حسين الركابي
لا تستغرب من خبرا عاجل او إنباء عن حدثا ما، مشاهد ومسرحيات اعتدنا عليها منذ 2003 لا يخلو يومنا الا وفيه حكاية وقصة، يشيب منها الصغير ويبهت فيها اللبيب، نعيش في طوفان الصفقات، وتقطعنا مخالب السياسة، وأنياب الحاقدين. شعب ذاق أنواع العذاب وتجرع كاس الحرمان والتهميش، يئن عقود تحت سوط الجلاد وسيف الجزار، خاض العراق عدة معارك داخليه وخارجية على مر التاريخ، ابتدأت عام 1920 واستمرت الى لحظة كتابة هذه الأسطر الخجولة التي لا يمكن ان تحصي رقابا جزرة، وأجسادا قطعت، وأشلاء تناثرت، حكومات وانظمه وأحزاب تعاقبت على شعبا أنهكته الحروب، وخلفت ورائها قصص ومشاهد سوداء ومسلسل حافل بالأيتام والأرامل والمحرومين والمشردين، حتى دخل البلد فصلا جديدا وهي عولمة الديمقراطية بعد عام 2003 والتي جرفت لنا كثير من المتسكعين على شواطئ الدول العربية والإقليمية، وحطمت أبواب البلاد وأسوارها وجعلته بركة ليترسب فيها أجسادهم النتنة الذين فيها يتموا الشعوب ودمروا البلدان، وجعلوا العالم لا يشم الا رائحة الدماء ولا يروق لهم الا رؤية الأشلاء المتناثرة، وجدوا لهم أرضا خصبه وأبواب مشرعة ومأوى يحتضنهم بسبب الطيش الأساسي وأصحاب المصالح الخاصة، والصفقات الحزبية والفئوية والطائفية، كل هذه الأمور طغت على المشهد العام للبلاد واركنت جانبا الوطنين، والمهنيين، والكفاءات، والمثقفين، التي من شئنها ان تحافظ على المال العام وتبني الوطن والمواطن برؤية جديدة ومتطورة، وتواكب العالم المتقدم الذي خلفنا ورائه منذ عقود من الزمن. ان العراق اليوم يمر بمنحدر خطير ويقف على حافت الهاوية بعد ان وصلت الأمور الى المتاجرة العلنية برقاب الشعب ومقدرات البلد والتي هي معلنه إمام الجميع ولا غبار عليها اليوم اغلب السياسيين العراقيين هم تجار بالفساد الإداري والمالي والجريمة المنظمة ومن الصفوف الأولى الذين يجيدون العزف على أوتار الطائفية والحزبية والقومية ان ما جرى في الأمس الأول من اقتحام سجني (التاجي وأبو غريب) وخروج مئات السجناء من الذين استباحوا العراق من الشمال الى الجنوب في عام 2006 الى 2012 تاركين خلفهم أهات الأمهات وعويل اليتامى، وسبقتها عمليات مماثله اقتحام وزارة العدل وحرق الوثائق، وكذلك حرق وثائق وعقود مهمة في وزارات أخرى. وقد تؤشر تلك العمليات مؤشرا خطير على مستقبل البلاد والعملية السياسية برمتها، وإنها محاكة خلف الكواليس، وفي الغرف المظلمة، وصفقه سياسيه كبرى، ونفس الصفقة التي خرج فيها ألاف الإرهابيين من الباب بقرار العفو، والمصالحة الوطنية حتى أعيدوا الى صفوف القوى الأمنية، ليخرجوا أصحابهم من الشباك تحت صمت المسؤولين، وأصحاب القرار حتى بعض القادة الأمنيين قدموا استقالتهم، بسبب الصفقات السياسية، والقرارات الطائشة والغير مهنيه..
https://telegram.me/buratha