الحاج هادي العكيلي
تكتشف وأنت تتابع الساحة السياسية العراقية أن علاوي ليس في الساحة ، أنه خارج التغطية يفتقد التركيز وأحياناً لا يسمع حتى والاخرين يحدثهم رغم أنه بجانبهم . قد يتدارك الموقف دون أن تسأله ويقول أعتذر ( أنا منهك ) لا يمكنني التركيز أو التفكير الايجابي ،مُثلُ هذه اللحظات عندما تعصف ببناء كيان سياسي وما أكثرها في هذا الزمن الصعب ، وضغوطات الحياة السياسية التي تحاصره تفقده القدرة على التعامل مع المسار السياسي بطريقة هادئة ، اعتيادية ، لقد تعرض للضغوط اليومية وللإجهاد السياسي، والارباك السياسي، لكن يختلف تعامل كل شخص عن الآخر مع مثل هذه الضغوطات، ومع هذا الاجهاد الذي يكون ربما ناتجاً عن ضغط العملية السياسية، أو عن ممارسات الحياة السياسية المختلفة، حسبت في النهاية على ذهن هذا الشخص وأفقدته تركيزه وقدرته على اتخاذ قرار سليم .أن الخلافات والمشاكل الكبيرة بين مكونات القائمة العراقية التي يتزعمها جاءت نتيجة الدعم الدولي للشخصيات الاسلامية المتطرفة التي تنضوي تحت لواء هذه القائمة وتجاهل مطاليب علاوي على الرغم من أنه زعيم القائمة . لقد تفاجىء علاوي خلال السنوات الاخيرة من أستجابة واشنطن لمطالب ودعم هذه الجماعات والشخصيات الاسلامية المتطرفة وخاصة جماعة الحزب الاسلامي في العراق . أن أزدواجية واشنطن في التعامل مع ملف الارهاب فمن جهة تحاربه ومن جهة أخرى تدعمه بشكل سري، وهذا ليس غريب على السياسية الامريكية .
ومع أرتفاع درجات الحرارة هذه الايام بشكل مرعب والتي تجاوزت 50 درجة ، يضغط هذا الجو الحار على أنفاس السياسيين ويصيبهم بالتوتر ، والاجهاد السياسي وعدم التركيز ليس فقط من برنامج سحور سياسي ، بل من الوضع السياسي المتردي، والمطالبات الكثيرة بأسقاط حكومة نوري المالكي وايجاد البديل عنها ، ولكن هل هناك وصفة سحرية تساعد على تحسن الوضع السياسي والامني والتخلص من الاجهاد السياسي وتدفع بسرعة الى العودة للهدوء والاتزان والتعامل مع كل الامور بأيجابية ، أم الاكتفاء بالتصريحات الرنانة ،والاقوال الطنانة ، والافعال المستجانة ، كلها قد لا تؤدي الى تحسين الوضع السياسي والامني .
وبعد أن رأي علاوي نفسه وحيداً فريداً لا ناصراً ولا معيلاً ، أي أنه خارج اللعبة السياسية ( خارج التغطية ) . لذا ألتجأ ليس الى التصريحات أو اللقاءات التلفزيونية بل أكتفى ببيان صادر من مكتبه ليقول فيه ، أن العملية السياسية في العراق وصلت الى طريق مسدود ، وهي بالفعل مسدودة منذ أن وقعتوا أتفاقية أربيل المشؤومة السرية وليس الآن ، ولكن كل هذه الفترة حاولتوا أصلاح مسيرة الحكومة فلم تستطيعوا بأعادتها الى مساراتها الدستورية ، لآنكم لا تؤمنون بالدستور بل تعملون على التوافقات المحاصصية التي أوصلت البلد الى هذا الوضع المتردي . فالدماء الزكية التي يدفعها الشعب العراقي المسكين كل يوم ، جاءت بسبب الوضع الامني المتردي وخير دليل على ذلك فرار السجناء من سجن التاجي وابو غريب ومنهم أرهابيون من تنظيم القاعدة ، وتراجعت الخدمات بشكل مذل وغير مبرر ، واصاب الحكومة الشلل والعجز الكامل .
رغم مناشدات علاوي المتتالية لحكومة المالكي بالتزام بالدستور وتحمل مسؤوليتها في حماية أرواح العراقيين وأمنهم ، ولكنه يطالب الحكومة بالتوافقات السياسية ومبادىء الشراكة الوطنية التي تم التوقيع عليها من قبل الاطراف التي شكلت الحكومة وهي أصلاً خارج الدستور الذي يطالب الالتزام به . مدعياً ان الحكومة متفردة ومستحوذة على القرار السياسي والاداري واقصاء وتهميش الاخرين . ألآن أنت عرفت ذلك ، أم أن اللحظة التي وقعت على وثقية أربيل المشؤومة هي التي همشتك واصبحت تغرد خارج سرب القائمة العراقية التي تتزعمها بعد أن جنى الاخرين في قائمتك مكاسب توقيع الاتفاقية . واليوم أصبحت تطالب بأستقالة الحكومة وأجراء أنتخابات فمن يسمعك ، لان شركاءك في القائمة لا يريدون ذلك ولم يستمعوا الى دعوتك ، فكيف تريد الاخرين أن يسمعوك ؟!! والسبب لانك أصبحت خارج التغطية فلم يسمعك أحد .
https://telegram.me/buratha