المقالات

خيار الواثقين

506 09:41:00 2013-07-28

حميد الموسوي / بغداد

لماذا يتمسك البعض بالقائمة المغلقة ويصر على اجراء الانتخابات المقبلة وفق آلية ونظام القائمة المغلقة رغم تعالي الرفض الشعبي لها؟.الم تكن تجربة انتخابات مجالس المحافظات -والتي اجريت حسب نظام القائمة المفتوحة- كافية؟! وهل هناك أجل واجمل من المكاشفة والوضوح والعمل في النور وتحت الشمس؟لاشك ان الحركة او الحزب الذي سيشارك في الانتخابات وفق نظام القائمة المفتوحة سيتحمل مسؤولية الاشخاص الذين سيطرح اسماءهم للترشيح ويعرف قواعده الجماهيرية بهم وبذلك سيكون ملزما بدقة اختيار تلك الشخصيات كفاءة وامانة ونزاهة واخلاصا وماضيا نظيفا وسمعة طيبة وقبل هذا وذاك الوطنية والابتعاد عن التطرف الاّ في حب العراق والتحيز والتعنصر له تحت اي ضغط واية ظروف. ومن هنا فان الحزب او التجمع او الحركة سيكون مطمئنا لمرشحيه وناخبيه وسيتقبل النتائج - سلبا او ايجابا- بروح رياضية عالية وشفافة وخاصة اذا اجريت الانتخابات في ظروف امنية هادئة واجواء نظيفة وشفافة. وكذلك الشخص المرشح. وفي كلتا الحالتين - الفوز او الاخفاق- فان القائمة المشاركة في الانتخابات ستعيد تقويم وضعها:ففي حالة الفوز ستتعرف على حجمها الحقيقي في المنظور الجماهيري وستعمل جاهدة على تعزيز علاقتها بقواعدها وكسب المزيد من ثقة الناس وتأييدهم من خلال التفاني والاخلاص بتقديم الافضل والانجع من الحلول للازمات والمشاكل وتقديم اولويات المشاريع الخدمية والاقتصادية والصحية والتربوية واظهار الاخلاص والنزاهة في كل خطوة. جاعلة من الفوز حافزا للتقرب من قلوب الناس وكسب رضاهم ودعمهم متخذة من هذا الدعم والاسناد سلماً لتحقيق الاهداف والمصالح الوطنية العليا وبذلك تهيمن على معظم الاصوات الساندة في كل الدورات الانتخابية المقبلة شريطة ان لايدفعها الغرور الى الانفراد بالسلطة والتخلي عن ثوابتها الوطنية والتنصل من التزامها امام شعبها بشكل عام وقواعدها بصورة خاصة.واما في حالة الفشل فان تلك القائمة ستحاكم نفسها باستعراض برنامجها الانتخابي وتطبيقاته الميدانية وتحديد اسباب الاخفاق وتشخيص نقاط الضعف والاداء وغربلة مرشحيها الذين طرحتهم للتصويت والاستفادة من حصول بعض الاخطاء واستحصال الدورس والعبر استعدادا للدورات الانتخابية التي ستتكرر كل اربع سنوات بفضل التجربة الديمقراطية التي ثبتت وستترسخ مع مرور كل محطة انتخابية جديدة.وامام سمات وارهاصات الحالتين المتحققتين من التصويت -حالة الفوز او الاخفاق- واللتين ستفرزهما نتائج الانتخابات حسب نظام القائمة المفتوحة نرى ان لاغالب ولامغلوب ولارابح ولاخاسر في عملية انتخابية بهذه الشفافية وهذا الوضوح، اذ ان الطرفين سيخرجان بمحصلة نهائية لعل ابرز مصاديقها:1- سيعرف كل طرف موقعه وحجمه وتأثيره في الساحة العراقية الجديدة.2- سيتحمل الطرفان نوعاً من المسؤولية التأريخية والوطنية كل حسب موقعه ومركزه القيادي او المعارض.3- سيكون الطرفان في حل امام قواعدهما الجماهيرية كونهما قدما مايستطيعان فعله تحت الشمس ولم يلجأ للتآمر او خداع الجماهير بسلوك النفاق السياسي او العمل في الظلام وخلف الكواليس.4- بما ان اللعبة السياسية متعددة الاطراف كما هو الحال في جميع الانظمة الديمراطية في العالم -فاذا حقق طرف معين نسبة عالية من الاصوات فهذا لايعني الكمال كما انه لايعني نهاية المطاف بالنسبة للاطراف الاخرى طالما ان الجميع يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة.بعد كل ما تقدم مضاف اليه وسابق له اصرار الشعب العراقي بكافة مكوناته وبغض النظر عن ميولهم واتجاهاتهم واهوائهم على اعتماد القائمة المفتوحة في الانتخابات المقبلة. وجاء صوت المرجعيات الدينية وعلى راسها سماحة اية الله السيد على الحسيني السيستاني مؤيداً ومتضامناً مع اصوات العراقيين. نقول بعد كل ذلك ان من يتمسك بخيار القائمة المغلقة يضع نفسه في دائرة الشك والتهمة والظن، ويعرض ثقته بنفسه وثقة الجماهير بطروحاته للاهتزاز وربما سيدفع قواعده الجماهيرية للعزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية او اللجوء الى انتخاب شخصيات معروفة في القوائم المفتوحة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك