علاء التريج الحقوقي والمستشار النفسي
نرجو قراءة هذا المقال الذي كتبناه قبل اكثر من ثلاث سنوات و خلصنا به الى استنتاجات لم يتوقعها احد في ذلك الوقت, كيف تحقق الكثير منها و البعض الاخر الايام القادمة كفيلة به, من الاستنتاجات ان حزب الدعوة سيبدأ بتصفية شركائه السياسيين و اولهم التيار الصدري في وقت كانت علاقات التيار في احسن حال مع حزب الدعوة, وذلك قبل الولاية الثالثة للحزب على رئاسة الوزراء... والمقال منقول من وكالة براثا نصا...................................................................................................
ســر احتواء حزب الدعوة للتيار الصدري02/10/2010م - 10:27 ص | عدد القراء: 1933
(ملاحظة: هذا المقال تم كتابته في تاريخ 21/5/2010 لكن الاخوة في وكالة براثا لم يقوموا بنشره لضرورات نحن نحترمها والتي اعتقد ان من اهمها الحفاظ على الوحدة مع الاخوة الذين شملهم المقال وهم يشكرون على ذلك لكن اليوم انتفت هذه الضرورة باعتبار ان الاخر اختار طريق مخالف لذلك نرجو من الاخوة في وكالة براثا نشره ,
المقال يبين صحة قرائتنا للواقع السياسي العراقي وحقيقة التحالفات وان المقال لم ياتي على خلفية موقف التيار الصدر من ترشيح المالكي باعتباره كتبت في وقت كانت المواقف غير واضحة لكن كانت لدينا حقائق تبين ان التيار لا يستطيع ان يخرج عن سيطرة حزب الدعوة)
للوهلة الأولى من يقرأ هذه الكلمات قد يتصور ان الغاية منها هو إضعاف طرف معين لكن الله يشهد ان همي هو إصلاح البيت الواحد من خلال طرح المواضيع بصراحة لعلها تحدث أثرا في النخبة السياسية وأبناء العراق لتشخيص الخلل وبالتالي سبق الحدث قبل ان يقع وإصلاح أمورنا لتقوى شوكتنا بدل ان نتفرق فتذهب ريحنا , فاخترت ان اكتب حول هذه المواضيع لشعوري بالمخاطر المحدقة بنا كإسلاميين وأما الحديث عن الإرهاب والبعث والآخرين فهي من المسلمات التي لا تحتاج الى توعية والحقيقة ان القضاء على أعداء العراق بحاجة الى مقدمات منطقية صحيحة لكي تكون النتائج صحيحة ولذلك وجدت ان مقدمات العمل السياسي فاسدة ومنطقيا تكون النتائج فاسدة, فإذا ما جعلنا مقدمات القضية السياسية مقدمات صحيحة ومعلومة العلة فسيزول كل فساد وإرهاب ......كان الحكم منذ ان بدأ بنو ادم عليه السلام بتنظيم شؤونهم الدنيوية إلى يومنا هذا هو محل صراع ويختلف هذا الصراع حسب البيئة التي ينشئ بها والخلفية الثقافية للمتنازعين فقد يأخذ الصراع الدموية وقد يأخذ الطرق التنافسية في الحصول على المكاسب السياسية وقد يكون الصراع منطلقا من مبدأ, وأصحاب المبادئ أيضا أصناف عديدة منها التي قد تكون بدوافع سماوية وقد تكون بدوافع فكرية ....و التغيير في اغلب الأحيان لدى هؤلاء من خلال بناء الأمة بناء سليما وهذه خصوصية أصحاب الرسالات السماوية ومن اتبعهم.....
ان حالة التحزب تعني بالضرورة ان هناك حالة من الاختلاف وهذا الاختلاف نسبي.... فتعدد الحالة الحزبية في العراق لا تختلف, وهي حالة صحية في بعضها ومرضية في أخرى فأكثر الأحزاب العراقية تنظر إلى النتائج بغض النظر الى الوسائل التي تتبع ان كانت شرعية أم لا..ان عقلية المؤامرة من أهم ما تميزت بها بعض الأحزاب وخصوصا أخوتنا في حزب الدعوة, فهم يعتبرون ذلك منقبة وحنكة سياسية في الوصول الى أهدافهم, في عام 2004 كنت قد كتبت مقالا باسم مستعارا منعا لإحراج بعض المتصدين وكنت قد ذكرت ان الإخوة الدعاة سيتوجهون إلى التيار الصدري باعتبار وجود القاعدة الشعبية وعدم وجود واجهة سياسية لهم خصوصا ان السيد مقتدى الصدر زاهد بالعمل السياسي كما يقول وأيضا موقفه من قوات الاحتلال سيجعل انخراطه بالعملية السياسية أمر صعب, وفي نفس الوقت الإخوة الدعاة يفتقرون الى القاعدة الجماهيرية وذلك يؤدي إلى حالة من التكامل لفترة معينة وبعدها يتقاطعون وكنت قد ذكرت أسباب التقاطع في حينها...إلى آخره. وحصل الذي كنت قد توقعته وتم استيعاب التيار الصدري بطريقة ذكية جدا وذلك من خلال العمل على خطين أولهما الخط الصدامي والمتمثل بنوري المالكي والثاني خط الاستيعاب من خلال الدكتور الجعفري ضمن منهجية وضعها الحزب واستمر العمل لفترة طويلة.......
