المقالات

عن التوكيل السعودي في الملف السوري

452 21:11:00 2013-07-24

 

 يبدو أن قوى العدوان على سورية ما زالت مصرّة على المزيد من المكابرة على المزيد من القتال والتدمير وسفك الدم السوري وهذه الفترة عبر وكيل قديم جديد (وكالة جزئية في الفترة السابقة.. وشبه كاملة في الفترة القادمة) بعد أن سقطت أو تساقطت عدة جهات ودول كانت رأس حربة في الحرب على سورية الدولة والشعب والدور خلال المرحلة الماضية أو تراجع دورها كثيراً عما كان عليه.

الوكيل الميداني الجديد والمسؤول عن رفع وتيرة العدوان على سورية واستمرار هذا العدوان القذر لحين تحقيق الأهداف التي وضعوها ويريدون الوصول إليها.. هو المملكة العربية السعودية الذي أشهر وكالته الاتصال الهاتفي الذي جرى منذ أسبوعين بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك عبد اللـه بن عبد العزيز.. وسلمت قيادة العمليات فيه لبندر بن سلطان لأسباب مختلفة لعل أبرزها التخلص منه في وقت لاحق عندما يحصل الفشل الجديد (المتوقع) في إسقاط الرئيس الأسد تماماً كما جرى مع الوكلاء السابقين من حكام قطر وتركيا وغيرهما.

السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم: ما السر الكامن وراء التكليف الجديد للسعودية ما دامت وصلت زعيمة العدوان (أميركا) إلى قناعة تامة مفادها أن رحيل أو سقوط الرئيس الأسد عبر ما قاموا ويقومون به من عمليات عدوانية بات غير وارد على الإطلاق؟

نعتقد أن السرّ يكمن في أمور عديدة دفعة واحدة أولها الاستمرار في التدمير الممنهج لمقدرات الدولة السورية بما يحقق المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة ويضعف محور المقاومة في وجه مشروعهم. وثانيتها كسب بعض الأوراق على الأرض في مواجهة الجيش العربي السوري تساهم في تقوية موقفهم التفاوضي في حال انعقاد جنيف 2. وثالثتها استمرار المحاولات الهادفة لإسقاط القيادة والدولة السورية عبر كل أنواع الدعم النوعي للمجموعات الإرهابية المسلحة. ورابعتها إعادة ترتيب الوضع الداخلي لقيادة مملكة آل سعود في ضوء الوضع الصحي للملك عبد اللـه والبحث عن بديل له يحقق ما تصبو إليه أميركا حاضراً ومستقبلاً في علاقة العرب بإسرائيل وفي العلاقة مع إيران بشكل خاص ومحور المقاومة بشكل عام. وفي هذا الأمر نتوقع أن يتم التضحية ببندر بن سلطان وإبعاده عن قيادة المملكة لمصلحة (متعب) بن الملك عبد اللـه لأن احتمالات إخفاق السعودية في الملف السوري بزعامته أكبر بكثير من احتمالات النجاح ومن ثم فإن من يفشل فسيدفع الثمن!

هذه الأمور وغيرها تعكس ما يحاك لسورية.. وتؤكد أننا سنشهد المزيد من التصعيد العسكري وغير العسكري عليها وعلى حلفائها في الفترة القادمة (كما حصل مع حزب اللـه الذي وضع الاتحاد الأوروبي جناحه العسكري على قائمة الإرهاب منذ يومين). وتؤكد أيضاً إصرار محور الأعداء على عدم الاستسلام لصمود وإرادة الشعب السوري وعلى عدم اللجوء حالياً إلى الحل السياسي…. إلخ.

طبعاً سورية لا تستهين بتلك المخاطر أبداً لكنها بالمقابل مؤمنة لأسباب عديدة (لا داعي للخوض فيها الآن) أن من يحيكها لها لن يكسب إلا قتل المزيد من السوريين وتدمير بناهم التحتية وسيحصد المزيد من الخيبة.. والمزيد من الفشل والمزيد من اللعنات التي ستحلّ عليه حاضراً ومستقبلاً

23/5/13724

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك