فلاح المشعل
تطل علينا قناة البغدادية الفضائية في برنامج "المنجز" اليومي الذي بدأ مع شهر رمضان الفضيل، وهو من إعداد وتقديم الزميل كاظم المقدادي.
كرست الحلقات العشر الأوائل لاستعراض الانجازات التي قدمتها الحكومة في دورتها الثانية، وتلقي الضوء على صفحات النزاهة الناصعة والروح الوطنية التي يتمتع بها المسؤول في الحكومة العراقية، وهو ما يثبت قناعة المتابعين بأن هذا البرنامج لا يعدو كونه إعلانا مدفوع الثمن من قبل الحكومة للقناة، بهدف تحسين سمعتها خلال شهر بعد عام كامل من فضح ملفات فسادها، ضمن برنامج التاسعة الشاخص بقصصه المدوية وفساده الكوني.
"المنجز" أحد علامات التأكيد على اضطراب الإيقاع لهذه القناة التي لا تعرف ماذا تريد!
وإذا كان صاحبها السيد عون الخشلوك لم يتعلم القواعد المهنية للإعلام الحر، فالأجدر به تكليف خبراء بالإعلام الحديث والاستماع للقراءات النقدية التي تحلل معمارية وتناسق عمل قناته.
بناء البرنامج كموضوع يحاول أن يتواطأ على ذاكرة وحياة المواطن العراقي الذي يعيش يومه وسط جحيم حقيقي، ومعاناة متفاقمة من أزمات ضاغطة وحرمانات متنوعة وخدمات منهارة.
أما على الصعيد الفني، فكان يفترض بالأخ كاظم المقدادي أن يكتفي بالفكرة وإعداد الأسئلة، ويعفي نفسه من هذا الإخفاق في تقديم قوامه نطق متعثر ورذم وحضور لا يصلح للشاشة، وعجبي أن يتورط بهذه المجاملات وهو أكاديمي ذو صوت نقدي.
ديكور البرنامج لم يرفع من مستواه، لاسيما وانه يأتي بعد الإفطار مباشرة، مما يعمق من شعور البؤس لدى المواطن العراقي الذي لا يملك سوى السخرية إزاء ما يسمع ويشاهد... ولا أدري ما ضرورة وجود ثلاث شخصيات لا تملك سوى أن تقول سؤالا يأتي في سياق أسئلة المقدم، شخصيات تستمر بجلوسها الأصم ساعة كاملة كأنها جزء من ديكور استعراضي!
البرنامج يعد وجبة إضافية تزيد التخمة السياسية التي جعلت المواطن يهرب من البغدادية، وهذه الاستفزازات التي توجه له من مسؤولين كانوا السبب في كل هذا الخراب الواقع على رأسه.
حق لأي قناة ان تعمل برامج إعلانية بأثمان معلنة او في صفقات خفية، ولكن بمسوغات فنية وأطر ذات قبول شعبي، ولا تصدم رأي وقناعة المواطن المسكين الذي صار يستغل الليل للتظاهر والاحتجاج على مظالم نهاره والمسؤولين الفاسدين.
https://telegram.me/buratha