المقالات

الدولة والقبيلة: تفاعلات الزمان والمكان..!

440 23:49:00 2013-07-24

 

يأتي مقالنا هذا في سياق مقاربة تسعى إلى تلمس طبيعة العلاقة بين القبيلة كظاهرة شكلت ناظما اجتماعيا، وبين الدولة كنظام وبنية سياسية جديدة نسبيا على هذا المجتمع، وإذا كان من المفترض نظريا على الأقل، أن يتقلص نفوذ العشيرة لصالح سلطة الدولة، وأن يتحول الفرد من ربقة الولاءات والارتهان القبلي والمناطقي الضيق، إلى الشعور بالانتماء إلى كيان سياسي جامع، يحقق في كنفه المواطنة والعيش الكريم، فإن الواقع إلى حد الآن، يشير إلى عكس ذلك.

 فبعد مضي قرابة قرن من  عمر الدولة الوطنية، مازالت القبيلة في إحدى الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية، ومازال العراقيون يتشبثون بانتمائهم العشائري، ويتمسكون بقيم القبيلة وأعرافها، طالما أنها تضطلع بأدوار بالغة الأهمية في حياتهم بالتكافل الاجتماعي، وإصلاح ذات البين، وتتحمل عنهم مشكلاتهم وما يلحقها من ديات وتبعات، وهي بهذا المعنى في ظل تراجع أو غياب سلطة الدولة والقضاء الرسمي، سلطة شرعية في المنظور الفقهي والثقافة الاجتماعية.

 نحن الآن في مدخل الألفية الثالثة، ومازلنا نستفيق على نسقين للحكم أصبحا يتعايشان معا في فضاء واحد، وآليات وقوانين متعارضة بل ومتناقضة، وأضحى الفرد في هذه الدوامة جزءا من هذا الواقع المزدوج المربك بين الدولة ومؤسساتها، والقبيلة وبنياتها ومكانتها في عقول الأفراد والجماعات.

مما يعني أن أغلبية مهمة من السكان، لا ترى أنها معنية بشؤون الدولة المركزية، ولا تحس بروابط  ضرورية معها، بل إن الدولة في نظرها ليست إلا استنساخا باهتاً للإحتلالات السابقة وللاستعمار، ووسائله السلطوية المشؤومة من جباة الضرائب والغرامات، ومن حاملي أوامر الترحيل القسري والتجنيد الإجباري.

وهكذا تكرست القطيعة... فظل الشعب، أو في الأصح الغالبية منه، غائبا ومنعزلا عن المساهمة القصدية في صياغة الأحداث المتلاحقة التي أدت إلى قيام الدولة.

والواقع أنه في مرحلة تأسيس الدولة، لم يكن سهلاً أن يقتنع السكان بأية دعوة للإنصياع لنظام الدولة، وظلوا ينظرون الى مثل هذه الدعوات بمنظار الريبة والشك، وهذا أمر طبيعي في المجتمعات العشائرية المعروفة بعنادها وصعوبة انقيادها، وتعتمد في تسيير أمورها على وسائط محلية من الرؤساء التقليديين..

هذا الواقع كان نتيجة منطقية لعوامل تاريخية ومجتمعية تفاعلت في المكان والزمان، وأدت إلى تكريس هذه الوضعية المتمثلة، في عدم ارتباط حركة المجتمع بالمتغيرات الحاصلة خارجياً وداخلياً، وهذا ما حال دون توفر القدر اللازم من الشرعية الاجتماعية للدولة.

كلام قبل السلام: الشيء الجديد في العراق أن تحالفا قبائليا بدأ ينمو بسرعة، وعلى نفس إشتراطات التحالفات القبائلية، إنه قبيلة الدولة...!..

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك