حمودي جمال الدين
هذه الفقرات استخلصتها من تقرير أمريكي نشر في صحيفة نيويورك تيمز للكاتب ديف فوستر, وتناولته الكثير من الصحف العراقية واغلب مواقع الانترنيت, ولكنه مر مرور الكرام , و لم أرى أي تعقيب أو تعليق أو تحليل لهذا التقرير, ونظرا لأهميته ودلالته للواقع العراقي الذي نعيشه بعد سقوط النظام البائد, ولكونه أيضا صادرا من جهة أجنبيه محايدة ليس لها أي ارتباط سياسي أو مصلحي بالعراق وقادته الجدد لكنها استطاعت دراسة هذا الواقع بعمق وبنظرة تحليليه ثاقبة وموضوعيه ومن جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاداريه والاجتماعية وخرجت بهذه الحصيلة التي وددت إن أعيد نشرها والتعليق على بعض الحيثيات التي اوحت للكاتب استنتاجاته. إن شيعة العراق وبعد عشر سنوات من القوة في الحكم، يتجهون بسرعة نحو خسارة ما حصلوا عليه بفضل الآليات الديمقراطية. ))و إن "كل الدلائل تضع العين على نقطة واحدة، أن قادة الشيعة السياسيين يضعون مستقبلهم السياسي على متن قارب مثقوب، فالأزمة التي طالت في البلاد تقوض قوتهم، وخصومهم الداخليين والإقليميين أصبحوا إمام طيف واسع من الخيارات الناجحة التي يقدمها لهم قادة الشيعة بشكل مستمر". وتحدث التقرير عن نشاط تنافسي بين قطر والسعودية لتوجيه الإحداث في العراق، بعد إن أدرك مسئولو الحكومتين أن إمكانية التحكم بالمستقبل العراقي أصبحت متاحة ونموذجية لتقويض حكم الشيعة. الكاتب أشار إلى إن تحرك كل من قطر والسعودية يبدو ظاهرياً بأنه متعارض، حيث تعمل قطر على تأجيج الأوضاع على طريقة الربيع العربي، إما السعودية فإنها لا تزال تميل إلى تنسيقات شخصية في نطاق سري، لكن في المحصلة فان جهود الحكومتين تلتقيان في نهاية واحدة هي تقويض القوة الشيعية في العراق، وإحياء فكرة حكم السنة الذي أطاحت به الولايات المتحدة في ابريل 2003. ولفت التقرير إلى امتعاض متزايد في عدد من عواصم القرار الغربي من الحالة العراقية، حيث وضعت الولايات المتحدة تحت تصرف الزعماء العراقيين، دولة يمكن إن تتحول إلى أرقى نموذج للديمقراطية والبناء والرخاء في المنطقة، لكنهم حولوها إلى واحدة من أكثر الدول فشلاً في العالم. وفي جانب آخر من التقرير، قال أن ما يحدث الآن في العراق "يجعلنا نتوقع ربيعاً أشد عنفاً مما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا حاليا".في البدا لابد لي من الاعتذار للسادة القراء الكرام لاستخدام هذه المفردات الطائفية النشاز والتي طفت على السطح في عهد عراقنا الجديد فاضحت لغة رائجة و ناجعة للتفاهم والتخاطب بين مواطننا بفضل حنكة ونباهة مسئولينا وقيادتهم الباهرة لسفينة البلد. لا يختلف احد على إن النظام ألصدامي لم يسقط لولا التدخل العسكري للتحالف الدولي الذي قادته أمريكا, وان النظام الديمقراطي العراقي الجديد لم يتأتى إلا بفعل التدخل المباشر للاداره الامريكيه, وان أحزاب الإسلام السياسي الشيعي هي التي تقود دفة السلطة والدولة, وان الآليات والمبادئ والقيم الديمقراطيه هي التي مهدت الطريق لشيعة السلطه لتتصدر واجهة الحكم في العراق بحكم الاغلبيه العددية لسكانه.وان إسقاط النظام ألصدامي وخلاص العراق من قهره وجبروته كان اتصارا للشعب عموما ولشيعة العراق خصوصا.ولا انطلق من نفس طائفي يحابي انتمائي المذهبي إذا ما قلت بان هناك حقيقة تاريخية ناصعة لاتقبل التأويل والتحريف من إن ألشيعه العراقيون كانوا وعلى مر ألازمنه وتعاقب الحكومات التي توالت على حكم العراق, يتأرجحون بين عنة السلطات وغياب المرجعية السياسية حيث عاشوا مغيبين متمشين وكأنهم غرباء وإجراء في وطن تتجذر فيه عروقهم ووجودهم في عمق تاريخه وأصالته ولهم بصماتهم الزاخرة ودورهم المميز في بنائه والذود عن حياضه وسيادته .إلا أنهم ابعدوا عن مركز القرار السياسي الذي يناط به إدارة ألدوله ويحدد مسارها والذي لايتناسب مع شراكتهم وكثافتهم وانتمائهم لوطن لهم فيه حقوق مثل ما عليهم من واجبات . وقد تجلى التمايز الطائفي بابها صوره وتعاملاته معهم في زمن النظام الصدامي, وليس غريبا ان تكرس وتنصب اغلب بيانات وأدبيات وحتى مؤتمرات المعارضة العراقية السابقة للنظام حول مظلومية الشيعه, ولا ننسى إن ألشيعه كانوا يمثلون الساحة العريضة والواسعة لهذه المعارضة ,حيث اتخذت من هذه المظلوميه التي يعاني منها الشيعه من قبل حكامهم عنوانا واسعا , يسوقوه إلى كل المحافل الدولية والاقليميه بغية كسب التأيد والتعاطف مع قضية العراق عموما ومظلومية شيعة العراق بالخصوص, وان اغلب المتصدرين في قيادة ألدوله والسلطة الحالية, كانوا من المتباكين والنادبين لهذه المظلوميه التي عانت منها طائفتهم ((وتحضرني اجتماعات اللجنة التحضيرية للجنة العمل المشترك المعارضة للنظام البائد في دمشق والتي كانت تعد الخطط والبرامج بغية عقد مؤتمر وطني موسع للمعارضة العراقية وكيف توقفت لأكثر من ثلاثة اجتماعات متواصلة وهي في حالة خلاف واحتدام بين الفصائل المعارضة للنظام- التي أوكلت إليها الإعداد والتهيئة لعقد المؤتمر- حول كيفية صياغة وإدراج عبارة مظلومية الشيعه في البيان الختامي للمؤتمر والتي كان يصر على طرحها الأحزاب الشيعية ولم تتوصل إلى نتيجة معينه لاعتراض بقية الفصائل عليها كون الشعب العراقي بمجموعه وبكل أقلياته واثنياته كان ضحية لمظلومية صدام ونظامه)) واليوم عندما ألت السلطة والدولة إلى تلك الأحزاب المتحمسة والمتباكية سابقا على مظلومية ألشيعه تناست في خضم البهرجة ولمعان السلطة واغرآتها تلك المظلوميه التي اتخذوها يوما كقميص عثمان شعارا حزينا يلتحفون به منتحبين اينما حلوا وارتحلوا . ولكن ظلم ذوي القربى في عهد حكمهم الميمون اشد ألما وامضي مرارة ولوعة من ظلم صدام وأعوانه فما يفعله شيعة السلطة بشعبهم الشيعي تعدى مسافات ابعد مما فعله صدام بشيعهم.ولا أظن إن هناك شيعي عراقي مستقل لاتربطه مصلحة نفعية بأحزاب السلطة وشخوصها راض ومقتنع عما يقترفه الحاكمون من شيعة السلطه الذين جعلوا من هذه السلطه سلما للصعود على أكتافهم والوصول إلى الكنوز والثروة والجاه من خلا لهم.عشر سنوات خلت من عمر تسلطهم لم يحصد منها العراقيون غير استمراء الكذب وإدمانه في خطب المسئولين ووعودهم الجوفاء .فلا خدمات ولا كهرباء ولا ماء ولا أي شيء يستحق الذكر استطاع النظام الجديد تحقيقه للمواطن الفاقد لأبسط مايتمناه ويطمح إليه إنسان يعيش على ارض المعمورة في عصر العولمة والارتقاء الحضاري, عشر سنوات جعلت من العراق شعبا ممزقا وترابا مقسما بين اثنياته وأعراقه تنتابه الحزازات والفتن وتفتك في عروقه الفوضى والخراب, ويرخص فيه الإنسان دما وروحا تحت رحمة القتل والإرهاب اليومي وكواتم الصوت وتراكم الإعداد الهائلة من الأيتام والأرامل والشهداء, والخوف والرعب يهيمن على نفوس المواطنين من عبث الميليشيات بأمن البلد وتحديهم لأنظمته وقوانينه وبعلم السلطات الحاكمة وغياب القضاء والقانون ,عشر سنوات من عمر العراق الجديد وهو يتصدر لائحة دول العالم في الفساد المالي واستشراء الرشوة والترهل الإداري وتفاقم حدة السرقات وغسيل الأموال وتهريب العملة وتقويض الاقتصاد الوطني وتحطيم بناه ,واستفحال ظاهرة المحسوبية والمنسوبيه والمفاضلة في المناصب والمراكز الحكومية للأحزاب الحاكمة ولأقارب المسئولين وأحزابهم ولمن يلوذ بسدهم ويتمسكن إليهم .عشر سنوات والكسل والشللية تعم كل مرافق ألدوله فلا خطط ولا برامج اقتصاديه أو إداريه وسياسيه وثقافيه أو صحية لكون الأحزاب هي من يضع تلك الخطط والبرامج والتي تكرس جلها لصالحهم ولصالح شخوصهم وليس فيها أي نفع للمواطن أو منظور وبعد وطني.عشر سنوات والعراق يدار من قبل الأميين والجهلة والمتخلفين ومن الانتهازيين الفاقدين للذمة والضمير. ويستبعد بتعمد المبدعين والخبراء والعلماء والمخلصين الوطنين الشرفاء, مما ولد البغض والكراهية والحقد وانعدام الثقة بالسلطة وأحزابها في نفوس الناس الذين لا يملكون ظهرا يسندون أنفسهم إليه.وإذا ما توقع التقرير الأنف الذكر من إن العراق مقبل على ربيع اشد عنفا مما حصل في ليبيا وما يحصل ألان في سوريا. نقول لعل الحكام والمسئولين يتعظون من ربيع العراق الأول في انتفاضة آذار 91 فإذا ماكانت تلك ألانتفاضه الخالدة في تاريخ العراق قد تميزت بالسماح والعفو عن المسئولين البعثين ولم يصاحبها الثار وروح الانتقام لترفعها وإيمانها بعدالة قضيتها . لكنها لو قدر لها إن تستجد ستكون اشد وجعا وضراوة.؟؟ فمتى تتعظونحمودي جمال الدين
https://telegram.me/buratha