المقالات

القبيلة: إذا جُنَ رَبْعُكَ جُنْ مَعَهُم ..!

507 06:40:00 2013-07-23

لم يعد القول جديدا حين نقر بأن ضعف الدولة يقوي أو ينتج سلطات موازية لها ، تحل محلها في قيادة الأفراد والجماعات، وغالبا ما تكون هذه السلطات بمخرجات سائبة، مما يعطي نتائج سلبية وخطير ة في أغلب الأحيان..والأمثلة على ذلك كثيرة، وأشهرها ما حصل من إختفاء أجهزة الدولة الأمنية بعيد سقوط نظام صدام، ألجأ القوى المجتمعية المتطلعة لدور ما في منظومة الحكم الجديدة، على أن تسارع لإنتاج منظومتها الأمنية الخاصة، وكان العنوان الأبرز هو تشكل الميليشيات المسلحة، التي وإن كانت أدت دورا مهما في حفظ أمن "جماعاتها" الفئوية، إلا أن أدائها كان بالمحصلة سببا للتمزق الإجتماعي الذي سنبقى نعاني منه إلى فترة قادمة ليست قليلة، وسنحتاج إلى علاجات مكلفة على الصعيد المادي والبشري لمحو آثارها..

هذا المثال يقودنا إلى موضع أكثر حساسية وتحتاج مقاربته إلى موضوعية مفرطة، فلا ريب أن المجتمع العراقي ذو نزعة عشائرية أصيلة، وهذه النزعة مارست دورا مهما على مر التاريخ في صيانة الأمن الاجتماعي، حيث أدت العشائر دورا كبيرا في المحافظة على النظام في غياب الدولة، لكن هذه النزعة تؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج عكسية..

إننا في عصر فيه نشهد فيه تغلب عناصر الحياة المادية على حياتنا، وتراجعت إلى حد كبير منظومة القيم النبيلة لصالح القيم المادية، وباتت الموازنة بينهما ضربا من المستحيل، هذا الأمر أنعكس بدوره على النزعة العشائرية ودورها المهم في المجتمع، ونتيجة للظروف الراهنة فإن هذه النزعة اكتسبت أبعادا جديدة في ظل واقع ضعف الدولة وتراجع دورها في قيادة المجتمع، وبواقعية وصراحة فإن الكثير من الأعراف العشائرية باتت متعارضة مع عملية بناء مستقبلنا، ولابد من أن يقوم القادة العشائريين بمراجعتها وتنميط قيم جديدة أكثر موائمة لمتطلبات العصر..

إن الحاجة للإحتماء بالعشيرة لم تعد هي الأولوية في عصرنا المتسارع الخطى نحو التقدم، وأنه لنكوص أن يلجأ المرء إلى حل نزاعاته بوسائط غير قانونية..ويقينا أن العشائر تلعب دورا مهما في تخفيف حدة التوترات المجتمعية، لكن بلحاظ أنها لا تراع القوانين والشرائع المراعاة المستحقة، وأنها في كثير من الأحيان ولغرض الوصول إلى حلول للمشكلات ، فإنها تمسك بالعصا من الوسط ولكن عصاها تميل حيث القوة تميل، وحيث يكون صوت الباطل هو الأعلى.. والمشكلة ليست فقط في معارضة الأعراف مع الدين، بل في جهل بعض الشيوخ والوجهاء بالشريعة الإسلامية وعدم التفقه بأحكام الدين.

إن من بين الأعراف العشائرية ما هو متعارض مع القوانين، ومنها ما هو متعارض حتى مع الشرائع السماوية، ومنها ما هو مخالف لأبسط حقوق الإنسان، ومنها ما هو مكلف ماليا على الأفراد، ويكفي المرء نكبة بفقد عزيز، فتتلوها نكبته بمصاريف مجلس الفاتحة، التي ترهق كاهله وكاهل أسرته..

كلام قبل السلام:ثمة مثل عربي قديم يفسر فهم العرب للإنتماء القبلي: إذا جُنَ رَبْعُكَ, جُنْ مَعَهُم ..!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اخت الشهداء
2013-07-24
بعد السلام و التبريكات بهذا البشهر الفضيل والكريم ياسيد قاسم العجرش ... مشكلة العراق والعراقيين ان العصا تمسك من الوسط ولكن عصاها حيث ((القوة تميل)) وهذا بالضبط ماحصل بالسابق والحالي فلو كان هناك قانون وضمير ماكان يحصل ذلك ابداً،وان كان هناك من يمتلك كل المواهب التلوين والفنيات والجقلمبات وان باع كل قيمه الاخلاقية والانسانية.. وفي الجانب الاخر هناك من لايعرف هذا التلوين وهذه الفنيات الجبارة خصوصا الذين ظلموا بقوة على مر عقود المغبرة الدموية البعثية ومرورا بالعهد الديمقراطي الجديد المكمل للحكم البعثي ..انا لااشعر قيد شعرة بهذا التغير حيث مازال الظلم ساريا بقوة وعلنية . لا قانون .. لا دين..لا ضمير.. لا..حياء ولا قيم انسانية ولا رحمة.. الكل يشترك بفتك الاخر وصقني لو سردت لك مايمر علينا من مظالم في دوائر الدولة لا يقبله او يصدقه العقل من تفشي فساد بحيث تشعر بأاشمئزاز وحتى التقيؤ.. كل الذي اقوله حسبنا اللّه ونعم الوكيل ..
SAAD AL-ZAIDY
2013-07-23
ولو أنني هنا لست بصدد تقييم المقال لأنه يحتاج الى متخصص بارع ولكن بموضوعية أقول على الدولة الاستفادة الاكاديمية العلمية والتطبيقية الفعلية من هذه الحقائق التي شخصها بكل ما يمكن من الواقعية والوضوح استاذ قاسم .أقول الى دولة رئيس الوزراء وكل المعنيين بالعملية السياسية والجنبة الامنية خصوصاً أن المفهوم العشائري والتعامل معه بالصيغ التي نلمسها يدفع بالبلاد وقبل دفع الحداثة نحو الهاوية فهو يؤكد عجز الدولة فقط بكل فروع ومكونات العجز . لقد الغت ثورة 14 تموز عام 1958 قانون العشائر في بداية انتصار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك