نعم ..انه اول الغيث في اطار عمل مشروع ارهابي يستهدف العملية السياسية والتجربة الوطنية ومكاسب الناس في الحرية والعدالة الاجتماعية بعد 8 سنوات من عدم القدرة على صناعة حكومة تنهض باعباء ومسؤوليات التجربة الوطنية الحالية!.
فالى حين كتابة هذا المقال لازالت الاحصائيات اولية لعدد القتلى في صفوف القوات المسلحة المسؤولة عن حماية سجن التاجي وابو غريب ولا عدد الهاربين من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي وهي عملية تمت قريب منتصف الليل وفي ساعة يبدو فيها النعاس مسيطرا على الاجواء فلا تدبيرات امنية ولا احتياطات حقيقية قبل العملية ولا اجراءات احترازية وكاننا نتعامل في الحقيقة كما كشفت العملية مع بقايا مجموعات ارهابية ولانتعامل مع مشروع ارهابي تعزز وجوده في المعارك السورية الاخيرة!.
ياجماعة ..يعني معقولة للان لانعرف ان وجود سجون خارج العاصمة ومن المقتربات السائبة للعاصمة خطأ امني كبير لايمكن تجاوزه او تصوره في ان معا وهل يدرك الاخوة في الامن ووزارة الداخلية ان وجود هذين السجنين يعد اكبر هدية يمكن ان تقدمها الحكومة للقاعدة والتنظيمات المسلحة الاخرى؟!.
لايمكن ان يصدق احد ان الدولة ترتكب هذا المقدار الكبير من الخطأ الامني ..اكثر من مرة قلنا وتحدثنا وطبقا لخبرة رجال في الامن حريصين على التجربة والحكومة والعهد الوطني ان من الخطأ ابقاء مخازن الاسلحة خارج بغداد او ابقاء الاسلحة النوعية في المناطق المتاخمة او ابقاء سجناء مخضرمين في تلك المناطق والضرورة كل الضرورة تستدعي العمل على التخلص منهم عبر الاسراع في محاكمتهم وتنفيذ الاحكام القانونة والجزائية فيهم اما مايجري فهو ان الرئاسة العراقية بالوكالة الان توقفت عن الامضاء على قرارات الاعدام الصادرة بحق الارهابيين والمجرمين كما تقول المعلومات الواردة هذا اضافة الى اننا لم نعد نسمع في الاعلام امضاء الرئاسة على قرارات الاعدام الصادرة بحق القتلة والمجرمين من عتاة تنظيم القاعدة!.
ان هذا التساهل قدم ويقدم باستمرار المبرر تلو المبرر ويمنح القاعدة واخواتها في مشروع ارهاب الدولة وارعاب الناس المسوغ الواقعي والميداني لتبرير القيام بعمليات نوعية من نوع العمليتين اللتين نفذتهما القاعدة اول من امس في التاجي وابو غريب!.
على الاخ رئيس الوزراء ان يمارس دوره الوطني في هذا الاطار لان اعدام هؤلاء المجرمين سيوفر مناخ ردعي حقيقي للقتل والترويع الذي تمارسه القاعدة في العراق والعكس سيوفر المناخ الطبيعي لاستمرار المشروع الارهابي الي يستهدف الناس بلا خوف او وجل مزودا بطاقة حرارية كبيرة اولها التماهل او الارتباك في التوقيع على قرارات الاعدام الصادرة بحق هؤلاء المجرمين وليس اخرها غياب الاجراءات الامنية الحقيقية التي تحول تلك السجون الى قلاع محصنة لايمكن اختراقها الا بقنبلة ذرية!.
ماجرى في ابو غريب مؤسف ويدمي القلب ويطيل الحسرة في الصدور ويضعنا في مشهد الصورة الامنية المشوهة التي لم نستطع للان في تعديلها او ازالة الغبش والالوان الممزوجة بالخيبة من اطارها ..ولازلنا في المربع الاول!.
وانا اكتب هذه المقالة شاهدت على قناة (التغيير) بعض عناصر تنظيم القاعدة وهم يلوحون بالبنادق في احدى المناطق الغربية ويهتفون بشعارات طائفية ويتوعدون الحكومة والشيعة بالويل والثبور وعظائم الامور بالتزامن مع تحرك التاجي وابو غريب وتصريحات العلواني المحسوب على القائمة العراقية بضرورة الامساك باللحظة الراهنة وعدم فسح المجال للحكومة في ان تتنفس والعمل على اسقاط المشروع الوطني!.
مايؤلم ان التصريحات العلوانية لم يدنها احد في العراقية وكنت اتمنى على الاخ النجيفي تعليقا ولو مقتضبا على هذا التصعيد الذي يجري دون رادع مثلما كنت اتمنى اجراءا امنيا حقيقيا في مواجهة هذا (الصعلوك) يوقفه عند حده وتذكيره ان الحصانة لاتحمي القتلة ومن يحرض على القتل والكراهية ومن يريد الفوز بغالبية مقاعد المجالس المحلية ويستحوذ على اصوات الغالبية العظمى من الناس عليه ان ينسجم مع نفسه ويتصالح من شعبه الذي يموت في بغداد ومدينة الصدر والزعفرانية وفي المساجد والحسينيات قبل ان يشتغل بالاستحواذ على مشاعر الناس في نينوى والانبار ومن يتخلف عن تعزيز تلك الرؤية فهو في عيشة ضنكا ويحشر يوم القيامة اعمى!.
اوصي مالك فضائية التغيير ان يكون عراقيا اولا قبل ان يكون ظهيرا للجيش الحر وجبهة النصرة والعملية السياسية الوطنية وان اختلف مع دولة القانون او تعارض بالرؤية والتوجه مع المالكي الذي تقول الرواية التاريخية ان زنكنه كان من المقربين من دولة الرئيس قبل ان يفتح الاخير النار على الحكومة ويؤيد المسلحين ويدعو الى تقسيم العراق!.
هروب القتلة من التاجي وابو غريب رسالة لنا جميعا ومن لايفهم الرسالة فهو في معناها اعمى واظل سبيلا!.
https://telegram.me/buratha