المقالات

مشورة لدولة السيد الرئيس..

530 08:41:00 2013-07-26

 

خلقنا الله تعالى، وصوّرنا بأحسن تقويم  لنكون نموجاً راقياً لقدرته عز وجل .

ولنتعلم ونَعْتَبر من الدروس والعبر التي تمر علينا وعلى غيرنا من الشعوب والامم، لنصل بالتالي لأرقى أنواع التصرفات الحضارية في مجتمعاتنا.

لم يخلقنا الله لنتكبّر ونتجبّر ونُعاند، إرضاءاً لكبرياء مقيت، وغرور أحمق، لا يمكن أن يكون له قيمة ووجود في كتاب مقدّس، او سُنة نبوية  أو نهج للأولياء والصالحين.

عندما تخرج علينا يا دولة السيد الرئيس الهُمام في جلسة رمضانية مع بعض المقربين ودقاقي الطبول، لتُعلن للملأ، وبدون نبرة إعتذارٍ أو أسف، او حتى خجلٍ او ندم، أن نوّابك قد فشلوا، ووزرائك فشلوا، وضبّاطك فشلوا، وإنهم كانوا يكذبون عليك ويعطوك الأرقام والمواقف غير الحقيقية، وبالتالي فشلت بتقديم ما كنت تتمنى أن تُقدّمه لشعبك من خدمات وتنمية وثقافة وإستثمار وبُنى تحتية وأمن، ولأسباب وجدتها بنفسك واهية، ثم تُنهي لقائك بطريقة دراماتيكية، وبإصرار على إكمال ولايتك الثانية ، طامحاً مصرّاً بولاية ثالثة، متجبراً متكبراً مستهزءاً بشركائك ومعارضيك وشعبك المسحوق، فأنا لا أرى ولا يمكنني أن أصف مثل هذا المشهد إلّا قمّة للغرور والعنجهية والضلالة والديكتاتورية.

علماً التاريخ البعيد والقريب، قد علّمنا أن ثورات الشعب لايُمكن الوقوف بوجهها، ونعيش اليوم ثورة الشعب المصري التي سطّر فيها أروع سطور البطولة والفداء، ألم يكن الأجدر بك يادولة السيد الرئيس أن تَعتبر مما جرى  للرئيس المصري المخلوع الاول والمعزول الثاني.

إن عناد الشعب، والتكبّر والتجبّر عليه، ليس له نهاية طريق إلّا مزابل التاريخ.

وأظنها بطولة وشجاعة أن تعترف يا دولة السيد الرئيس بالفشل، وعلى الملأ، لكنها كانت ستكون بالتأكيد أكثر بطولة وأكثر شجاع ، لو أكملت جملتك وإعتذرت من شعبك، وقلت لهم هذه مقدرتي، وهذا إحتمالي، وأنا طوع أمركم، وفرد منكم، مقاتلاً مجاهداً عاملاً لبناء وطننا العراق.

أليس الأكرم والأحسن أن يتخلّى المرء عن ثقلٍ يحمله ويتململ من حمله، من أن يُنتزع ويُرفع عنه بقوة الشعب او قوّة القانون الذي سيطالك لامحالة عند خروجك المؤكد بعد إسقاط حكومتك او إنتهاء ولايتك .

أليس من الأكرم، أن يخرج المرء رافعاً رأسه، من أن يخرج منها مذموماً مدحورا.

فإعْتَبر من قصص الآخرين يا أخي، واُكتب مجدك بيدك، وتخلّص من الثُقل الذي سيُحاسبك الله عليه يوم العرض، وإغسل يديك مما علق بها من دمٍ بريء، ووسخ دنيا، وإرجع لدعوتك التي كانت نموذجاً للطُهر والشرف والعزّة والرفعة.

(( لَقَدْ كانَ في قَصَصِهِمْ عِبْرَة لأولي ألالبابْ ))صدق الله العلي العظيم.

ألّلهم إشهد..أني قد بلّغتك.. ألّلهم فإشهد هذا فراق بيني وبينك.

والله من وراء القصد.

1/5/13726

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك