المقالات

المالكي .. ما قبل الإحتضار !!

574 06:50:00 2013-07-26

محمد الحسن

ليس أوضح من نتائج الأنتخابات التي جرت في نيسان الماضي والتي أماطت اللثام عن حقيقة من شأنها قلب المعادلة الحالية إذا ما بقيت الأوضاع كما هي , ويبدو أن هذا المؤشر يعد السبب المباشر في ما تبنته كتلة دولة القانون من موقف داعم ومطالبة شديدة بنظام القائمة المغلقة . إلقاء اللوم على قانون الأنتخابات والسعي لتعديله ليس لتغطية الفشل الذي أفرزته تلك النتائج , إنما هي محاولة عملية لتفادي المقبل , سيما أن الهزيمة ولّدت مشاكل كثيرة ,على المستوى الداخلي للكتلة فضلاً عن عزلتها الوطنية , حيث تمر بإرهاصات ولادة واقع يتقاطع تماماً مع أرادة المحور (حزب الدعوة) ولم تعد هناك قيادة مركزية واحدة للكتلة .. بدأ الشرخ بضم مجموعة غير متجانسة لصنع توليفة مؤيدة لأدعاء أُريد له أن يكون واقعاً بنظر الجمهور , ذلك الذي يعطي بعداً بطولياً للسيد المالكي على مستوى الطائفة . لم تنجح عملية الأندماج على مستوى المحافظات , الأمر الذي جعل الكتلة مفتّتة , ولعلها عادت إلى مكوناتها الأساسية وصارت مجموعة من الكتل المتنافسة أو المتصارعة (في بعض المحافظات ).تطورت الأمور إلى أبعد من ذلك , فثمة صراع خفي بين رئيس الحكومة وبعض قيادات حزبه (كالأديب ) , وآخر بين حزب الدعوة بشكل عام وكتلة مستقلون التي يقودها ( الشهرستاني ) الطامح بخلافة المالكي في حال رُفض الأخير كرئيس للحكومة المقبلة , سيما أن قرار تحديد الولايات لم تبت به المحكمة الأتحادية بعد .دولة القانون فقدت بريقها السابق ولم تحظى بشيء يمكن أن تبني عليه أمل الأستمرار وبالتالي فأنها تُدرك جيداً , بعد الهبوط المدوّي , أن الحفاظ على أمتيازاتها لا يمكن أن يحدث بذات الوسائل السابقة (أبرزها الأزمات ) .الرؤية نضجت على ما يبدو لدى السيد المالكي وطاقمه الحزبي .. بادرة خطيرة , لكنها وصفة لحالة الموت السريري لمدمني السلطة .. القائمة المغلقة كفيلة بتأمين عدد موالي للرئيس بعد أن فقد السيطرة على القائمة , فرمز الكتلة وصورته مضاف إليها بعض الأزمات ستكون شعاراً ناجحاً لعبور مرحلة الخطر .. بالرغم من كونها لا تعبر عن أرادة الجماهير , بيد أنها ستُعيد هيكلة (دولة القانون) بما ينسجم مع أهواء الحلقة المقربة من الرئيس .المرجعية الدينية مصرة على إظهار خلافها مع الحكومة , ولعلها وجدت الفرصة سانحة لإبراز هذا الخلاف برفضها القاطع لنظام القائمة المغلقة , لكن دولة القانون سوف لن ترضخ هذه المرة فهو الخيار الأخير للبقاء , وإلا فالقادم سيشهد أنكفاء حزب الدعوة وعزلته وتشظيه , بينما ستكون أجواء الهدوء والتفاهمات سائدة في البلد , في ظل غياب منهج الطامحون برئاسة مزمنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك