المقالات

الأمن يهجر العراق ويبقي المالكي قائدا بالوكالة

588 19:20:00 2013-07-21

حيدر عباس النداوي

انتهت مفردة الأمن والأمان من قاموس المفردات اليومية التي يتداولها العراقيين في حكاياتهم وأحاديثهم الجانبية والفضفاضة وحلت محلها مفردة الانهيار والدمار والموت والمفخخات والأحزمة الناسفة والكاتم والأرامل والأيتام ومجالس العزاء والفقر والتشرد والضياع بعد ان ضرب الإرهاب موعدا يوميا مع مدن وشوارع بغداد والمحافظات الأخرى الممتدة من الموصل وكركوك شمالا وحتى الفاو ثغر العراق جنوبا يحصد أرواح الأبرياء والضعفاء والمعوزين دون هوادة وفي جميع الأوقات ابتداءا من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل وفي بعض الأوقات حتى ساعات الفجر الأولى ومن خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة والأسلحة الكاتمة والهجمات المسلحة الدموية.ومع كل ما يحل بابناء الشعب العراقي من قتل ودمار واذلال وصل ألمه الى مديات لا يمكن تحملها نفسيا ومعنويا وماديا ولا يمكن الاقرار بها كمنهج يمكن ان يتواصل كنقيض لحياة تليق بابناء هذا الشعب المستباح تبقى العلاجات السارية المعمول بها والمقترحة من قبل القائد العام للقوات المسلحة والقيادات الامنية الاصيلة والوكيلة عاجزة وبالية ولا يمكنها ان توقف خطرا بسيطا يهدد حياة بعوضة متهالكة.وغير هذا فان اتجاهات الفوضى الضاربة في جسد المؤسسة الامنية اصابت كل مساراتها بالعطب وعطلت كل مهماتها بسبب حالة الجهل والانتماءات المسبقة والاختراقات المؤكدة والجهل المركب وغياب الرادع والرقيب وغياب المنهجية والتخطيط وموت الولاء للوطن وتنامي الولاء للطائفة وللراتب في أكثر الأوقات والأزمان.وقد يكون اسوء الخيارات امام المواطن العادي هو تواجده ضمن حلقة مفرغة من عدم اللامبالاة او الشعور بالمسؤولية التي يدور فيها والتي لا تعطيه الجواب الشافي عن أسئلة كثيرة تنخر مخيلته لها علاقة مباشرة بملف الأمن من قبيل ما هي اسباب التراجع الرهيب في الملف الامني ومن هي الجهة المسؤولة والى متى هذا الانحدار وهل هناك بارقة من امل لان تصحح المسارات وتتغير المواقف والامور ولماذا لا يتم تغيير القادة الامنيين ولماذا لا يعترف القائد العام بفشله ويعلن تنازله ويبرئ ذمته من دماء وارواح الابرياء الذين يتساقطون يوميا بالعشرات وكيف يمكن وقف هذا التراجع الرهيب وهل يتم بالصمت والسكوت ام بالثورة والتمرد والدفاع عن النفس؟.ان واحدة من جرائم الحكومة واستهانتها بدماء العراقيين هو بقاء منصب وزير الداخلية والدفاع شاغرين حتى بعد انتهاء مدة الوزارة الثانية للسيد المالكي اضافة الى اعادة الكثير من القادة الامنيين من المشمولين باجراءات الاجتثاث وتعيين عدد كبير منهم بالوكالة وعدم قيام البرلمان بدوره في تعيين القادة الامنيين من خلال التصويت على تواجدهم وتحمل مسؤوليتهم ومثل هذا العمل يمثل اسوء مراحل عدم الشعور بالمسؤولية في وقت يمثل الامن اخطر التحديات التي تواجه الحكومة بل ان هذا التحدي يمثل المعركة الاولى التي تخوضها الحكومة من اجل اثبات الوجود ومن اجل تجسيد حقيقة ارتباط الحكومة بهذا الشعب المغيب والمنقرض.ان انهيار الملف الامني بالصورة التي نشاهدها يوميا مع غياب كامل للمؤسسة العسكرية والاستخبارية في وقف هذا التداعي ولجم الارهاب يوصلنا الى نتيجة واحدة وهي ان الارهاب سجل العلامة الكاملة في السيطرة على الارض وان القائد العام للقوات المسلحة قد اثبت فشله وبالتالي فان صفة الاصالة قد تم سحبها من قبل الارهاب وابقائه قائدا بالوكالة حتى نهاية مدته الانتخابية لان احتمالات اقصائه او الثورة عليه احتمالات ضعيفة ومستحيلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك