بقلم :حسنين الفتلاوي
(10) سنوات قد مضت منذ سقوط الطاغية صدام إلى هذه اللحظة وكأنه بالأمس كانت سنة 2003 ،فما هو الجديد في ذلك ؟،وما هو مقدار التغيير وحجم الانجاز الحقيقي الحاصل فعلا مقارنة بطول هذه الفترة ؟،سأترك الإجابة للعراقيين حصرا لأنهم أشبه من كانوا حقل تجارب للطغاة في مراحل متعاقبة ، ذاقوا من خلالها ويلات الحروب وظلم المتسلطين .المستعمر المحتل والدكتاتور المستغل وجهان لعملة واحدة !!،الهدف واحد و الأطماع متقاربة ،فقد يصل الدكتاتور إلى مرحلة معينة وبعد فترة من حكمه سنصفه بالمحتل ،والدليل كان صدام ونظامه الدكتاتوري الذي فتك بالعراق و أرجعه مئة عام إلى الوراء،أستغل نفوذه السلطوي لينعم هو وحاشيته بخيرات العراق وباقي الشعب عاش سنوات الحصار فقرا وجهلا ....،لقد بدأ الشعب العراقي ينفذ صبره ،وأن أستمر الحال على ما هو عليه لن يبقى للمالكي سلطان ، فسياسة التهميش وإسقاط الآخر هي من تنذر بدكتاتورية جديدة لن يتقبلها العراقيين ، فسوف يولد الربيع العراقي مجددا ولكن !!،خلاف ما حدث عند الشعوب العربية من انقلاب عسكري وثورات ، سيثور العراقيين معبرين عن غضبهم فقط بأصواتهم عن طريق صناديق الاقتراع في المرحلة القادمة ليخرجوا المالكي دستوريا ،فلا مجال لإعادة العراق إلى المربع الأول ويمر في نفس المرحلة السابقة فيلغى الدستور الذي صوت عليه العراقيين وبذلت من أجله الدماء طيلة الفترة الماضية .أن نتائج الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات عبرت بشكل واضح وصريح عن إرادة الشعب،وخسارة ائتلاف دولة القانون كانت اكبر دليل على سخط العراقيين و رفضهم لسياسية العنجهية التي ينتهجها المالكي .لم يبقى أمام رئيس الوزراء خيارات كثيرة ،عليه أن يترك عادته في تهميش المكونات الأخرى و إقصائها بالتقسيط ،ولابد له من الالتزام بالدستور وتطبيقه حرفيا ،والابتعاد عن تسييسه في سبيل البقاء في السلطة ، أن الصورة أصبحت واضحة أمام العراقيين ولا مجال للوعود الكاذبة المبنية على خطابات فارغة بعد اليوم ، المواطن العراقي يزداد حاله سوءا بانخفاض مستوى الدخل ،فالبطالة مستشرية والخدمات شبه معدومة في واقع المشاريع الوهمية ،الوضع الأمني مازال متدهورا و مرهون بالخطط الأمنية الفاشلة بالرغم من مليارات الدولارات التي تصرف على الجيش والشرطة سنويا دون أي نتيجة.يا رئيس الوزراء أين أنت من كل ذلك؟؟،عراقنا يحتاج إلى الإصلاح الحقيقي فعلا بعد أن فاحة رائحة الفساد في كافة مؤسسات الدولة ،فيجب أن توضع القيادات على أساس الكفاءة لا على أساس المحسوبية وهذه أهم خطوة ،هكذا نضع النقاط على الحروف ونسير وفق الطرق السليمة التي توصلنا إلى بر الأمان بعد أن شيدنا قاعدة قوية من القيادات النزيهة التي يمكن أن يستند عليها بناء الوطن والمواطن نحو بناء دولة عصرية عادلة .
https://telegram.me/buratha