المقالات

فشل الساسة والعسكر فلماذا يفشل الاعلام ؟ /

379 12:13:00 2013-07-25

حافظ آل بشارة

تهريب السجناء ضربة موجعة للدولة العراقية والحكومة والقوات المسلحة والشعب ، لكن الضربة الأكثر ايلاما تمثلت بالنتائج السياسية للحدث ، كاثارة الخلافات والجدل وتبادل الاتهامات بين مختلف الاطراف ، كل جهة في الدولة تتهم الأخرى بأنها هي سبب الكارثة ، منهم من يريد ان يبرئ نفسه ويلقي باللوم على الآخرين ، ومنهم من لايهمه ماجرى بل يهمه توظيف الحدث لاضعاف خصومه ، ومنهم من يلوذ بالصمت متشفيا وكأن الكارثة تجري في بلد آخر ، أمام هذه الهزة انكشفت الاسس الواهية التي تقوم عليها الشراكة السياسية في البلد ، واتضح ان التخاصم يمتد في داخل المكون والواحد والتحالف الواحد . في مواجهة هذا الحدث يعتبر الجهد الاعلامي المنظم اكثر اهمية من الجهد العسكري أو السياسي ، لا بد من حملة رأي عام لاستيعاب الصدمة ومنع الاحباط واعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة ، يفترض ان تتضمن اجراءات الحكومة الخطوات الآتية : 1- توضيح تفاصيل الهجوم على السجنين بشفافية كاملة. 2- اعطاء ارقام حقيقية عن عدد الهاربين واسماءهم واحكامهم ونشر صورهم والدعوة للقبض عليهم خاصة السجناء الخطرين . 3- مواجهة الاشاعات التي تنشر حول الحادث بشكل مباشر وغير مباشر بتكذيبها او تفنيدها على لسان ناطق رسمي . 4- كشف الحواضن التي تؤوي الارهابيين ومسؤوليتها عن الحادث وكشف الجهات الاقليمية الضالعة في العملية وتقديم شكوى دولية ضدها . 5- تحذير المواطنين والاجهزة الأمنية من الهجمات المقبلة التي هدد الارهابيون بتنفيذها خلال شهر رمضان واتخاذ خطوات علنية لتقوية الحماية حول الاهداف المتوقعة للهجوم المقبل . 6- اجراء تنقلات سريعة بين القادة والآمرين الذين فشلوا في منع الهجوم والتحقيق مع المقصرين منهم ونشر النتائج بسرعة . 7- حضور القادة السياسيين في اوساط القوات المسلحة ومعسكراتهم لتشجيعهم وتقوية معنوياتهم . 8- اظهار الوحدة في الصف الوطني وفي التحالف الوطني الحاكم وعقد اجتماع قيادي عاجل بتغطية جيدة لتأكيد هذه الوحدة في اجواء رمضانية توحيدية . 9- بث اعترافات المعتقلين في هذه العملية والعمليات المزامنة لها واظهار بشاعة السلوك الاجرامي للارهابيين واستهداف الناس بلا تمييز. 10- شن عمليات عسكرية واسعة على مناطق اصبحت عمليا اوكارا علنية للارهابيين مثل صحراء الرمادي واطراف الموصل وتلال حمرين . هذه خطوات منطقية ذات صدى اعلامي مؤثر ، لكن الحكومة تصرفت بالعكس تماما فقد حاولت اتخاذ سياسة تحويل الأضواء ، وتجاهل الحدث ، وصرف نظر الرأي العام باتجاه آخر ، الا انها لم تنجح بل اعطت نتائج معاكسة ، لحد الآن هناك فرصة لتلافي الخطأ في المعالجة الاعلامية لهذا الحدث الخطير وتقليل آثاره .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك