المقالات

خميسيات ... الحكومة

555 13:18:00 2013-07-25

الحاج هادي العكيلي

أعتادت العوائل العراقية ضمن عاداتها وتقاليدها الاجتماعية الموروثة والمتعارف عليها أن تقيم مجلس عزاء للمتوفي كل يوم خميس من الاسبوع يطلق عليه بالمتعارف (( خميسيات )) يتم فيه ذكر المتوفي والترحم عليه وتقديم الطعام ثواباً على روحه تقرباً الى الله تعالى ، وهذه العادات قائمة الى يومنا هذا . لقد وجدت الحكومة في هذه العادة والتلقيد أن تجعله من أبداعاتها وتضيفه الى منجزاتها التي لا تحصى ولا تعد في كل المجالات .. الامنية .. الخدمية .. الاقتصادية .. التربوية ..التعليمية .. الزراعية ..التجارية .. والصحية وغيرها من المجالات وخاصة في مجال الكهرباء التي سوف تصدرها الى العالم نهاية عام 2013 حسب تصريح وزير الكهرباء ورئيس مجلس الوزراء ينفي ذلك . فأين الكذب ؟!! أن الوضع الصعب الذي تمر به الحكومة والأنتكاسات على جميع الاصعدة ، جعلها تحس بأعلان موتها في أي لحظة وفي الحقيقة أنها ولدت ميتة من يومها الاول نتيجة الاتفاقات السرية المشبوهة التي أوصلت الوضع الى ما هو عليه الآن . لذا عجلت الحكومة بأن تقتبس تلك العادة والتقليد بأن تقيم خميسيات كل أسبوع قبل أن تموت عسى منها أن يترحم الشعب والسياسيين ببقاءها الى أنتهاء مدتها القانونية واجراء الأنتخابات وهي تعرف بأن الشعب لم يترحم عليها أبداً بسبب السياسة التي أنتهجتها والتي أوصلت البلد الى حالة من الانهيار في الوضع الامني ومنه هروب السجناء من سجن أبي غريب والتاجي واغلبهم من تنظيم القاعدة من الجيل الاول والثاني .قد يتصور البعض أن الخميسيات التي أعطتها الحكومة بدوافع تتعلق بتخفيف الجهد الملقى على عاتق الموظفين في شهر رمضان وأرتفاع درجات الحرارة التي وصلت الى أكثر من 50 درجة مئوية مع زيادة في ساعات أنقطاع التيار الكهربائي لكي يأخذ راحته ، ولكن لا راحة له بسبب التفجيرات والتفخيخات والاغتيالات التي طالت أبناء الشعب العراقي على مختلف أطيافه ومكوناته .وبعد أن وجدت الحكومة أنها في الانفاس الاخيرة أرادت أن تترحم على نفسها وهي في السلطة ، وهي تعرف أن الشعب لا يترحم عليها أثناء وجدوها في السلطة أوعندما تخرج من السلطة ، عسى منها أن تغير أنظار الشعب عن التدهور الامني المتزايد . وبعد أن رأت الشعب يلعنها ولا يترحم عليها أتخذت قراراها المشهور بأجراء الخميسيات باقامة مجالس العزاء كل يوم خميس على موتها سريرياً والترحم عليها بتوزيعها نصف كيلو عدس على المواطنين وقراءة الفاتحة . ولكن محافظ كركوك يرفض أجراء الخميسيات بحجة أن الشعب الكركوكي غير متعود عليها ، بل متعود على أجراءها كل يوم الاثنين تزامناً مع عطلة الحلاقين التي كانت سائدة في عهد النظام البائد .أحقاً أن الحكومة وصلت الى هذه الدرجة من اللامبالاة في عدم الاهتمام بناء البلد الذي يحتاج الى أي دقيقة من الزمن من أجل اعادة أعماره والرقي به وتقدمه لكي تقوم بأعطاء الخميسيات وتشل حركة البناء والاعمار وهي بالاصل مشلولة بسبب تردي الوضع الامني وزيادة الفساد الذي وصل الى درجة لا تطاق ، أم أن الحكومة لها وجهة نظر تختلف بان تقوم بالخميسيات من أجل الترحم عليها بأنها تهتم بالمواطنين وترعاهم ، ولكن حتى ولو فعلت ذلك فأن الشعب قرر أن يدفن الحكومة في الانتخابات القادمة ولم يقرأ الفاتحة عليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك