المقالات

وفاة إبراهيم الصميدعي(*)

3065 00:09:00 2013-07-28

 

      مع حدوث كل عمليات تغيير في الأنظمة الحاكمة، تحدث بالتزامن معها عملية نهاية وبداية مجموعة من الادباء ورجالات الفن والإعلام سواء كانوا مع أو ضد، فنذكر على سبيل المثال في زمن العفالقة كان في مجموعة "مع" كميات كبيرة(أقول كميات لان من فقد ضميره فقد إنسانيته، وعندها يُقاس بالكمية) منهم عبد الرزاق عبد الواحد ورعد بندر وأمير الحلو  وسعد البزاز والقائمة تطول ، وكان مع جنود الـ "ضد" كوكبة من الدرر الفاخرة أمثال محمد مهدي الجواهري وأحمد مطر وسيد سعيد الصافي وجابر الجابري وغيرهم، وبعض من الـ "مع أو ضد" قد يعيش العصرين فيثبت قوم ويضل قوماً آخرين، ويتلون بعض منهم تلون الرقطاء.

       وبعد الانعتاق الكبير الذي حدث عام 2003م، انتظم الفريقان وبدأت مباراتهم في ملعب العملية السياسية والحياة الأدبية العراقية الجديدة، وشهد كذلك بروزٍ لأسماء جديدة، ومن بين هذهِ الأسماء برز أسم ابراهيم الصميدعي ككاتب وإعلامي ومحلل سياسي، الرجل  منذ أن شاهدتهُ على الشاشة (وأذكر على قناة الحرة الأمريكية)، وقراءتي لبعض من كتاباتهِ فإنهُ يتصف بلغةٍ مهذبة ورؤيةٍ ثاقبة ونفسٍ عراقيٍ جميل، وكانت تحليلاته وأراءه فيها موضوعية ونظرة حيادية، وأنا شخصياً كنت من المتابعين لهُ متى ما طل في اللقاءات والبرامج ، مع ملاحظة إن الكثير من أراءهِ  كان فيها جنوح وميل نحو رئيس الحكومة نوري المالكي (وبما إنها ضمن الإطار العام للتحليل والتعليق فلا ضير في ذلك)؛ ولكن فوجئت كما تفاجئ الكثيرون غيري بما كان في لقاء الأثنين الماضي والذي جمع الصميدعي ومجموعة صغيرة مع السيد رئيس الحكومة، فقد كان ابراهيم أكثر الحاضرين فرحاً بهذا اللقاء التاريخي العظيم!! . وكان أكثرهم مقاطعة لزملائه وأكثرهم شكراً للهِ على هذهِ النعمة التي ما بعدها نعمة!! .

       أما الأبرز في هذا اللقاء فهو المدح المبالغ فيه والثناء المفرط والتمجيد الأحمد لرجلِ قال هو عن نفسهِ وفي نفس اللقاء إنه فاشل، بقرينةِ فشل كل الوزارات التي هو رئيسها، حيث أعلن إن وزارة التجارة فشلت فشلاً ذريعاً، ووزارة الكهرباء فاشلةٍ كاذبةٍ غبية، وملف أمني تطايرت آخر أوراق فضائحهِ بـ(هروب أو تهريب السجناء)، وفسادٍ ملى الأفاق في ظل حكومة دولة القانون، وفقرٍ نهش في عظام شعبِ صرفت حكومته أكثر من 600 مليار دولار، وسياسة خارجية وضيفتها كسب ذل لأسم العراق ولرعاياه في الخارج، وفوضى عارمة تعم البلاد، وفقدان ثقة بين أطرافها السياسية بسبب السياسات الخاطئة التي يتبعُها الماسك برأس السلطة.

       أخيراً فان السيد ابراهيم الصميدعي أعلن في لقاء الأثنين عن وفاته، وطالب بمحو أسمهٍ من قائمةِ المنادين بعراقِ حرٍ ديمقراطي ودولة مدنية عادلة، وكتب الصميدعي بخط يدهِ إن سبب الوفاة هو احتراقهِ وتمسكهِ بجمرة نار عشق وطاعة القائد الضرورة نوري المالكي، الفائز بجائزة الأكثر فشلاً وفساداً في تاريخ العراق المعاصر ..

ـــــــــــــــ

(*) الرجل لازال حي يرزق ونسئلُ الله أن يطيل عمر السيد إبراهيم الصميدعي ولكن المقصود سيتبين من خلال قراءة المقال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مغترب
2013-07-28
ناك الوف مولفة طوابير من امثال الصميدعي والقذر عبد الرزاق عبد الواحد والذي كان يلعق ..............صدام وعدي،اليوم نفس الحالة وبشكل ملفت الكل يلعق........المالكي وغير المالكي اظاهر العراقيين متعلمين علي هل الهوسات والدبجات طالما هناك مال سائب هناك طوابير من لحاسه ...
محمد موفق
2013-07-28
التاريخ سيمحو ذكر هؤلاء المتملقين وعبدة الدينار وستمحى طروحاتهم وافكارهم ... وكانما لا يعلمون بان فيما يقولون خيانة للشعب العراقي الذي عانى ولا يزال يعاني من فعل وقول .... وسلمت يا استاذ محمد وسلمت يداك
مصطفى ظاهر
2013-07-28
ببالغ الحزن والاسى انعى البعض ان لم اقل الاغلب من شعبنا العراقي على ما فقده من شيم الصدق وقول الحق خوفاً او تملقاً لصاحبه .. فثقافة الديماجوجية (سياسة تملق الشعب) هي التي اصبحت سائدة في واقعنا المرير، وهذه الثقافة تعكس مابلغه الشارع العراقي من تردي في مختلف المجالات.
حسين/كربلاء المقدسة
2013-07-28
الظاهر يا اخواني ان المالكي يغدق عليه من مال اليتامى والثكالى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك