الدكتور يوسف السعيدي
حدث للشعب اشباع ولكن ليس من وفرة الطعام او الخدمات والحياة الرغيدة وانما من كثرة الاحزاب والاسماء والانقسامات الانشطارية مما ادى الى عدم اكتراث الشعب لاي خبر سياسي حول التحالفات والانفصالات المستمرة للاحزاب وبرؤية جديدةالخرائط المكتظة بالتفاصيل دائما صعبة الفهم لذلك لجأ المختصون ودور النشر الى وضع خرائط خاصة بالتضاريس وطبيعة الارض (الطوبغرافية) مثلاً، او في الانهار، او في التقسيمات الادارية او في الطرق الى آخره....ولعل اصعب الخرائط طراً والتي تستعصي على الرسم ناهيكم عن الفهم هي خارطة القوى السياسية والقوائم الانتخابية في العراق.فهناك حشد هائل من القوى والقوائم.وهناك اسماء تظهر واسماء تختفي في كل يوم للاحزاب والتيارات والشخصيات السياسية.وهناك عمليات انشطار مستمرة بسرعة (بكتيرية) وهناك عمليات اندماج يتلوها انشطار... حتى ان نظرية الفيلسوف الالماني (هيجل) التي اخذ بها كارل (ماركس) وقبلها ليقول انها كانت تقف على رأسها فاوقفتها على قدميها، هذه النظرية التي تسمى (الجدل) او الديالكتيك Dialectic مفادها ان كل فكرة او اطروحة Thesis تولد نقيضها او الطباق Anti-thesisوان المركب او الجميعة Synthesisبين الفكرة والنقيض يشكل بدوره نقيضه ليشكل منه مركبا جديداً يولد نقيضا هذه هي سنة التطور عند هيجل وماركس وكما لاحظتم انها تتفق تماما مع تطور الحياة الحزبية في العراق.ثم ان هناك ميزة اخرى لعمليات الانشطار كما يحصل في نوع القنابل الذرية التي يتم التعامل فيها مع نظائر اليورانيوم والاندماج كما يحصل في نوى القنابل الهايدروجينية التي يتم التعامل لصنعها مع عنصر الهيدروجين...هذه الميزة ان كل عملية انشطار واندماج لها السمات التالية:1.الارتباط بتغير التحالفات مع القوى الدولية والاقليمية.2.الارتباط بفرصة الحصول على المال جراء الارتباط والاندماج.3.ان البعض يحاول ان يقطف من كل محيط اجتماعي شيئا اسوة بسفينة نوح التي حملت من كل زوجين اثنين.4.الارتباط بعمليات التهديد والوعيد والتصفيات الجسدية.5.الارتباط بتبادل السباب والشتائم.6.عدم وجود اية صلة او خيط ولو رفيع بالوطن ومستقبله والشعب ومعاناته وآماله.7.غلق اية فرصة او منفذ لتحقيق الامن والاستقرار.8.زيادة الاوضاع المعيشية سوءاً على سوء..والان فان الجميع يدعون الشعب للتصويت لهم دون سواهم...ولكن احداً من هذه الاطراف لم يطرح على نفسه هذا السؤال: على ماذا سيصوت الشعب؟.فالشعب بالملايين العاطلة عن العمل، والشعب الذي تسيل دماؤه كل يوم، والشعب الذي يزداد عدد ارامله ويزددن بؤساً وشقاءاً..والشعب الذي يعاني اطفاله اليتم والجوع..لم يعد يهتم بمن راح وبمن جاء وبمن سوف يجيء و:(عفاني شلون الي مهجه والي روح)اداوي بالعلل كله واليروج (الجروح)لا آني بحال من يبقى واليروح)...الشعب لم يعد يكترث بمن ينشق عن من، ومن يتحالف مع من...الشعب يريد حريته، وامنه، وعيشاً كريما...ولقد ثبت بالتجربة وبالوجه الشرعي كما يقولون بان:1.الاحزاب القائمة تقوم على المصالح الفئوية والشخصية.2.وانها حققت من التشرذم اكثر مما حققت من التوحد.3.وانها عادت بالبلاد قرونا الى وراء بدلاً من دفعها الى أمام.4.وانها لا تملك عقيدة، ولا منهجاً، ولا رؤية حصيفة للواقع وارهاصاته، ولا تمسكا بالشعب وطموحاته.5.وانها تستند الى مفاهيم خرافية او على الاقل عفا عليها الزمن...6.وان ما تستند اليه من رأي ومنطق بعيد كل البعد عن العصر واشتراطاته.7.ان هذا التناحر الذي يستخدم اداوات القوة، والقدح ليس من الديمقراطية في شيء بل هو اهانة لها.عليه:فاننا حملة الاقلام وكتاب المقالات العراقيين الوطنيين لا نريد الدخول في (المعمعة) ولا في مهاترات لها اول وليس لها آخر، ونصر ان لا ننسى معاناة شعبنا والامه بل اننا نعيش معه المأساة بتفاصيلها ونخشى مع كل المخلصين على وحدة الوطن ارضا وشعبا من المخاطر المحيقة بها... هذا اولاً....وثانيا: نحن نناقش الامور بعيداً عن كل تعصب وعن كل رأي مسبق.وثالثا: نحن نعتقد ان حاضر بلادنا المأساوي المتخلف لا ينقذه الفكر المتخلف ولا السلوك او الهجين...ورابعا: ان الديمقراطية والتقدم لن يحققهما الا ديمقراطيون حقيقيون وتقدميون متحضرون يعيشون زمانهم وليس في الازمنة الغابرة.خامساً: ونحن نعتقد ان من يشاركوننا الرأي من سياسيينا هم الكثره، وانهم موضع احترام الشعب وامله في الخلاص مع انهم لا يملكون المال ولا السلاح فهذين ليسا عنصرين في التنافس الديمقراطي الشريف بل ان استخدامهما في معارك انتخابية وفي المعترك السياسي عموما ما هو الا اجهاز على الديمقراطية، وتنكر لاهداف الشعب.ولهذا فنحن نقول لكافة سياسيينا المخلصين لوطنهم في الحركات السياسية والشخصيات الوطنية ان الطريق للنجاح واضح وانه يبدأ بجمع شمل النخب الاجتماعية والاحزاب والتيارات الوطنية والقومية المخلصة... وكل طريق مهما طال يبدأ بخطوة.. وكل صحيح لا بد وان يفرض نفسه طال ام قصر الزمان. .......
https://telegram.me/buratha