حتى أزمة رئاسة الوزراء التي كان من المفترض ان يكون الجعفري رئيس للوزراء عندها انتقل الحزب إلى مرحلة أخرى وهي الخلاف المصطنع بين أطراف الحزب من خلال انشقاق أو خروج الجعفري من الحزب وإنشاء تيار تحت اسم ( تيار الإصلاح) وحقيقة الإصلاح هي ان يصلح ما يخربه الخط الصدامي المتمثل بنوري المالكي ... هذه من الحقائق التي لا أود الدخول في جزئياتها وسوق الأدلة على ذلك وسأكتفي بان تستشفوا ذلك من خلال المستقبل...
ان احتواء التيار الصدري عمل لا أجد فيه ضيرا وإنما الضير هو استخدام سياسة فرق تسد فهي غريبة على أخلاقنا وثوابتنا الدينية التي تدعو إلى التقريب بين الإخوة, فقد استطاع الأخوة الدعاة عزل الإخوة الصدريين عن اغلب الأحزاب السياسية, وبعد النجاح بالمقياس الحزبي للأخوة الدعاة نتج عنه عدة أثار أهمها:
أولا: استلام رئاسة الوزراء من قبل حزب الدعوة لدورتين , والعمل على استلامها لدورة ثالثة سواء كان الدكتور الجعفري أو المالكي أو أبو بلال الأديب أو أي عضو من أعضاء الحزب لدورة جديدة سيقربهم من الهدف , ومن الخطأ الفادح ان يقول أحدا ان هناك فرق بين شخوص الإخوة الدعاة, والمتيقن منه ان الإخوة الدعاة لا يعملون باجتهادات شخصية وإنما وفق برنامج معد لكل قياداته ونظام الحزب الداخلي يعتبر الحزب فوق كل شئ بما في ذلك الأمة والمرجعيات الدينية وما إقصاء آية الله السيد الحائري حفظه الله إلا تطبيقا للنظام الداخلي للحزب وهو الذي كانوا يعدونه مرجع الحزب.
ثانيا: ان حزب الدعوة بعد ان حكم العراق لدورتين جعله يقترب كثيرا من مرحلة الحزب القائد وهذا أمر خطير للغاية وهو الآن يعمل على المستوى البعيد للوصول الى مرحلة الحزب الواحد وهو الهدف من خلال المرور بالمراحل التالية:
أ- السيطرة على جميع مفاصل الدولة والموارد الاقتصادية في البلد وقد قطعوا شوطا كبيرا في ذلك .
ب- خلال المرحلة التي تتوسط بين مرحلة الحزب القائد والحزب الواحد ستكون هناك تصفيات لكل ضد نوعي بكل الوسائل و أول من يبدأ بهم هم التيار الصدري باعتباره الوريث الطبيعي للاسم الكبير لعائلة الصدر والذي كان الحزب يحارب كل من يرفع هذا الاسم ( كقميص عثمان ) لكنهم التزموا الصمت بعد سقوط النظام تمهيدا لمشروع الاحتواء فمن المهم بالنسبة لهم ان يغييبوا كل من يزاحمهم على هذا الاسم الشريف و أما المجلس الأعلى وحزب الفضيلة باعتبار ان من يمثلهم هم ممن يحملون الصفة الدينية من خلال انتمائهم إلى الحوزة العلمية وامتداداتهم العميقة في جذور المراجع ( رض ) ليبقى حزب الدعوة الممثل الوحيد للحالة الإسلامية
ح - قتل الفتوى قبل ان تولد من خلال تصفية المرجعيات الدينية
ثالثا: وجود إستراتيجية هدفها الاستفراد بالحكم من خلال أولويات وضعها الحزب لكل مرحلة جعلهم ينشغلون عن بناء الدولة والانشغال ببناء الحزب والطبقية الحزبية التي ستجعلهم بمعزل عن أبناء العراق وبالتالي قبول الشعب بأي بديل آخر لحكم العراق,فإذا ما وصلنا لهذه المرحلة لا سامح الله فعندها سيحال الإسلاميين شيعة وسنة على التقاعد عن العمل السياسي لان كلمتهم ستموت وبالتالي لا يمكن طرح فكرة العمل الإسلامي السياسي لقرون عديدة,بل أكثر من ذلك ستشمل الإفرازات السلبية كل الأطروحة الإسلامية في الحكم على مستوى العالم ولعل هذا ما تخطط له بعض الدول من اجل إضعاف او القضاء على هذا التوجه بطرق تكون بصماتها غير واضحة
الذي ارجوه ان لا يفهم من هذه الكلمات أني أكن العداء للإخوة الدعاة فلدي علاقات أخوية مع الكثير منهم وأتمنى النجاح والتوفيق لهم ولجميع العراقيين لكن الذي وددت الوصول إليه هو التحليل والنقد الموضوعي وكذلك تبيين بعض الحقائق للعراقيين وخصوصا الإسلاميين لان مستقبل العراق بخطر ودماء المراجع والعلماء والشهداء أمانة في أعناق الجميع ومن الأمانة ان نتحدث بصراحة للحفاظ على المصلحة العامة
https://telegram.me/buratha