بقلم : قاسم محمد الخفاجي
الكفاح ينبوع ثرّ يجري في عروق الحياة ، فيجلّيها، مثلما يجري الماء في عروق الأرض ، فيحييها. من الحقوق الأولية للناس حق المعارضة المنطق بالمنطق ، والرأي بالرأي ، والسيف بالسيف ايضاً ، ولحسن الحظ وما أثبت تاريخياً انه ، مهما قويت البندقية فهي تبقى عاجزة عن قلع إرادة المقاومة من قلوب أصحاب الحق إن الذي يستطيع التأثير على أمته من يمتلك هدفاً محدداً في الحياة ، وإرادة صلبة في المواجهة ، ورؤية صائبة للأحداث ، وقدرة عالية على التنظيم ، وأيماناً صادقاً بضرورة التطوير ، وخلقاً رفيعاً في التعامل ، إن السمات أنفة الذكر تنطبق على حياة وتاريخ رجل ترك لمساته وبصماته الواضحة على مسار العملية السياسية في العراق ، ألا وهو المكافح والمجاهد السيد عبد العزيز الحكيم ،إذ يمكننا أن نستدل على أهمية هذا الرجل بعد 2003 بإيجاز ونسلط الضوء على دوره الرائد في العراق الجديد ، منذ أصبح رئيساً لمجلس الحكم، وبعد إن انتخب بالإجماع من قبل أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي رئيساً للمجلس الأعلى بعد استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم{قدس}.وبعدها قائداً ورئيساً للتحالف الوطني بجدارة ، لعب دوراً الكبير في تغيير المعادلة الظالمة في العراق بحكمته وكياسته ورجاحة عقله ورصانة قراراته، كان يؤمن بنظرية المسؤول الخادم , ليس المسؤول الحاكم المتسلط، كان دائما يقول في خطاباته (أنا الخادم) ويستخدم مفردة خادم بشكل مبالغ فيه وكثير حتى يغرس هذه الثقافة, (أننا في خدمة هذا الشعب) , أيضاً تعتمد هذه الرؤية على دولة المواطن , الأساس هو المواطن وكل الجهد حتى المواطن يخدم , فالإنسان هو الأساس في هذا البناء والمجتمع والدولة, والمواطن هو الذي يخرج وينتخب ويضع الناس في مواقع الخدمة , فالأساس هو المواطن ويجب إن ننطلق من خدمة المواطن في أداءنا وفي حركتنا, عزيز العراق قام ببناء علاقات إقليمية ودولية استراتيجية، فقام بعدة زيارات للولايات المتحدة والى بريطانيا ودول عديدة في أوربا ودول أخرى لا لشيء إلا لمصلحة العراق , وخدمة العراق, كان أول من دعا لحوار أمريكي - إيراني في الشأن العراقي, قال نحن اليوم ندفع ضريبة هذا الصراع في حينها فدعهم يجلسون يحلون مشكلتهم بعيدا عن العراق .عزيز العراق كان يتمتع بعقلية إستراتيجية, فكان له الدور الأكبر في السعي لإخراج العراق من طائلة البند السابع، حيث كان قد طالب مرارا وتكرارا الأمم المتحدة، عن طريق رفع العديد من الكتب إليها، مطالبا إياها بضرورة إخراج العراق من هذا البند ، كان أول من تنبه لها , وحولها إلى ثقافة شعبية وذهب إلى الأروقة الخاصة مع القادة العراقيين وناقشها وحملها على أكتافه في زيارته المعروفة والتي اسماها" زيارة الاستقلال والسيادة" إلى الولايات المتحدة ليتحدث في إخراج" زيارة الاستقلال والسيادة" إلى الولايات المتحدة ليتحدث في إخراج العراق من الفصل السابع وأهميته, ولم يدخل عليه مسؤول دولي أو عالمي أممي أو إقليمي والتقى به إلا وواحدة إخراج العراق من الفصل السابع .فكان حقاً مؤثراً بالأحداث التي تهم وطنه سواء في زمن المعارضة أو العراق الجديد ، فمن يمت مع الحق في مواجهة الباطل ، فسيكون لموته صوت القنبلة ، وتأثير الصاعقة ، ولمعاً الشهاب ، مشكلة بعض الشعوب أنها لا تعرف قدر رجالها إلا بعد رحيلهم ، فالشمس عندهم جميلة ، بعد غروبها ، والوقت عندهم من ذهب ، بعد إن يمر عليهم ، والفرصة مهمة جداً ، بعد ان تفوتهم ، والشخص عزيز عندهم بعد إن يموت ، فسلاما عليه يوم ولد عزيزا وعاش عزيزا ورحل عزيزا إلى بارئه بعد أن قضى جزءا كبيرا من حياته في الجهاد وخدمة الشعب العراقي، فصنع دولة بكفاحه ، هذا هو ديدن عائلة آل الحكيم المجاهدة المضحية، إن العراقيين يكنون كل الاحترام والتقدير لهذه العائلة الكريمة.
https://telegram.me/buratha