المقالات

الغنام يكسر القيود ويفضح المؤسسة العسكرية

826 19:46:00 2013-07-22

حيدر عباس النداوي

بغض النظر عن الأسباب التي دعت قائد الفرقة (17) اللواء الركن ناصر الغنام لتقديم استقالته والتي تباينت بين دوافع وأسباب شخصية وأسباب ودوافع مهنية إلا إن الاستقالة وما جاء فيها تجعلنا على أعتاب مرحلة جديد لم تظهر لها بوادر حقيقية على مدار السنوات الماضية والتي أعقبت سقوط نظام البعث ألصدامي عام 2003 وهي ثقافة الاستقالة رغم حالات الانكسار والذل والمهانة التي تعيشها الدولة العراقية بكل وزاراتها ومؤسساتها وكذلك عززت هذه الاستقالة النظرية القائلة ببؤس المؤسسة العسكرية وتخبطها وتخلفها.وناصر الغنام باستقالته التي أعلنها من على صفحته الفيسبوكية وما جاء فيها من أسباب تتعلق بعمل المؤسسة العسكرية وكيف أنها مؤسسة بائسة ومنحرفة ومنخورة وغير قادرة على القيام بواجبها في حماية ابناء الشعب العراقي كلها أسباب واقعية ومشخصة من قبل جميع ابناء الشعب العراقي بل ان العراقيين يعرفون اكثر بكثير مما جاء في ورقة وحيثيات الاستقالة الا ان الامر الوحيد الذي انطوى على شجاعة كبيرة لدى هذا الشاب المندفع والمتحمس والمتعجرف في نفس الوقت هو تقديمه لاستقالته عن منصبه الذي يمثل مغنما ومكسبا لدى كثير من المتحفزين بل ان هؤلاء على استعداد لشرائه بعشرات الآلاف من الدولارات الأمريكية لان فيه امتيازات ومنافع واستحقاقات يصعب تعدادها والوقوف امام محاسنها منها واردات الحوانيت والمقاولات والاستقطاعات من المراتب وعائدات السيطرات والمجاميع الإرهابية والفضائيين وحركات وتنقلات الضباط اضافة الى النثرية العامة والخاصة بكل مسمياتها وغيرها الكثير من الامتيازات الاخرى التي يمكن الحصول عليها من "تندر" مميزات قادة الفرق والمواقع العسكرية العليا.ومع ذلك يمكن اعتبار ما جاء في أسباب الاستقالة شجاعة حقيقية رغم قولنا بان جميع ابناء الشعب العراقي يعرفونها لان جميع من في المؤسسة العسكرية والقيادة يتحدثون دائما عن انجازات ومواقف رجولية ولا يفسحون المجال لاحد بالحديث عن الأخطاء والعيوب بل ان كل الحديث يكون جميلا ومنمقا سواء من قبل المتحدث الرسمي او من قبل قادة الفرق صعودا الى وزير الدفاع بالوكالة والوكيل الاقدم لوزارة الداخلية وانتهاءا بالسيد القائد العام للقوات المسلحة والذي يتحدث عن انتصارات وصولات ومآثر سيسجلها التاريخ بأحرف من نور حتى عندما تستباح مدننا يوميا وحتى عندما يدخل الإرهاب الى بيوتنا ويسبي نساءنا.استقالة الغنام قد تصمد الى ما لا نهاية وقد لا تصمد ويعود الرجل الى موقعه بعد ان يكون قد حصل على مبتغاه الحقيقي وهنا نكون قد رجعنا الى المربع الاول وهو ان ثقافة الاستقالة ليست شجاعة وانما دناءة يراد منها الحصول على الكثير من المغانم والمكاسب حتى ولو على حساب دماء وأشلاء الابرياء اما صموده وتمسكه باستقالته فربما يكون قد حطم ركنا اسياسيا من أركان دولة الفساد والفوضى ومهد لفتح بوابة حقيقية للاخرين لان يكونوا بمستوى المسؤولية ويحذون حذو هذا الرجل الذي سيكون عندها قد صنع تاريخا حقيقيا لم يتعلمه حكام وقادة العراق بعد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء العامري
2013-07-24
يااخي كاتب المقال شنو يفضح مو الكل يعرف ان العراق هو عبارة عن احزاب ومليشيات مو صحيح شنو الفضيحة كله رشاوي وماكو احد يشتغل بدافع حب الوطن واللي يشتغل الاحزاب والمليشيات اتدمره وابسط دليل مقاهي الكرادة لو اني غلطان .. بس لا تكول اللافتة اللي علكوه اهالي الكرادة احنا اهل بغداد عمرنه ماسمعنه اكو شيوخ بالكرادة امنيين اجوي الشيوخ ؟؟؟؟؟تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك