زيد الحلو
كلنا يتذكر ما قاله النظام الصدامي المقبور قبيل سقوطه بأشهر بأنه سوف يسلم العراق تراباً وبلغت اليوم عند مختار العصر ( ما ننطيها ) وقيامه بأصدار عفو عام عن جميع المسجونين وغالبيتهم من اصحاب الجرائم الكبرى ضد الانسانية وكان القادة الامنيين في وقتها قد اصيبوا بالدهشة وزرع لديهم الشك في قيادتهم جراء هذا العمل لكن من الذي يجرؤ على الاعتراض وكانت هذه بداية لسقوط الصنم , وبعد احداث 2003 تم معرفة المغزى من ذلك الفعل فالدور الذي لعبه هؤلاء المجرمون في اغلب العمليات الارهابية والجرائم البشعة والقتل الطائفي التي حصل بعد سقوط صدام وأنتماء غالبيتهم لتنظيم القاعدة الارهابي في العراق . وهانحن اليوم نعيش انفلات أمني لم يشهده العراق من قبل وفي جميع محافظاتنا الحبيبة والملفت للنظر ومايثير الشك ان القيادات الامنية تظهر لوسائل الاعلام وتقول بأنه كانت تملك معلومات استخبارية عن تلك العمليات لكنها تفتقر الى الخطط التي من شأنها التصدي لها وايقافها !!؟؟ هذا الخلل الامني الخطير الذي يعيشه البلد في ظل الاموال التي صرفت على وزاراتنا الامنية وحسب التقارير المختصة كلفة خزينة الدولة (أموال الشعب) اكثر من (24) مليار دولار خلال الثمان سنوات الماضية للتدريب وشراء الاسلحة وصرنا نمتلك اكبر مؤسسة أمنية في المنطقة واكثر الدول أنتشاراً للسيطرات فما أن تخرج من سيطرة لتدخل في أخرى وماهي النتيجة ؟؟ والعجيب في الامر وبعد كل هذه الاخفاقات الامنية المستمرة نجد ان رئيس الحكومة مصر على الأبقاء والأعتماد على قادة أمنيين اثبتوا فشلهم وعدم درايتهم بما يجري وكيف يتحرك الارهاب ومن أين ينطلق بسبب ضعف الجهد الاستخباري وتفشي الفساد في أغلب مفاصلها والتي وصلت الى بيع المناصب للقيادات الامنية وهذا كله يولد حالة من انعدام الثقة لدى المراتب العسكرية عندما يرى مسؤوليه يبيعون ويشترون ويساومون على حياته فهي ثغرة اخرى أشد خطر بالأضافة الى غياب الحس الوطني لدى تلك القيادات وشعورهم فقط بأنتمائهم الحزبي . ومن الحلات التي تكررت في الأونة الاخيرة هي عمليات هروب السجناء وغالبيتهم من أمراء القاعدة التكفيريين وقد تكون نوعا ما طبيعية للخلل والضعف الامني الذي يعيشه العراق ومقارنة ببعض دول العالم والتي تحصل بها مثل تلك الامور من هروب لسجناء كالتي تحدث في بلدنا ولكن عندما يتحول هذا الهروب الى ظاهرة لها تداعيات كبيرة في مقدمتها الحالة النفسية للأجهزة الامنية والاستخبارية والتي بذلت جهداً وقدمت تضحيات في عملية القاء القبض على هؤلاء الارهابيين ومضاف لها حالة الاحباط التي لدى المواطن ويتولد لديه شعور بأن لاحاجة بعد لمشروع عفو عام او خاص عن بعض السجناء فمتى ما شاؤا وتضجوروا من اجواء الرفاهية التي يعيشها من توفير كافة وسائل الراحة من كهرباء ومنظومات الاتصال بكل انواعها والتي يفتقدها المواطن في بيته أنى شاء وبتواطئ من بعض القيادات الحكومية والامنية وهذا ما حصل فعلاً في اكبر عملية هروب وهي الاولى من نوعها في العراق ولأكثر من (500) سجين واغلبهم من كبار قادة تنظيم القاعدة الارهابي من سجني التاجي وابوغريب وتحت أنظار ومسمع الحكومة دون ان تحرك ساكناً , العملية التي استمرت لساعات طويلة من المساء وحتى الصباح الباكر بواسطة سيارات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة وقذائف الهاون وتزامن مع انقطاع تام للتيار الكهربائي ما حصل مسبقاً والذي يؤكد التواطيء الحاصل مع الارهابيين وهكذا نوع من العمليات له مساس بكرامة الدولة وهيبتها (او لما تبقى منها ) . وكالمعتاد تخرج الجهات المعنية من وزارة العدل ونواب الحزب الحاكم يخففون من وقع الحدث في ظل الصيام او الصمت الحكومي لما يحصل وما سبقه من العمليات الارهابية التي حصدت الآلاف من الناس الأبرياء لم يشهدها العراق في أحنك الظروف التي مر بها ويحملون فيها القادة والمراتب الصغار ليفلت منها الكبار وتشكل خلية أزمة من قبل الحكومة ومن ثم تصدر بيانا توضح فيه ان العملية أعدت مسبقا وهناك تواطيء من الحراس وسوف تشكل لجنة عليا للتحقيق ولكن الغريب في الامر لم يترأسها خبير اللجان في الحكومة السيد الشهرستاني وللعلم فأن في قاموس الحكومة لايوجد شيء اسمه استقالة وزير او حكومة لأنه شعارها (ماننطيها ), وعندما كان هؤلاء الارهابيين في قعر السجون حدث ما حدث اما الآن وهم طلقاء !!؟ فماذا سيرى الشعب في القادم المجهول فربما ستستيقظ بغداد وأهاليها (لاسامح الله) يجدون انفسهم محتلون من قبل القاعدة . فأنا اعتقد ومن تحليلي القاصر أن هذا هو بداية لسقوط الحكومة والتي حفرت قبرها بنفسها . والله العالم .
https://telegram.me/buratha