بهاء العراقي
مسلسل مريب تعود حلقاته للعرض من جديد ليتصدر المشهد الامني في البلاد عنوانه تهريب السجناء او المساعدة على هروب السجناء من اكبر سجن في العراق بل والاكثر تحصينا كونه مصمم وفق رؤية النظام البائد الذي لم يكن ليسمح بأن يغادره احد الا الى المقبرة هذا ببساطة وصف سجن ابو غريب الذي كان مجرد ذكر اسمه يثير الرعب في قلوب العراقيين انذاك , وليس من المعقول ان نصدق الرواية التي تتحدث عن وجود معلومات مسبقة بتنفيذ هجوم عليه من قبل الارهابيين او ما يعرف بتنظيم القاعدة ما لم يكن هناك تواطىء وعلى اعلى المستويات بالاخص ان العملية الارهابية التي نفذت ومحصلتها النهائية تؤكد ضلوع دول او مخابرات دولية في الامر ثانيا ان الاستهزاء بارواح العراقيين من منتسبي الاجهزة الامنية الذي تقوم به الحكومة وقادتها الامنيين يؤكد انهم ليسوا اهلا للمسؤولية سيما وان الكثيرين تحدثوا عن ظواهر غريبة مسكوت عنها منها حجم الموجود الفعلي في الوحدات القتالية من المراتب المرتبط اصلا بعدم وجود رقابة وحساب يطال الضباط الفاسدين ممن يقومون باخذ الاموال والرواتب من بعض الجنود مقابل نزولهم الى اهاليهم وهذا شائع جدا في كثير من الوحدات والافواج والذي يسمى اصطلاحا ب(التبرع ) ففي احد الافواج وهذا ما ينقله الجنود انفسهم بأن سريتهم تعرضت لهجوم ارهابي من قبل زمر الارهاب في مناطق جنوب بغداد واذا بموجود السرية الفعلي ثمانية جنود فقط والبقية الباقية تم اخذ الاموال منهم ليتواجدوا في مناطقهم ومحافظاتهم فأي فساد اكثر من هذا واين هي مكاتب المفتشين العموميين وعناصر الاستخبارات والدوائر الرقابية بل واين الحرص على امن البلاد والشعب . ان ما حدث في العملية الاخيرة التي شنها ما يسمى بتنظيم القاعدة وتبناها يعد خرقا سافرا وفضيحة كبيرة لايمكن معها الا ان نقول بأن الامن الذي يتحدث عنه البعض ويروج له بعض السياسيين ليس الا كذبة وان المعلومات التي تحدث بها المسؤولين عن امن السجون ليست الا كذبة اخرى حيث تعرض المتحدث باسم وزارة العدل الى وجود معلومات تؤكد الهجوم على هذه السجون وعن وجود استعدادت لا ندري اين هي في كل ما حدث لان حجم الاستعدادات التي كانت قائمة في سجني ابي غريب التاجي لم تكن توحي بأن هناك استعدادات اصلا بالاخص ان احد ضحايا الهجوم وهو جندي شاب في مقتبل العمر ممن اعرفهم كان قد اكد لي سابقا ان ذخيرة الحرس الخارجي لكل فرد لاتتعدى مخزني رصاص لبندقية نوع كلاشنكوف وبعد استشهاده وهو ما اكده اقربائه بعد ان تسلموا جثمانه وتحدثوا مع رفاقه من الناجين الذين تكلموا عن وقائع الحادث وملابساته فا اين هي المعلومات الاستخبارية واين التعامل الخططي العسكري الذي ينبغي ان يتعامل به المسؤولون عن حماية السجن مع وجود مجرمين قتلة داخل السجن وخارجه ثم ان اسلوب الارهابيين بتنفيذ هجمات متلاحقة عبر قذائف الهاون والسيارات المفخخة والانتحاريين ليس جديد فقد استخدم في اقتحام مبنى وزارة العدل وهو ما يؤكد ان المعلومات لم تكن دقيقة وان ما عرض منها يراد منه التغطية على الفساد والتقصير المتعمد للبعض ثم لماذا لم يعاقب هولاء السجناء المتورطين بقتل الشعب العراقي والوالغين بدمه ولماذا يبقون محتجزين طوال هذه السنوات مع وجود احكام قضائية تدينهم وهل ان هناك صفقات مثلا يراد لها ان تبرء ساحتهم ام انهم بانتظار عفو عام او خاص يجعلهم خارج اسوار هذه السجون التي حولوها الى ساحة معركة ليتمكنوا من الهرب في نهاية المطاف وسط تبريرات بائسة لاترقى لان تكون كافية لنعذر المسؤوليين عنها !! اننا اليوم ومع كل ما يحيط بنا من كوارث وكل ما يطالنا من مجازر كشعب عراقي مغلوب على امره نطالب المسؤول الاعلى عن ملف الامن وهو القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة نوري المالكي بأن يخرج من قوقعته وينظر الى الامور كما هي فالمستشارين وجوقة القادة الامنيين ممن يحسبون على المؤسسة الامنية لابد ان يكونوا بمستوى ما يتعرض له الشعب من استهداف وعليه ايضا ان يراجع بنفسه وبدون وساطات وخواطر كل الخطط وكل الاجراءات التي باتت تشكل ثغرات حقيقية لابد من معالجتها اما اذا استمر الامر بهذه الطريقة من التهاون وعدم الالتفات الى ما نتعرض له فعليه ان يتحمل مسؤولياته ويرحل لئلا تتكرر نفس المأساة ونتناسى جراحنا وننتظر ان تنكأ من جديد لانه غير مبال بما يحدث من حوله متذرعا بوجود استهداف داخلي وخارجي لشخصه المصون وكأنه المستهدف الوحيد ولاقيمة لارواح المواطنين الابرياء ممن يساقون للموت يوميا جماعات جماعات , اعتقد ان المراجعة لابد ان تكون شاملة وحقيقية وبعد الذي حدث لايمكننا ان نقف مكتوفي الايدي حتى نرى الارهاب يعود من جديد ليعصف بكل المشهد ونقول ان هذا قدرنا واعتقد ايضا ان الشلل الحكومي والانشغال بتبييض صفحة القائد الاوحد وتلميع وجهه وكيل التهم لخصومه مع بدء الاستعداد للدورة الانتخابية القادمة لن يبرء ساحته فهو مسؤول امام الله وامام الشعب عن كل قطرة دم تراق وليست هذه الدماء ضريبة الولاء كما يروج البعض لان الولاء قد دفعت ضريبته مسبقا ومنذ عقود من دماء واموال وابناء العراقيين وعلى من يريد المجاملة من وعاظ السلاطين والمتملقين ان يثبت ولائه هو لهذا الشعب وهذا الوطن اولا ولا يتكلم بأسم هذه الدماء التي تشكوهم الى ربها وسيطالهم الحساب حتما عاجلا ام اجلا لذا فالتصحيح واجب لايمكن ان نقبل الا به لمن يرون انهم قادرين عليه .. والسلام
https://telegram.me/buratha