المقالات

شراء الإعلام وبيع الضمير!!!

537 13:58:00 2013-07-22

حسين الركابي

يعد الإعلام في الدول المتقدمة من العالم ركيزة مهمة لبناء المجتمع بناءً صحيح، ويكون عامل أساس في تطوير وثقافة الشعوب التي تسودها الحرية واحترام حقوق الإنسان، وجعلت وسائل الإعلام احد السلطات المستقلة كونها ترتبط ارتباط مباشر في توجهات وتطلعات الشعب، وتحد من الفساد الإداري والمالي في جميع مفاصل الدولة، ولا تقل أهميتها عن السلطات الأخرى الدستورية، والتنفيذية، والقضائية. ان الإعلام منذ نشأته الأولى بدء يأخذ حيزا كبيرا في حياة الإنسان كونه وسيلة ديمقراطية، وتعد واجه حضارية للبلدان، وفي وسط ونهايات القرن المنصرم تقدم الإعلام بشكل كبير وهائل، وتطور سريعا وانتقل الى عولمة جديدة وهي الأقمار الصناعية، والفضائيات، وشبكات الانتر نت ووسائل الاتصال الأخرى، مما جعلت العالم مرتبط ضمن دائرة واحدة من حيث المعلومات والإخبار السريعة وتبادل الخبرات بين الشعوب والجماعات والإفراد، وكذلك تسلط الضوء على مجريات الحياة الاجتماعية والإنسانية بين الأمم والشعوب والجماعات الأخرى، كما لها الدور الكبير في صناعة الرأي العام وتحريك الشعوب لصناعة مستقبلها وتحديد مصيرها عبر الوسائل المتاحة ديمقراطيا، ولذلك شكل الإعلام خطرا كبيرا على الحكومات والأنظمة المستبدة والمتوارثة عبر التاريخ، وقد جعل تلك الأنظمة تولي اهتمام كبير للإعلام وتحاول ان تسيطر بشكل او بأخر على وسائل الإعلام، وتؤدلجة حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية، وتفرض رؤيته على الجميع حتى يكون اللاعب الأساس والقطب الوحيد الذي يلزم زمام الأمور من خلال ما يتفوه به الإعلام اذ أراد قلب الحقائق. بعد عام 2003 انفتحت البلدان العربية والإسلامية على مصراعيها إمام وسائل الإعلام، وصارت أشبه ساحة واحده يضربها الخبر يمينا وشمالا ويقلبها حسب ما يشاء، حتى قسمت البلدان الى طوائف، وقوميات، وأحزاب، وجماعات، وإفراد، وقد جعلت الحديث الطائفي والحزبي في الصدارة، ولها الدور الكبير بسقوط تلك الأنظمة التي حكمت الشعب إعلاميا خلال فترة حكمها، وهذا ما عمل به اليوم بعض السياسيين والقادة الجدد في المنطقة العربية، وأولوا اهتماما كبيرا ومنقطع النظير للفضائيات والصحف وغيرها من وسائل الإعلام، حتى وصل الأمر بأحد المسؤولين العرب خلال تسلمه مقاليد الحكم، ومسكه بثروات البلد ومقدراته قام بفتح أكثر من 20 قناة فضائيه خلال عاما واحد، ليمرر من خلالها سياسته الخاطئة ويجعل الشعب في طوفان الإعلام. وكذلك الحال في العراق اليوم، تصرف مئات المليارات من قوت الشعب ومقدرات البلد من اجل دفع الإعلام باتجاه حزب او مكون واحد، وقد طرقت نوافذ مسامعنا النائبة عن ألقائمه العراقية (ميسون الدملوجي) السبت 20 تموز 2013 في موقع كتابات ( ووصفت ابن احد المسؤولين بعدي الصغير حيث اشترى قناة السومري، ونصف قناة الفيحاء، وفتح فضائيه جديدة العراق، ناهيك عن الصحف ووسائل الإعلام الأخرى) فالسيطرة على بعض الفضائيات وبعض الصحف لا يعني غلق جميع نوافذ التعبير وابدأ الرأي، وإنما خلق فوضا وتناحر جديد وإرباك سياسي وامني واقتصادي، وقد تفضي في نهاية الأمر على المواطن المسكين، والذي يعيش اليوم بين طوفان المهاترات الإعلامية والتفجيرات السياسية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الأعرجي
2013-07-23
من هو المسؤل العربي يا استاذ حسين ؟ وهل كل ما تقوله احدى نواب القائمة العراقية صحيح ؟ جميعنا نحلم باعلام يقول الحقيقة ولا يخاف او يساوم وباعلام غير طائفي فقد سئمنا من صور دعاة العنف وطالبان الاعتصامات وهي تطل علينا من شاشات انتشرت وبقدرة قادر كالنار في الهشيم وكأنها فراخ دجاجة فقست بلحظة واحدة . وبدورنا نتسائل عن مصدر الاموال ونفقات هذه الفضائيات من اين ؟ نريد اعلاما وصحافة حرة لا تلهث وراء عطايا المسؤلين او تبحث عن قانون يحميها واقصد قانون حماية الصحفيين المهزلة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك