سعد شهيد الركابي
المشهد الدموي يتكرر ذاته ...أشلاء تتقطع ...دماء وشظايا ..الاستباحة تتواصل ..والقنوات الشبه حكومية تتحدث عن (عدد ) من الضحايا )الابرياء( لتستمر البرامج المعتادة ...والعدد يلحق باعداد سبقته ...ولا يبدو أن قافلة الاعداد سوف تتوقف عند عدد ...والنتيجة (ماكو شي)..ماكو شيء ...إنها نفس العبارة التي اطلقها السيد رئيس الوزراء المالكي أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه ببان كي مون قبل شهور طويلة حين كان يتحدث عن التحسن الامني قبل ان تذكّره قذيفتي هاون (معلومتي المصدر) بانه لازال للحديث بقية ..تلك البقية التي أطاحت بهيبة كي مون ...فيما ظل المالكي شامخا عصيا على ان يتهز ...فمثله لا يتهز لهذه التوافه !ماكو شي ..قالها بتلقائية صدقها حتى زعيم الامم المتحدة ..استحسنّا حينها شجاعته ورباطة جاشه !وقدرته على تحدي الحقائق واحالتها الى (ماكو شي) ...بجرة كلمة !افتخرنا انا نملك هكذا قائد تاريخي لا يبالي بالموت سواء أسقط عليه أم سقط هو على الموت !فحين تكون قائدا فذا ...فهذا يستلزم ان تكون كل الاشياء بمثابة (ماكو )!حتى لو كانت صفقات فساد ضخمة ...حتى لو كانت عشرات الالوف من العراقيين الذين يتساقطون على مذابح الجريمة ..ماكو شي مهم ...حتى لو كانت العصابات والتنظيمات المسلحة علنية وسرية تتحرك بكل حرية وتفتك بالناس على هواها ..وتنتقي ضحاياها من كل الفئات ..لاعبون شباب في الساحات والملاعب ..مصلون شيعة في حسينيات وسنة في المساجد ...مرتادو المقاهي من كل الطوائف ...الهاربون من جحيم الواقع الى سكرته الاخيرة برصاصات كاتمة تكتم انفاسه جهارا نهارا !المعادلة اليوم تتغير يا أبو اسراء ...ف( ماكو شيء ) تعني الف شيء وشيء !والشجاعة ليس ان تستهر بالاخطار ...بل تواجهها ..تعترف بها ...تعمل على تذليلها ...تنتصر عليها ...بالفعل لا بالخيال ... بالعمل وليس بالشعار ..هناك فرق كبير بين الشجاعة واللامبالاة ..وهناك اليوم لا مبالاة كبرى حيال ما يجري في البلد في مقابل قرارات شجاعة شبه غائبة ..القرارات الكيفية التي تتخذها يا أبو أسراء بين فترة وأخرى لا تشتمل سوى على مناورات وقتية ...قد تكون تغييرات شكلية ..يذهب قاسم عطا ليجيء عطا قاسم ...والنتيجة الباسة هي عشرة للارهاب مقابل ( ماكو شيء ) للحكومة ...وويلات للشعب ..فأدوات الحكومة هي (خلالات العبد ) بالتعبير الشعبي ...واكثر تلك ال( خلالات ) أصابها العفن بل وتسبق اسمائها روائح الفساد ومشاريع الفتنة !و..( ماكو شيء ) ...يا ابو اسراء ...لا شيء يتغير ...والمعادلة هي هي ..ان نظل بانتظار موتنا اليومي لنكون مجرد اعداد في قافلة الشهداء الابرياء ..وليذهب المواطن الى الجحيم .؟.والا قل لي بربك ...مالذي يعنيه ان تنفجر تسع سيارات مفخخة في وقت واحد في عاصمة لم تكن حديثة عهد بالتهديد والوعيد !واين هي الاجراءات التي يمكنها ان تمنع المزيد من القتل المتسلسل؟فمن تشابه يوماه فهو خاسر ...وقد تشابهت اشهرنا واعوامنا السابقة بدرجة مقلقة ...وعاث الارهابيون بنا واستباحوا بلادنا ...نقرأ في سبتايتل الفضائيات تعزية عن القاء القبض على ارهابيين يتبخرون من السجون ..يتسربون بالهرب الجماعي ...او التهريب الفردي ...او الصفقات مع دول الجوار او قوى الداخل السياسي ..ويبقى ثمة سؤال ملح ....متى نعترف ان ثمة اشياء كثيرة تتطلب الحلول العاجلة قبل ان يتحول البلد الى خرابة يحكمها شخص واحد يردد ورده الحريز وحصنه الحصين ( ماكو شيء..ماكو شيء..ماكو شيء)ورمضانكم كريم ..
https://telegram.me/buratha