حيدر عباس النداوي
جاءت زيارة زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى قطر في وقت مهم وحساس تعيشه المنطقة بصورة عامة والعراق بصورة خاصة في ظل اجواء من التوتر والشحن الطائفي وعودة شبح الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي الى ما كان عليه الوضع في اعوام من 2005 - 2007 ومثل هذه الزيارة من شانها ان تساهم في اعادة استقرار العراق وابعاده عن شبح الحرب الطائفية التي تهدد حاضره ومستقبله نظرا للدور المؤثر الذي تلعبه قطر على اطراف الصراع في العراق ماديا ومعنويا.وتحييد قطر او جعلها في صف المشروع العراقي الوطني ليس سبة او جريمة يعطي الحق للاخرين التهجم او التجاوز وباسلوب رخيص على المواقف الوطنية التي تسعى لتجنيب العراق لعبة المحاور وتخليصه من المنزلقات الخطيرة التي يتجه اليها بسبب سياسة افتعال الازمات التي تنتهجها حكومة السيد المالكي والتي اصبحت علامة مميزة لهذه الحكومة بل ان اي موقف وطني يعمل على مساعدة العراق والعراقيين وتخليصهم من حالة الجمود والركود والانطلاق الى فضاءات العمل العربي والاقليمي والدولي مواقف تستحق التقدير والاجلال والاحترام.ويمكن عد زيارة السيد الحكيم الى دولة قطر بالخطوة الجريئة والشجاعة والتي لا يقوم بها الا من هو جرئ وشجاع ومن هو قادر عن الدفاع عن مواقفه لان دولة قطر من الدول التي لم تتعاطى بايجابية مع التجربة العراقية ومن الدول المتهمة في التورط بدماء العراقيين مثلها مثل جميع دول الجوار والدول الاقليمية المعادية للتجربة العراقية لكن التغيير الذي حصل في اعلى هرم السلطة في الدولة الخليجية الصغيرة والاشارات التي اطلقها الامير الجديد كانت عوامل حاسمة في قرار السيد الحكيم لزيارة دولة قطر والدخول في سباق مع الزمن لتوضيح الرؤية العراقية الحقيقية والبعيدة عن التزييف والكذب للامير القطري ومن اجل قطع الطريق على الاطراف الاخرى التي تسعى الى ابقاء العلاقة مع دولة قطر متشنجة ومتوترة وتنحاز الى طرف دون اطراف اخرى.ومعلوم ان رؤية السيد الحكيم ومنهجيته في قراءة الواقع العراقي منهجية وطنية لا تبحث عن المنافع الحزبية او الشخصية بل تضع مصلحة جميع العراق وليس طائفة دون اخرى فوق اي اعتبار وهذا المنهج الوطني للسيد الحكيم شهد به كل من التقى بالسيد الحكيم من الملوك والرؤساء على عكس الكثير من السياسيين العراقيين الذين لا يبحثون في لقاءاتهم الا عن المصالح الحزبية والشخصية واستعداء الدول على الاطراف الاخرى في العراق،لهذا ومن منطلق حرص السيد الحكيم على التجربة العراقية الفتية نعتقد جازمين ان السيد الحكيم في لقائه مع تميم اشر كل النقاط المهمة التي لها علاقة بتجربة العراق وما يفترض ان يكون عليه الدور القطري في المرحلة المقبلة والتي يتطلع اليها العراقيين لان تكون تجربة مفيدة تختلف كليا عن تجربة الاب حمد.ومن حرص السيد الحكيم وخوفه على التجربة وما يملك من علاقات جيدة مع تميم ومع دول الخليج عامة يمكن للحكومة العراقية الاستفادة من هذه العلاقة وتسخيرها لابعاد العراق على محاور الاستقطاب ودعم المشاريع والتجربة العراقية،لكن هل سيتعامل المالكي بواقعية مع علاقات السيد الحكيم ويدخل من خلالها الى بوابات دول الخليج لمصلحة العراق والعراقيين..الجواب لا اعتقد ذلك لان المالكي يريد ان يمر كل شيء تحت عباءته حتى لو كلف ذلك المال والحلال والاولاد ودليلي على ذلك ان المالكي رفض قبل سنتين اخراج العراق من البند السابع لان المشروع يمر من بوابة الحكيم .
https://telegram.me/buratha