المقالات

حمار القاعدة وفرس المالكي

511 19:21:00 2013-07-23

حيدر عباس النداوي

أظهرت أحداث اقتحام سجني الحوت في التاجي وبغداد المركزي في ابي غريب قصورا كبيرا في هيكلية المؤسسة العسكرية وتأهيلها وتنظيمها وأشرت خللا كبيرا في آليات الدعم والإسناد والردع وإدامة الزخم والتجسس والاتصال وبصورة تكاد تكون أسوء مما كان عليه الوضع حتى في حروب داحس والغبراء وصولات عنتر وغزواته في دفاعه عن عشيقته "عبلة" وحروب الصعاليك وقطاع الطرق رغم توفر الإمكانات المادية والمالية ورغم توفر وسائل الاتصال التي تجعل من الأخبار حديثا مفروغا منه في لحظات وثواني وفي بعض الأوقات يتم الأخبار عن الأحداث قبل وقوعها وهو ما يسمى بالسبق وهذا وان كان حالة استثنائية تعتمد على الحدس وسرعة البديهية الا انه واحد من البديهيات والتكتيكات العسكرية التي لا يوجد لها اثر في المنظومة العسكرية العراقية الحديثة.ورواية اقتحام سجني التاجي وابو غريب التي أعلنها تنظيم القاعدة وتم فيها إطلاق سراح المئات من قادة ومجرمي التنظيم الإرهابي وقتل عدد كبير من حراس السجنين في اخر جولة من جولات تحطيم الأسوار كما يطلق عليها التنظيم الإرهابي تمثل صدمة مفجعة وحقيقة مرعبة ومخجلة في نفس الوقت وتكشف حالة الفوضى وانعدام الشعور بالمسؤولية وتفكك المؤسسة العسكرية وعدم وجود تنسيق او تعاون باي شكل من الأشكال بين الوحدات العسكرية والقيادات الامنية العليا بل ان تقرير تنظيم القاعدة يبين ان ما حدث كان زلزالا مدويا وان النظرية تكاد تكون معكوسة فخطة القاعدة في اقتحام السجنين وتنفيذ مراحل الهجوم وتوفير الدعم والاسناد وسرعة التنفيذ كان اسلوبا تكتيكيا من اساليب الجيش الحكومي المتطور بل من اساليب قوات النخبة او ما يطلق عليهم "الكوماندوز" بينما مثلت حالة الدفاع والانكسار وانهيار التحصينات وانعدام التنسيق وتاخر الدعم والاسناد وجها من اوجه دفاع العصابات الاجرامية والعصابات المسلحة والعشائر المتمردة،والا كيف يتم فهم ما جرى من قبل التنظيم الارهابي من تجمع لافراد مجرمين وبالعشرات وقطعه للطرق الخارجية الرئيسية ثم استهدافه للسجنين بوقت واحد ونشوب معركة حامية استمرت لساعات تنتهي بان ينجح المهاجمين بتحقيق كافة الاهداف دون وجود اي اثر للقوات العسكرية القريبة ودون تدخل سريع وفوري من قبل القوات الجوية ودون الاسراع بارسال القوات الساندة والداعمة وتطويق المكانين وتفويت الفرصة على المهاجمين وقتلهم او القاء القبض عليهم ...انتهت المعركة وخرج مئات المجرمين بل ان الاخبار تقول انهم وصلوا الى محافظات الرمادي وصلاح الدين ولم تتحرك الدولة ولم ينتفض القائد العام للقوات المسلحة او وزير دفاعه اما وزير العدل فالحق يقال انه لا يعلم اي شيء عن الموضوع بدليل ان كل العالم يعرف ان مئات السجناء قد فروا من سجني التاجي وابو غريب الا هو الوحديد الذي يقول خلاف ذلك وطبعا ...اذا قالت حذام فصدقوها ...فنعم القول ما قالت حذام.نجحت صولة تحطيم الاسوار وانتهت صولات المالكي ولم يعد لديه فرس يمتطيها وحتى سيفه الخشبي لم يجده عندما اراد ان يركض خلف المهاجمين من حثالات القاعدة لان حميرهم كانت اسرع وارشق من سيقانه التي خذلته والى الابد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك