المقالات

الشلل السياسي...في المشهد العراقي

559 13:01:00 2013-07-25

الدكتور يوسف السعيدي

من الامراض التي تصيب الانسان وتؤثر على حركة اعضائه او ربما تجعله فاقدا السيطرة عليها او تمنعها من القيام بوظائفها الطبيعية مرض ( الشلل ) الذي هو من اختصاص الاطباء وميدان عملهم ويخضع المريض فيه الى ارشاداتهم ووصفاتهم الدوائية التي قد تنجح في التغلب عليه فيشفى كليا او جزئيا , او تخيب فيبقى عاجزا مشلولا ممنوعا من الحركة او حتى الكلام في بعض انواعه , وقانا الله واياكم جميع الامراض التي يبدو انها تصيب المجتمعات وهيئاتها المختلفة بنفس العلل والامراض وتكون آثارها ونتائجها اكبر واقسى عليه مما لدى الانسان الذي يتحسس التغييرات والعوارض التي تصيبه فتراه يسرع الى اقرب طبيب اذا ما اعتراه عارض او هم , اما المجتمعات وهيئاتها السياسية والاجتماعية فانها غالبا ما تحتاج الى وقت طويل جدا للاعتراف بوجود المرض اولا , وتحتاج الى وقت اطول لاختيار الطبيب او الطريق الذي يوصلها الى العلاج الذي اذا ما وُجد او عُرف فانه يخضع للاجتهادات والتفسيرات والتأجيلات التي ربما تُحول المرض من عارض عادي الى عاهة او عجز دائم .الحكومة العراقية الحالية التي تعيش مرض الشلل السياسي باقسى حالاته والذي جعلها تتخبط في قراراتها وعاجزة عن القيام بابسط مهماتها وواجباتها تجاه الوطن والمواطن وهي عاجزة عن تجميع اعضائها الوزراء في اجتماع مشترك لغرض اللقاء والكلام المباشر بينهم, فكيف يمكنها القيام بواجباتها ومهماتها المطلوبة تجاه الآخرين ؟مشكلة الحكومة العراقية ليست في امراضها الكبيرة والمزمنة فيها وانما من حالة العناد وعدم الاعتراف بالواقع الموجود وهو العجز الكبير لبعض السياسيين العراقيين الذي يشكلون الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والذين ينظرون دائما الى زاوية معينة من الصورة ووفقا لمصالحهم ومكاسبهم الآنية والوقتية دون ان يكلفوا انفسهم او يٌروضوها للتفكير والتصرف وفق مصلحة المجموع العام وليس حال الحاضر الموجود او الظرف الخاص .ملفات ومواضيع كثيرة شكلت نقاط الاختلاف ومحور الصراع بين مختلف القوى والحركات السياسية خلال السنوات السابقة وهي نفسها مطروحة اليوم وبنفس الحدّة وربما اصابها الكثير من التعقيد والتشابك بفعل الظروف والتدخلات الخارجية والاقليمية وما زالت الحكومة والسياسيين يمارسون نفس السياسة والدور , أي في المراوحة والجمود على نفس المواقف والمكان الذي انطلقت فيه العملية السياسية في العراق أي قبل عدة سنوات وما زالت نفس الشعارات والمطالب والاتهامات والاجتماعات والتحالفات تلف وتدور وتعود الى المربع الاول الذي انطلق منه الجميع في سباقهم نحو السلطة والاستئثار بمغانمها وامتيازاتها واضوائها دون ان يكون هناك تغيير حقيقي في حياة الناس المساكين البسطاء الذين هبّوا في الانتخابات الاولى والثانية وقدموا عشرات الشهداء امام المراكز وصناديق الانتخابات املا في غد افضل .هل يستحق العراق كل هذا الموت والخراب والدمار والاعتداءات الخارجية من دول الجوار ....وغير الجوار؟؟؟ ألا تُغير كل هذه الظروف والوقائع التي يعرفها السياسيون في بعض مواقفهم وتدفعهم الى التحرك بصدق وجدية نحو الملفات والمواضيع التي تحولت الىجروح ُمتقيّحة في الجسد العراقي ؟المصالحة الوطنية الحقيقية القائمة على الفعل وليس الكلمات او توصيات المؤتمرات هي الباب الوحيد الذي يمكن ان تدخل من خلاله نسمات العافية وتقدم من خلالها وصفات العلاج للوضع الذي نحن فيه والذي يمكن من خلاله ان يُعالج شلل الحكومة وعجز السياسيين وضياع الوطن .......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك