المقالات

ليس لنا أب!!!

468 15:58:00 2013-07-22

بقلم حيدر المهناوي الحسيني

قال رسول الله الحبيب المصطفى محمد (ص): "أنا وكافل اليتيم في الجنة". ونحن في رحاب شهر رمضان المبارك، وأثناء تصفحي لشاشات التلفاز عند الإفطار، أهالتني مشاهدة البرامج الخاصة بالعوائل الفقيرة والأيتام. في الوقت الذي نعرب فيه عن شكرنا وامتناننا الجزيل لهذه المواقف المشرفة، إلا أننا نستطيع القول بأن تلك الجهود لا تصل إلى المستوى المطلوب، نظراً لسعة حجم المسؤولية، وذلك بتزايد أعداد الأيتام والأرامل في بلداً شرعت أبوابه للقتل الجماعي، دون حرمة لمكان أو زمان كما هو معلوم، ذلك من جهة، ومن جهة أخرى، من غير ألائق إظهار عوائلنا بهذه الطريقة على وسائل الإعلام المختلفة،، استناداً لقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، أي بمعنى لا يصح أن يطلع العالم بأسره على مستوى الوهن الذي تعانيه شريحة كبيرة منا، خصوصاً في خضم حكومة منتخبة، ووسط موازنات انفجارية، مما يعود ذلك بالسلب على هيبتنا بصورة عامة في الأوساط الدولية.. لذا يجب على الدولة التدخل بصورة مباشر لتعمل جاهدة من أجل طي هذه الصفحة المؤلمة، ومن باب النصيحة بثوب العتاب بهدف المحافظة على المكتسبات التي دفعنا ثمناً غالياً من أجلها، كون هذه الحالة احد الظواهر الشائعة لدينا اليوم للأسف الشديد، التي من شأنها أن تخل بتماسك الشعب والحكومة، بدليل قول النبي(ص):" جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):" الإحسان يسترق الإنسان - بالإحسان تملك القلوب احتج إلى من شئت تكن أسيره واستغنى عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره"، هذا الكلام الجميل والرائع يعطينا دروساً بليغة، وعلى القائمين على شؤون البلاد أن يعتبروا منه،، وإذا ما أخذت الجهات المعنية هذه القضايا المهمة والخطيرة بنظر الاعتبار فالنتائج معروفة سلفاً، وباعتقادي لو سار رأس هرم السلطة اليوم على نهج أهل بيت النبوة، وكيف أنهم كانوا يتعاملون مع اليتامى والأرامل وبالتالي المستضعفين بصورة عامة لوصلنا إلى ما نصبو إليه، واليكم قصة الإمام علي(عليه السلام) واليتيم: ﻛﺎﻥ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ) ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺮﺃﻯ ﻏﻼ‌ﻣﺎً ﻳﺒﻜﻲ فأقترب ﻣﻨﻪ ﻭﺿﻤّﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻣﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼ‌ﻡ ؟ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻷ‌ﻟﻌﺐ ﻣﻊ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻃﺮﺩﻭﻧﻲ ﻷ‌ﻧّﻨﻲ ﻳﺘﻴﻢ ﺍﻷ‌ﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ: ﻧﺤﻦ ﻻ‌ ﻧﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﻣَﻦْ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺏ . ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻉ) ﻭﺃﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺿﻢ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ : أذهب وألعب ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﺈﻥْ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻚ: ﺃﻧّﻚ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺃﺏ، ﻓﻘﻞ ﻟﻬﻢ " ﺃﻥ ﺃﺑﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ " فسلاماً عليك يا أبا الأرامل والأيتام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك