هادي ندا المالكي
لم يدرك أبناء رفحاء ان قيامهم على صدام ومشاركتهم الفاعلة في أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 والتي زلزلت أركان الدولة البوليسية البعثية ومن ثم خروجهم في صحراء التيه الى السعودية والإقامة في معسكر صحراوي شديد القسوة في منطقة حدودية يقال لها رفحاء سيجلب عليهم الحزن والغم وسيؤلب الجميع ضدهم حتى أولئك الذي يتاجرون بشعارات الجهاد والنضال ضد الطاغوت وضد الديكتاتور والديكتاتورية.ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على تغيير نظام الحكم في العراق وسقوط نظام البعث الدموي ورغم مرور اكثر من خمس سنوات على اغلاق معسكر رفحاء في السعودية وإعادة كل اللاجئين العراقيين الا ان حقوق هذه الشريحة الكبيرة والتي أفنت أكثر من عشر سنوات في جهادها ضد الطاغية وضد ال سعود وضد الظروف الطبيعية القاهرة لم تتحقق بل ان هؤلاء لم يكرموا كما كرمت الحكومة القتلة والمجرمين وفدائيي صدام وقادة البعث الكبار.ولا احد يعرف السر في عدم تفاعل الحكومة مع ملف مجاهدي رفحاء رغم ان كل مواصفات السجناء السياسيين والمهاجرين والأنصار والمضحين تنطبق عليهم ورغم ان كتلة المواطن النيابية قدمت مشروع شمول ابناء رفحا بما يحصل عليه السجناء السياسيين والمهاجرين من حقوق ورغم ان القرار تم قراءته قراءة اولى وثانية من قبل النواب البواسل الا ان خزائن العراق لم تفتح أبوابها الى هؤلاء المعدمين بعد مرة بسبب ممثل الحكومة في البرلمان الوزير صفاء الدين ومرة بسبب المخاوف من ان يحسب نجاح التصويت على المقترح لصالح أئتلاف المواطن ومرة لان مشروع القرار ليس من اختصاص البرلمان وفي المرة الأخيرة اكتشفت بعض الكتل السياسية ان لديها سجناء ومعدمين ومهاجرين لهم قضية مشابهة لقضية ابناء رفحاء ولهذا فان تمرير مشروع قرار ابناء رفحا لن يتم الا بادراج هؤلاء الفضائيين من المهاجرين والمضحين مع مجاهدي رفحا كعبا بكعب.واستمرار معانات أبناء رفحاء ووقوف البرلمان متفرجا او منقسما على حق شريحة كبيرة من العراقيين عانت من الظلم والاضطهاد يكشف حالة الفوضى التي تسير تمرير القوانين ويبين حالة الانتقائية التي تستند اليها الكتل السياسية في تمرير القوانين بل حالة المحاصصة والسرقة العلنية لكن بمسميات مختلفة والا كيف يمكن قراءة القانون مرتين ثم تمتنع عدد من الكتل السياسية عن التصويت على القرار الا بعد ان يضمن لشرائح تابعة لهذه الكتل... اما كان الاولى بهؤلاء النواب لو كانوا ينتمون الى العراق وينظرون الى جميع العراقيين نظرة واحدة التصويت على قرار سجناء رفحاء من اجل انهاء معانات هذه الشريحة الكبيرة ومن ثم اقرار القوانين التي تتعلق باستحقاقات العراقيين الاخرين.ان ابناء رفحاء ارتبطت قضيتهم بالظلم والطغيان ويبدوا ان رسالتهم لم تكتمل بعد لان انياب الذئاب التي نهشت لحومهم ومستقبلهم لا زالت تواصل مهمة استباحت حقوقهم وكرامتهم وهم لا زالو مدعوين للقيام ضد كل طاغية ومتكبر وظالم لان حقوقهم لا زالت مستلبة.
https://telegram.me/buratha