المقالات

بهجة الفاسدين بسكوت المنكوبين /

346 13:26:00 2013-07-22

حافظ آل بشارة

الفساد حريق هائل يلتهم المواطن المستضعف ، هو الضحية الاولى والأخيرة ، الغريب في هذه الضحية انها لا تعترض ولا تصرخ ولا تشكو ، بعض الناس اعتاد على قبول الفساد والتعايش معه وتطبيعه فهو يائس من جدوى الاعتراض ، وبعضهم لا يدري انه ضحية للفساد ! ويعتقد ان فساد الحكام وفقر المحكومين أمر طبيعي وان الحياة يجب ان تكون هكذا ! وبعضهم يعرف ان الفساد آفة تلتهمه لكنه يفضل ان يشارك قدر الامكان في مسيرة الفساد حتى ينال حصته بدل الاعتراض ، عندما يغيب المواطن الضحية عن معركة مواجهة الفساد فلا يمكن لأي جهة ان تنوب عنه ، بعضهم يعتقد خطأ ان وسائل الاعلام يمكن ان تحارب الفساد ، بلد فيه حوالي 40 قناة فضائية ، ومثلها من اذاعات الـfm واكثر من 100 صحيفة ومئات المواقع الالكترونية ، لكنها لم تدخل معركة اعلامية حقيقية ضد الفساد ، والسبب واضح وهو ان اغلب وسائل الاعلام يملكها ويمولها اشخاص مشتركون في السلطة ، لذا فمعالجتها معالجة انتقائية ، تتجاهل الأزمة الكبرى وهي الفساد الشامل وتهتم باعراض الأزمة وآثارها كالارهاب والفقر والبطالة وازمة الكهرباء وفشل الحصة التموينية وغيرها ، مثلهم كمثل الطبيب الذي يهتم بمعالجة الاعراض ويهمل المرض الاصلي المسبب لها ، بعض وسائل الاعلام تذكر أزمات البلد لاسباب تتعلق بالصراع على السلطة وليس لاجل الشعب ، بعضهم يستعرض أزمة الكهرباء انتقاما من وزير الكهرباء وكتلته ، وآخر يذكر فشل نظام الحصة التموينية انتقاما من وزير التجارة وكتلته ، فاذا تصالح الطرفان اختفت المشكلة من الاعلام ! وسيلة الاعلام التي يملكها وزير ما تصبح وظيفتها تلميع وزارته الفاشلة الفاسدة ، لذا يجب على الجمهور ان يغسل يديه من أغلب وسائل الاعلام الوطنية ، هذه مشكلة عالمية ، كثير من الدول هجرت شعوبها وسائل الاعلام التقليدية وأخذت تصنع اعلامها الجماهيري الشارعي ، وهو اعلام تطوعي وسريع وجريء وموضوعي ، واهم وسائله مواقع التواصل الاجتماعي التي احدثت ثورة في صناعة الرأي العام والتوعية والاقناع والحشد وتوحيد الشارع تجاه الازمات ، فهي تقدم الخبر والمعلومات والتحليل ، وتثير حوارا متواصلا بين المشتركين وتصنع أمة افتراضية ذات قرار ، هذا الاعلام مازال متخلفا في العراق لتخلف المواطن سياسيا ، فهناك مشاركون في مواقع التواصل (فيسبوك) يعيشون خارج الزمان والمكان ولا يحسون بالأزمة وهم ضحاياها ! حواراتهم وتعليقاتهم في واذ آخر تدور حول الطرائف والتحشيش والمجاملات والحب والكوارث والدين بالفهم الكلاسيكي ، متى يتطورون ثقافيا ؟ متى يشعرون بالمسؤولية الاجتماعية ؟ متى يشتركون في مخطط تواصلي لمواجهة الفساد ؟ لا شك ان البداية هي الوعي ، ثم الحوار ، ثم الخروج بفهم مشترك ، ثم الحشد السلمي لمواجهة الأزمة ، عندها تظهر قوة مليونية فتصبح وسائل الاعلام مرغمة على الاشتراك فيها ايجابيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك