابو أيمن
2013-07-20
أولا نشكر د.واثق علي الموضوع المهم جدا كما أني اود ان اشكره مرة ثانيه علي تذكيرنا بمعاناتنا التي حصلت لنا عندما ذهبنا الي عراقنا الحبيب من أجل زيارة الأربعين فالمعاناة بدأت منذ ذهبنا الي مطار البحرين حيث كان موعد السفر الي بغداد العاشرة صباحا علي الطيران العراقي ولم نطر الا الساعه السادسة مساءا بعدها تتوالي المعاناة في المطار ثم مع سواقي المطار ثم في نقطه اخري بعد المطار مباشرة وفي الحقيقه هي غير معدة للإستقبال الأدمي حفر ومياه برك وكان الجو برد لكن الذي يشفع في الامر هو الزيارة وطبية شعب العراق
علي
2013-07-20
السلام عليكم. الحكومة من راس الهرم نوري المالكي الى اصغر موظف في راسة الوزراء سراق وجاهلون ولا يستحقون المرتكز التي يحتلونها اضف الى ذلك مجلس النواب الفاشل والكل لا يبالي بالشعب
محيمدالعراقي
2013-07-19
تحياتي لك يا دكتور على هذا المقال الذي يكشف بؤس وزارة النقل وبؤس وزيرها ومسؤوليها ...وزيرها الذي يتكلم في الاعلام عن كل شئ الا عن النقل لانه لا يعلم اي اوليات عن هذا الموضوع(مع تقديري العالي لتاريخه النضالي) وحتى لو تكلم فانه كمن سكت دهرا ونطق كفرا...
حسن الياسري
2013-07-19
ماتقوم به وزارة النقل والمواصلات من هدر للمال العام في مقابل الخدمات البائسة التي تقدمها للمواطن العراقي تستحق اكثر من وقفة وحساب ، بصراحة انها وزارة فاشلة وعلامة فشلها هي المطار وغير المطار ولو تم التحري عن مهازل هذه الوزارة يشيب رأس الرضيع منها . وكل اجراءاتها بدائية متخلفة بسبب الجهل وانعدام الخبرة ...واسناد الأمر الى غير اهله بالوجاهات والعلاقات الشخصية والمنافع .
ام علي
2013-07-19
اشكر الدكتور واثق المحترم على مقالته القيمةواتفق معه على ماقاله وهي حقيقة رحلة اذلال مررت بها في طريق رحلتي من العراق. الى الاردن ومنها الى امريكا حيث تجد الفرق الشاسع من خروج من العراق ودخولك المطارات البلدان الاخرى وكذك. عن رحلتك في الطاءرة وانقلك عن اقرب بلد لنا وهو الاردن حيث التنظيم والرحلة في الطاءرة الاردنية. والخدمة فيها لا تختلف. في الطاءرة االامريكية مع ان الاردن ليس لهم ما للعراق من الخيرات و ان انقل لك شيء صادفني ويوءسفني طلبت من واحد تابع للمطاران يحمل معي الجنطه رفض
ابن البلد
2013-07-18
السلام عليكم وشكرا اخي الدكتور واثق على مااردت ان اكتبه قبل عام وتكرر معي قبل شهر وودت حينها ان اصرخ الى السماء ان ترحمنا من الذي يفعله بنا ما نسميهم ساستنا وعسكرنا انها مهزلة بكل معنى اذ لايعقل ان لاتعرف الاجهزة الامنية طريقة حضارية غير هذه لقد صموا اعينهم واذانهم لكل ما يسمعون ويرون والله يساعدنا فباوزير النقل استحلفك بالعراق لانك تمثله ان نسافر المرة القادمة كبشر ويجعلها الله في سجل حسناتك دنيا واخرة ودمتم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك