المقالات

هل تقف الحكومة وراء أحداث سجني الحوت وأبو غريب؟

736 19:30:00 2013-07-23

هادي ندا المالكي

قد يبدوا الأمر خارجا عن المألوف ان يتم فيه توجيه اتهام مباشر الى الحكومة ممثلة بالقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة العدل صاحبة الأمر ووزارتي الدفاع والداخلية في وقوفهما وراء عملية الهجوم الإرهابي الذي استهدف سجني الحوت في التاجي وسجن ابي غريب في المنطقة نفسها والذي أسفر عن هروب المئات من عتاة المجرمين التابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي في حادثة وسيناريو يكاد يكون معاد في أكثر من حادثة تم فيها استهداف عدد من السجون وتهريب مثل هؤلاء المجرمين.ولغرض معرفة ما اذا كانت الحكومة على علاقة مباشرة او غير مباشرة بهروب سجناء التاجي وابو غريب علينا ان نصل الى مقتربات الأسباب التي تقف وراء حوادث الهروب المتكرر والاختراق المتواصل والذي يتسبب في كثير من الأوقات بإزهاق أرواح السجناء والحراس والمكلفين بإدارة هذه السجون،وابتداءا علينا ان نلغي فكرة ان تكون الدولة وراء عمليات الهروب بصورة مباشرة لانه من المستحيل ان تعرض الحكومة نفسها الى حرج وازمة هي في غنى عنها ولانه بإمكانها"اي الحكومة" ان تفعل ما تريد ولكن بطريقة غير مباشرة وبعيدة عن الربط والتفسير.لكن هناك كثير من الاسباب االغير مباشرة والتي تجعل من الحكومة شريك مباشر في حادثة هروب السجناء من اهمها عدم قيام الحكومة بتوفير الحماية الكافية للسجون المهمة والمعرضة لمثل هذه المحاولات وكذلك عدم تفعيل الجانب ألاستخباري وعدم القضاء على الفساد المالي والاداري وعدم تفعيل القضاء وعدم تطبيق القانون والتهاون في تنفيذ الاحكام، كما انه كان بامكان الحكومة وعلى مدار السنوات العشر الماضية ان تقوم ببناء سجون محصنة وفي مناطق نائية وبعيدة عن حواضن الارهاب يستحيل فيها وصول المجاميع المسلحة الى هذه الاماكن مثل نكرة السلمان في السماوة او في محافظات البصرة او ميسان او ذي قار الا ان الحكومة لم تلتفت الى هذا الجانب اللوجستي اما تعمدا او غباءا لان وجود هذه السجون قرب المناطق الحاضنة والراعية يسهل مهمة التخطيط والتنفيذ والهروب ويوفر مناخات جيدة للاختباء والغش والاختفاء على العكس لو ان مثل هذه السجون في المحافظات الجنوبية فان جميع عناصر المباغتة للمجاميع الارهابية والمسلحة تكون مفقودة وكل ما يتبقى محاولات فردية تتعهد الصحراء وابناء العشائر في القضاء عليها ووئدها.الأمر الأخر الذي يمكن ان يضاف الى الاسباب اعلاه التي جعلت من الحكومة شريك في عمليات هروب السجناء هو حالة الضياع والضعف والتخبط التي تواجهها الحكومة بسبب تراجع الوضع الامني وبسبب انعدام الخدمات وبسبب افتعال الازمات مقابل الاستماتة في التمسك بالسلطة والخوف على كرسي الحكم هذه كلها جعلت الحكومة تبحث عن ملاذات وممرات باي ثمن لخلق الاصطفاف ومثل هذا الاصطفافات الغير طبيعية من شانها ان تنتج افرازات تتجاوز كل الحدود وكل المفاهيم الاخلاقية والعقلائية وكان واحدا من هذه المفاهيم هو التهاون في عملية تامين حماية السجون رغم وجود معلومات استخبارية بهذا الشان وتسهيل مهمة هروب هؤلاء المجرمين كصورة غير مباشرة لتنفيذ العفو العام مقابل تواصل الحصول على الدعم المطلوب من قبل هذه الاطراف للحكومة وعملية استمراريتها.ان كل المعطيات تحمل الحكومة والمؤسسة الامنية كامل المسؤولية لما حدث في سجني التاجي وابي غريب وان اي تبجح او تعذر باسباب اخرى يمثل منتهى الاستهانة والاستخفاف بحقوق وعقول هذا الشعب الذي يعيش في حرب ابادة حقيقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
القطيفي-القطيف
2013-07-24
الشيعة في العراق أصبحت عندهم دولة وحكومة ولا يزال الأكثرية تعيش فقرا مذقعا أين الخلل؟ ومناطقهم تحوي ثروات بترولية هائلة ولا مساكن عندهم- بالله من هو السبب؟
الكناني
2013-07-24
من خلال المعلومات المتوفرة عن الحصن المنيع سجن ابو إغريب والسجن الاخر ليس من السهولة السيطرة على السجن بهذه السهولة بدون تواطأ من أشخاص مهمين في الدولة اذا لم تكن الدوله هي من سهلة خروج المجرمين فمن يكن ان الدول هي من اتفقت على إخراجهم بهذه الطريقة لكي تنهي المعاهدة مع السعوديه وتسليمهم جميع الإرهابين الذين أعاث الفسد في. الارض قبض الثمن كل مصائب من المالكي الله ينتقم منك على هذه العملة أعطيت المجرمين كل شي وقربتهم منك ونحن إخوتك وشاركناك بنفس الهم ونفس سنين الغربة تأخذ حقنا منهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك