بسم الله الرحمن الرحيم
ونحن نعيش في عالم يكاد ان يكون مجنونا ً بأحداثه المتسارعة والغريبة بحيث ان الحدث لا يأخذ وقتا ً طويلا ً في التامل نتيجة لتعاقب مثيلاته وطي صفاحاتها بشكل سريع جدا ً , طرق بابنا شهر هو عند الله الافضل في ايامه وساعاته انه شهر الصبر والطاعة والتامل فهنيئا ً لكم قدوم هذا الشهر الفضيل وهنيئا ً للصابرين المتأملين.
ان فلسفة الصائم كما هو معلوم هو الصبر وبوجوه عدة اهونها الجوع والعطش , غير ان حر الصيف اللاهب جعل من مسألة الصبر على العطش امرا ً ليس بالسهل فساعات الصيام طويلة والحر قاتل وان كنت في المنزل فما حال من يضطر للخروج من المنزل لارتباطه بعمل حقيقة كان الله في عون الصائمين .
فمنذ ساعات النهار الاولى تشعر بالعطش وينامى هذا الشعور ويصعب كلما اقتربنا من ساعة الافطار ويكون همنا الاول هو الارتواء واطفاء لهيب العطش وهنا اجد ان هناك من يقتحم على رمضان خصوصيته ويسحبنا للتفكير به الا وهو يوم عاشوارء وكيف ان الصبر على العطش كان امتحانا ً صعبا ً في مجمل يوم اغدق الله به على احبائه بسيل من الابتلاءات والامتحانات الربانية ليباهي بصبرهم السموات والارض .
حينما يشتد بي العطش في هذه الايام لا اجد بدا ً من فتح الحنفية وملىء كفوفي بالماء وشمه ! ان لمسه وشمه رغم كونه عديم الرائحة يجعلني اشعر براحه لثواني تتبعها ثواني حرج من الله عز وجل وانا استغيث من العطش جهرا ً تتبعها رحلة الى ارض الطف اخاطب بها العباس عليه السلام انت بطل وانا اعلم ! ولكني اكتشف ان مساحة بطولتك غير محددة , سيدي ومولاي نصبر على تكليف شريعي وواجب ولكنك صبرت على العطش الشديد مروءة وصبرت حياءا ً وصبرت هوانا ً كيف ارجعت الماء وقلبك يستغيث !! كيف .
وهنا ادير بصري عن شاطىء الفرات تاركة كفوف العباس ع التي ابت ان توصل الماء الى جوفه حياءا ً من الحسين عليه السلام قطيعة مفارقة جسدا ً لم ولن ننسى فضله في حفظ الرسالة المحمدية وها هو البصر يقع على ماهو اشد وقعا ً من هذا الموقف الا وهو موقف الحسين ع أمام عطش الاطفال , كثيرا ً ما يتعالى الصراخ حينما يذكر الخطيب رمي قلب الحسين بالنبال والسهام غير ان قلب الحسين عليه السلام لم يكن سليما ً قبل دخول ذلك السهم اللعين فلقد كان يقطر حزنا والما لعطش الاطفال فلقد خرج من اجل الاصلاح واثبات العقيدة الحقة الى يوم يبعثون ولكن كيف يفهم الطفل الصغير هذا ؟! اطفال الحسين عليه السلام كانوا قطعا ً من الصبر ولكن اخشى ان مظهر الطفل العشان قد مزق قلب سيدي ومولاي وماذا اقول في الطفل الرضيع وطريقة اروائه , لعن الله حرملة .
ملعون يا يزيد وزبانيته كيف انك تلعن في كل وقت على تلك الفعلة الشنيعة .
يحين موعد الافطار ونرتوي من الماء ويجىء محرم ونرتوي من عبرات الطف ولكن هل نرد مناهلك الروية فنرتوي يا سيدي يأبن الخيرة المنتجبة , هل ستقر العيون وتنطفأ نيران القلوب اللاهبة شوقا ً لمقدمك أسال الله عز وجل قرب ذلك اليوم .
تقبل الله طاعاتكم ورواكم من حوض الكوثر .
https://telegram.me/buratha