المقالات

تغيير مَن بمَن..؟

405 18:00:00 2013-07-19

عبدالله الجيزاني

ضَخم مُتضَخم، يمشي وفق الظرف الآني تارة يرفع قدمة ليضعها بقوة وسرعة وأخرى بسكينة وهدوء. فمن يحكم حركاته وسكناته كما قُلنا منصب وموقع الموجود على خشبة المسرح، إن كان من الصالحين يجب أداء دور حواري الصالحين، وإن كان من الطالحين ينبغي أن يؤدي دور ساقي الخمر والمُتراقص بين الغواني والقرقوز على المسرح لإرضا نقص ولي النعمه وإسعاده. يجيد كل الأمور حيث يبكي مع الباكين بنفس درجة التفوق والإتقان عندما يحتاج الدور منه الرقص والغناء. إنهم ممثلوا مسرح الحياة، حيث لايوجد في قاموس حياتهم شيء إسمه كرامة أو عزة نفس أو ثبات، كما تخلوا قلوبهم من أي يقين أو إيمان بان السماء هي من تقرر للإنسان ما يحصل عليه سِواء منصب أو مال أوجاه مع عدم نكران السعي وفق المحدد الشرعي والأخلاقي.نعم يحصلون على مايبغون لكن من مفهوم (نزيدهم في طغيانهم يعمهون)، ومن يتوقع خلاف ذلك فقد ظل ظِلالاً كبيراً لان مايحصلون عليه خلاف العدالة وهذا غير ممكن، فالإستحقاقات والحقوق تنال وفق مفهوم العدل للقادر والمتمكن منها، لكن نموذجنا حدود قدرته وإمكاناته الحصول على الموقع لا إداء مايقتضيه. هؤلاء هم من أوصل الاُمم ومنها العراق منذ الخليقة إلى اليوم إلى ماهو عليه الآن، فلم يحظى العراق بحاكم أو قائد عرف أو تعرف على أساليب هؤلاء، بل الجميع مغرق ومغرم بهم وبما يقدمون، حيث يعوضون عليه الكثير مما يفتقد كيانه الجسدي والنفسي.لذا يقربهم ويثق بهم، رغم انه بالأمس وقع هو أو سمع عن غيره قد ذهب ضحية أساليبهم..! ومعظم من ادعى انتمائه للقادة ممن مروا على تاريخ العراق، ذهبوا وسيذهب مَن بقى ضحية المتملقين الذي يشكلون الحلقة الخاصة والمقربه من صاحب الفخامة أو السمو أو السماحة، لكن غريب أن كل هؤلاء مصابون بالعمى وبطء الفهم وتعطل الحواس فلانفهم متى يمكن لسمسار أن ينصر قيم الفضيلة. ومتى يمكن للص ومختلس أن يحفظ وجود أو كيان، ومتى كان داعر حريص على قيمة عليا أو يمكن أن يحقق طموحات نبيلة، انه عمى يصاب به الكبار.ربما بقصد او بدونه فتارة يعرفون لكن يسكتون خوفاً أو طمعاً أو ربما والعياذ بلاه شبيه الشيء مُنجذب اليه. وآخرى يعرفون ويسكتون وشعارهم أن هؤلاء هم الأكثر قدرة على قيادة المشروع أو إنجاحه، وهذا أغرب من الغرابة، فمتى صلح ماء الجنابة للوضوء. إنها معادلات غريبة عجيبة، لما لايتعض البعض بما حصل لمن سبقه، لكن الحقيقة التي لايريد البعض أن يصل اليها أو يصارح ظاهره باطنه فيها، أن الأرض صحرت أو تكاد من مسمى قادة، ومعظم الموجودين أدعياء لايمكن أن تكتمل دعواهم بدون متملق أو لص أو سمسار لان هؤلاء وحدهم القادرين على إداء حركات وتحركات توحي للناظر بأن هناك قائد. وعلى هذا ربحت تجارة التملق والتزلف والتزييف والكذب، وكان حكم السلطان بيد من يمتلكون هكذا مؤهلات، في حين خسر وطرد وحورب من أمتلك النسخة الاصلية من واقع القائد وحاشيته، والعنوان الظاهر هو التغيير، دون استفهام عن كيف ومتى وبمن التغيير...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك