المقالات

من يلوم الاستخبارات بعد اليوم؟ /

643 03:14:00 2013-07-28

حافظ آل بشارة

كلما حدثت مذبحة جديدة في العراق بدأ المحللون والعسكريون والساسة والبقالون والندافون ينادون بصوت واحد : اين الاستخبارات ؟ اين المعلومات المسبقة ؟ اين عملية منع الجريمة قبل وقوعها ؟ وتستمر هذه الاسئلة متطايرة من كل مكان حتى تهدأ العاصفة ، في آخر عملية مخجلة ، عملية تهريب الف سجين ، وقتل ما لايقل عن 150 عسكري من الحراس ، تصاعدت الاسئلة نفسها عن فشل الاستخبارات ، لكن هذه المرة حصلت مفاجأة لم تكن بالحسبان ، فقد انفجرت قلوب رجال الاستخبارات ونفد صبرهم وهم يرون بأم اعينهم كيف يتم تلبيس التقصير برؤوس الآخرين ، فقد اكدوا وهم حانقون ان شبكتهم اوصلت الى المعنيين تقريرها بأن الارهابيين يعتزمون شن هجوم واسع لتهريب السجناء ، حتى ان هذه المعلومة خرجت عن طوقها السري وانتشرت بين اهالي المنطقة غرب بغداد ، وانتشرت بين من هب ودب من السجناء انفسهم ، لذا كان السجناء مستبشرين عندما اخرجوهم لوليمة الافطار الجماعي التي يثير توقيتها مع أمسية الهجوم اسئلة أخرى ، كانوا يترقبون شيئا ما سيحدث ، هذه الحقيقة تدل على ان المعلومات المسبقة متوفرة ولم تكن هي المشكلة ، بل اصبحت المشكلة الفشل الواضح في احدى حلقات الاستثمار المعلوماتي او بعضها او جميعها فالمعروف ان المعلومة الاستخبارية تمر بعدة مراحل هي : 1- التدوين والتقييم . 2- اكمال المعطيات الناقصة . 3- التصنيف والتبويب .4- التحليل والاستخلاص . 5- الابلاغ الى القيادة مع توصيات تعد اساسا لاصدار الاوامر . 6- القيادة تصدر الاوامر الى الوحدات المعنية كرد فعل على تقارير الاستخبارات .7- تقوم بمتابعة وتقييم التنفيذ . وابسط توصية في مثل هذا الموقف مثلا : نقل السجناء المحكومين بالاعدام والخطرين الى اماكن أخرى ، ضبط اوضاع السجناء في قاعاتهم ومراقبة اي بوادر تمرد او تخريب ، تغيير الخطة الدفاعية وابلاغ الحيطة والحذر ، مضاعفة القوات المكلفة بالحماية ، توسيع منطقة الحماية وتقديم كمائن ودوريات ، تهيئة الاسناد المتوقع بما فيه الطيران وقوات الطوارئ ، تنشيط وزيادة المجسات المتقدمة عدة وعددا بدائرة واسعة حول الهدف ، تهيئة شبكة اتصالات ومصادر طاقة كهربائية احتياطية تحسبا لتدميرهما المحتمل عند الهجوم ، هذه اهم المراحل والاستحضارات التي تتخذ كرد فعل على المعلومات الاستخبارية ولاشك ان نجاح عملية تهريب السجناء التي جرت مع توفر المعلومات المسبقة يدل على أحد الاحتمالات الآتية : فشل الاستخبارات في معالجة المعلومة ، فشل القيادة في اصدار اوامر ، فشل في متابعة التنفيذ ، خيانة على مستوى عال ادت الى تعطيل هذه الاجراءات المتسلسلة والتي يعرفها ابسط ضابط ، هل ستتابع اللجنة الحكومية التي شكلت للتحقيق في الحادث تنفيذ هذه المراحل ؟ هل ستكتشف في اي مرحلة وقع الخلل ؟ وكيف ولماذا ؟ ربما تقدم اللجنة تقريرها ، او تلوذ بالصمت مثل لجنة جسر الصرافية هل تتذكرونها ، هل تتذكرون عشرات اللجان التحقيقية التي انقطعت اخبارها ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك