حيدر عباس النداوي
هاجم رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وبطريقة غير مسبوقة شركائه وحلفائه في التحالف الوطني الشيعي وشركائه ومن مكن له منصب رئاسة مجلس الوزراء وهما المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والتيار الصدري في وقت كان الجميع يبحث عن حلول وعن بيئات هادئة وبعيدة عن الضجيج والتقاطع وخلق الأزمات بسبب ما يمر به البلد من انحدار مخيف في الواقع الأمني أخرها تداعيات أحداث هروب المئات من سجني التاجي وأبو غريب وكذلك ما يشهده البلد من تردي كبير في الواقع الخدمي وفي جميع القطاعات.بل ان الجميع كان ينتظر من إطلالة رئيس مجلس الوزراء من على قناة الفضائية العراقية الحكومية ولقائه بعدد من الاقتصاديين والسياسيين والإعلاميين وبطريقة منتقاة تفسيرات وحلول للمشاكل العاصفة التي يشهدها البلد وفي جميع الاتجاهات.ورغم ان المالكي أراد القفز على الحقائق وطمسها وأراد صرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية وبطريقته المعهودة التي يجيد تسويقها وتجد من يتناغم معها الا انه هذه المرة كان على خطا كبير لأسباب عدة أهمها ان المواضيع التي تحدث عنها مواضيع تافهة وليس لها علاقة بما يجري على الساحة السياسية والأمنية كما ان ما جاء في حيثيات هجومه على المجلس الأعلى والتيار الصدري لم تكن حيثيات موفقه بل كانت تحسب في خانة الكذب المفضوح والغير المقنع الشيء الاهم من كل ذلك ان الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية كانت أحداث كبيرة ومؤثرة ولم يكن بالإمكان تمريرها من خلال تبريرات ومحاولات كاذبة أضف الى ذلك ان مثل هذه الأحاديث لا تليق بشخص بمستوى رئيس الوزراء لانها أحاديث تأشر حالة المراهقة وعدم النضوج السياسي وتؤدي الى التقاطع والانقسام ولا تؤدي الى الوحدة والوئام وغير هذا فان افتعال ازمة مع حلفائه الشيعة امر غير مقبول من الجميع حتى من اؤلئك الذين يتفاعلون بشدة معه حيال أزماته التي يفتعلها مع الكرد ومع السنة.ان هجوم المالكي على المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والتيار الصدري عقد المشهد السياسي وأضاف حلقة جديدة من حلقات التأزم التي يسعى المالكي لإيجادها باعتبارها مضادات حيوية تساعد في ادامة زخم الدعم الجماهيري له وعلى غرار أزماته المفتعلة مع التحالف الكردستاني ومع القائمة العراقية ومثل هذا التازيم لم يكن في محله لكنه يبقى سياسة ممنهجة دأب المالكي على السير فيها مع كل مرحلة خانقة يحاول فيها صرف الأنظار وتحشيد الراي المؤيد وابقاء نجمه في دائرة الشهرة والأحداث.ان المالكي ومن خلال تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها المؤسسة التشريعية والتنفيذية واتهم فيها الجميع بالتقصير ولم ينزه الا نفسه وكذلك هجومه على المجلس الاعلى والتيار الصدري يكون قد قطع كل حبال الوصل مع الاخرين ولم يعد لديه حليف او شريك لا في التشكيلة الحكومية ولا في التحالفات السياسية ومثل هذه الأفعال تجعل المتلقي امام اشكالية واحدة وهي هل ان الجميع على خطا والمالكي على صواب ام ان الجميع على صواب والمالكي على خطا.الحكمة تقول اذا كنت على خلاف مع شخص ما فهذا امر طبيعي وانك انسان اما اذا كنت على خلاف مع عدد من الأشخاص فهذا يعني انك على خطأ وانك شيطان...
https://telegram.me/buratha