حيدر عباس النداوي
بكل تاكيد فان خبر زيارة زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى دولة قطر تمثل عنصر مفاجئة كبيرة لاسباب عدة منها ان العلاقة بين قطر والعراق علاقة سلبية جدا وتكاد تكون معدومة وتحديدا في زمن الاب "حمد "ولم يتضح بعد منهج الابن وان ظهرت منه علامات ايجابية تدلل على ان منهج الابن يختلف عن منهج الاب،كما ان طبيعة العلاقة بين العراق قطر تشوبها الكثير من المنغصات على خلفية مواقف الاب من العملية السياسية ومن دعمه لطرف على حساب الاكثرية وعلى حساب الحكومة المشكلة والمنتخبة بل ان دولة قطر متهمة بتمويل المجاميع المسلحة والتكفيرية وبالتالي فان قطر متورطة بدماء الشعب العراقي ولهذا فان فتح قنوات مع الحكومة القطرية الجديدة يحتاج الى شجاعة والى إقدام والى مخاطرة كبيرة لان مثل هذه الزيارة ستولد ردات فعل سمعنا بعضها ولا زال الوقت باكرا للاستماع الى ردات فعل أخرى وهي بكل الاحوال لن تكون ذات جدوى امام الهدف من الزيارة والذهاب الى قطر .الا ان جميع الأسباب والمواقف السابقة من الحكومة القطرية لم تمنع زعيم المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم من تلبية دعوة الابن تميم لزيارة قطر وفتح قنوات التواصل ومناقشة الملفات المهمة والاستماع الى رؤية الامير الجديد واسماعه مطالب العراقيين ورؤيتهم للعلاقة المستقبلية بين العراق وقطر وما يتمنونه وما لا يتمنونه وهذا المفهوم الاخير ربما يكون هو الهدف الغير معلن من زيارة السيد الحكيم الى دولة قطر ولقاء اميرها وتقديم التهاني له بمناسبة تنصيبه اميرا بدل والده.ان السيد الحكيم يعرف قبل غيره ان هناك من يحاول نثر الغبار في سماء نوايا السيد الحكيم الصافية ومنهجه المدافع عن العراق والعراقيين وعن حقوق اكثرية ابناء الشعب العراقي اذا ما تطلب الامر التفصيل والتجزئة لكن الحكيم يعلم قبل غيره ان الحقوق تاخذ ولا تعطى ولن يتم الحصول عليها والابواب موصدة والعلاقات متناحرة ومفككة كما ان من حسن الخلق رد التحية بمثلها او باحسن منها وهذا منهج الاسلام والمسلمين لذلك فان تلبية السيد الحكيم لدعوة الشيخ تميم تاتي من باب رد الجميل ومن باب الدخول الى المقاصد الاساسية وايصال رسالة الاكثرية من الباب التي فتحها تميم ،الشي الاخر ان السيد الحكيم في كل زياراته وجولاته التي قام بها سواء الى سوريا او الى تركيا او الى دول الخليج اوالى دول اقليمية وعالمية كانت كلها بالتنسيق مع الاخوة في الحكومة وتحديدا مع السيد رئيس الوزراء ومع الاخوة في قيادة التحالف وكان السيد الحكيم يطلعهم على كل ما يدور من محاور ونقاشات فيما يتعلق بالوضع العراقي وهنا علينا الرجوع في قضية "لماذا الحكيم وليس المالكي او الجعفري او الاخرين" الى مسافات ليست بعيده وهي ان مقبولية السيد الحكيم ومحوريته ومشروعه الجامع ورؤيته التي تجاوزت الحدود والمسافات وخطابه العقلائي المعتدل جعل منه قطب الرحى وجعل منه السياسي الوحيد الذي تثق به الاطراف العربية والاقليمية والدولية وهذه المقبولية التي يمتلكها الحكيم هي نعمة تصب في خانة ومصلحة الشعب العراقي ولم تصب في خانة المصلحة الخاصة للسيد الحكيم وابناء تيار شهيد المحراب.ان العراق الجديد لم يجني من القطيعة والاستقطاب والعداء لهذا الطرف او ذاك غير الدمار والقتل والخراب واستمرار هذا المنهج يعني ان العراق سيبقى محترقا ملتهبا مدمرا بينما يمكن للدبلوماسية وتسخير العلاقات الجديدة بما يحقق مصلحة العراق ان تكون محطة مهمة من محطات اخراج العراق من محنته ودماره الى فضاءات الرفاه والحرية والاستقرار والامان ومثل هذا المنهج يمكن تجسيده وقراءته في علاقات وحركة السيد الحكيم مع الاطراف العربية والاقليمية والدولية دون غيره.
https://telegram.me/buratha