وسام الجابري
لم يعد بأمكان العراقيين الوثوق , بالاصدارات الجديدة من طبعات الساسة , بعد ان خابت ظنونهم بالتكنوقراط وغير التكنوقراط ممن افرزتهم ساحة العملية السياسية بعد العام 2003 ,ولعل ما افرزه الواقع بعد دخول الجيش الامريكي الى العراق , ان تتصدى احزاب السلطة وهي غير مؤهله للوصول اليها , فكثيرا ما شاهدنا وزيرا او نائبا في البرلمان وهو أمي لا يفقه من امور مسؤوليته شيء , وكل ما يمتلكه من مؤهلات قربه من مصدر القرار او امتلاكه المال ,بالنتيجة لم يفلح غالبية من تبوء مركزا في الدولة العراقية الناشئة بعد الاحتلال باعادة البلد الى وضع طبيعي يسود فيه النظام ويعامل به الانسان مثلما يعامل في الدول المتحضرة ,الفشل الذريع في الملفات المهمة ذات المساس بحياة المواطن وصل ذروته في الحكومة الحالية وهي تحمل هوية الولاية الثانية لنوري المالكي , فالكابينة الحكومية شبه المتجانسة غاب عنها النجاح بفعل تردي الواقع الصحي والخدمي , يضاف اليه ما حصل من تذبذب واضح في السوق العراقية بين عرض وطلب ,ولعل مهلة المائة يوم التي منحها رئيس الوزراء لحكومته كي تنهض بواقع اداءها الى مستويات اعلى لم تفلح بيد اننا لم نشهد ردود افعال تجاهها والامر كما يبدو جاء لتبريد سخونة المظاهرات التي طالبت انذاك بفعل ملموس يحرك بوصلة الخدمات على اقل تقدير درجة واحدة باتجاه الايجاب ,في قانون المرور يجب ان تحتوي اي عربة تدخل الخدمة على مواصفات , فلا يمكن الموافقة على اطلاق سراح اي مركبة فيها عيوب لا يمكن معها ان تسير ليلا مثلا و يوافق القانون على مسير هذه المركبة واجزائها غير مثبتة تمام التبيت , كما لا يمكن لسائق اي مركبة قيادتها وهو غير خاضع لاختبار وفحص فشهادة نجاحه هي جواز مروره وسنده للتحرك بحرية في الشارع العراقي , هذا الاختبار يسمى شرط المتانة ,ولا نعلم هل اصبحنا بحاجة لشرط متانة قبل ان نضع الثقة بأي مسؤول في الدولة العراقية , على رعاة العملية السياسية التفكير بالامر فلربما سيكون اكثر نفعا من شعارات الوطنية والمذهبية وحب العراق
https://telegram.me/buratha