الحاج هادي العكيلي
أعتادت العوائل العراقية ضمن عاداتها وتقاليدها الاجتماعية الموروثة والمتعارف عليها أن تقيم مجلس عزاء للمتوفي كل يوم خميس من الاسبوع يطلق عليه بالمتعارف (( خميسيات )) يتم فيه ذكر المتوفي والترحم عليه وتقديم الطعام ثواباً على روحه تقرباً الى الله تعالى ، وهذه العادات قائمة الى يومنا هذا . لقد وجدت الحكومة في هذه العادة والتلقيد أن تجعله من أبداعاتها وتضيفه الى منجزاتها التي لا تحصى ولا تعد في كل المجالات .. الامنية .. الخدمية .. الاقتصادية .. التربوية ..التعليمية .. الزراعية ..التجارية .. والصحية وغيرها من المجالات وخاصة في مجال الكهرباء التي سوف تصدرها الى العالم نهاية عام 2013 حسب تصريح وزير الكهرباء ورئيس مجلس الوزراء ينفي ذلك . فأين الكذب ؟!! أن الوضع الصعب الذي تمر به الحكومة والأنتكاسات على جميع الاصعدة ، جعلها تحس بأعلان موتها في أي لحظة وفي الحقيقة أنها ولدت ميتة من يومها الاول نتيجة الاتفاقات السرية المشبوهة التي أوصلت الوضع الى ما هو عليه الآن . لذا عجلت الحكومة بأن تقتبس تلك العادة والتقليد بأن تقيم خميسيات كل أسبوع قبل أن تموت عسى منها أن يترحم الشعب والسياسيين ببقاءها الى أنتهاء مدتها القانونية واجراء الأنتخابات وهي تعرف بأن الشعب لم يترحم عليها أبداً بسبب السياسة التي أنتهجتها والتي أوصلت البلد الى حالة من الانهيار في الوضع الامني ومنه هروب السجناء من سجن أبي غريب والتاجي واغلبهم من تنظيم القاعدة من الجيل الاول والثاني .قد يتصور البعض أن الخميسيات التي أعطتها الحكومة بدوافع تتعلق بتخفيف الجهد الملقى على عاتق الموظفين في شهر رمضان وأرتفاع درجات الحرارة التي وصلت الى أكثر من 50 درجة مئوية مع زيادة في ساعات أنقطاع التيار الكهربائي لكي يأخذ راحته ، ولكن لا راحة له بسبب التفجيرات والتفخيخات والاغتيالات التي طالت أبناء الشعب العراقي على مختلف أطيافه ومكوناته .وبعد أن وجدت الحكومة أنها في الانفاس الاخيرة أرادت أن تترحم على نفسها وهي في السلطة ، وهي تعرف أن الشعب لا يترحم عليها أثناء وجدوها في السلطة أوعندما تخرج من السلطة ، عسى منها أن تغير أنظار الشعب عن التدهور الامني المتزايد . وبعد أن رأت الشعب يلعنها ولا يترحم عليها أتخذت قراراها المشهور بأجراء الخميسيات باقامة مجالس العزاء كل يوم خميس على موتها سريرياً والترحم عليها بتوزيعها نصف كيلو عدس على المواطنين وقراءة الفاتحة . ولكن محافظ كركوك يرفض أجراء الخميسيات بحجة أن الشعب الكركوكي غير متعود عليها ، بل متعود على أجراءها كل يوم الاثنين تزامناً مع عطلة الحلاقين التي كانت سائدة في عهد النظام البائد .أحقاً أن الحكومة وصلت الى هذه الدرجة من اللامبالاة في عدم الاهتمام بناء البلد الذي يحتاج الى أي دقيقة من الزمن من أجل اعادة أعماره والرقي به وتقدمه لكي تقوم بأعطاء الخميسيات وتشل حركة البناء والاعمار وهي بالاصل مشلولة بسبب تردي الوضع الامني وزيادة الفساد الذي وصل الى درجة لا تطاق ، أم أن الحكومة لها وجهة نظر تختلف بان تقوم بالخميسيات من أجل الترحم عليها بأنها تهتم بالمواطنين وترعاهم ، ولكن حتى ولو فعلت ذلك فأن الشعب قرر أن يدفن الحكومة في الانتخابات القادمة ولم يقرأ الفاتحة عليها .
https://telegram.me/buratha