بسم الله الرحمن الرحيم
هناك في ركن الحقد المظلم التقته لتهب له نفسها مقابل مهر, مهر ٍ نحرت به أمة وأدمت فيه قلوبا ًعاشقة واحزنت به بيت النبوة وابكت به السماوات والارض , طلبت قتل علي ( ع ) لقاتل غفل عن مطلبه من حسن جمالها ! فأي لعينة هي قطام لتكون هي الدافع الاقوى لمجرم نوى سلفا ً لما يشفي غليل حقدها ونفسها المريضة فقادتها سوء عاقبتها لتكون ذراعا ً لابليس في لك الجريمة ولقد اختارت ليلة التاسع عشر من رمضان موعدا ً تشفي به اسقامها وتسقم اهل الارض بمصاب جلل .
ترى لماذا ليلة التاسع عشر يا قطام ؟
لقد زادت فوق جرمها جرما ً بانتخاب هذه الليلة والتي هي احد ليالي القدر التي اوصى بها رسول الله ص وال بيته الاخيار الذين بينت احاديثهم طلبها في ثلاثة ليال فعن الامام الصادق ( ع) في جوابه لسائل عنها " اطلبها في تسع عشر واحدى وعشرون وثلاث وعشرون " وعن الامام الباقر ( ع) قال في جوابه لنفس السؤال "في ليلتين ، ليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين " وأما ليلة الثالث والعشرون فهي ليلة الجهني فعندما سال الجهني رسول الله ص بان يأمره بليلة وان منزله بعيد امره بالليلة الثالث والعشرين وللامام الصادق عليه السلام جواب رائع لسائل لحلوح يريد ان يحسم له الامام امره بين الحادي والعشرون والثالث والعشرون فأجابه الامام " ما ايسر ما تطلب في ليلتين " وهو توبيخ مصاغ بادب امام معصوم يستنكر فيه لما يحصله الرجل من الاجر ويشق عليه مقابل ذلك قيام ليلتين !!.
اليوم وفي مجلس للعزاء بذكرى وفاة الامام أمير المؤمنين ع ذكرت احدى المؤمنات في محاضرة ما نسمعه في كل عام في هذه الايام ولا نروى من فضائل شهر الله وكاني بها تسعى بين الصفا والمروة وهي تبين قطره في بحر عظمة الامام علي ع وبين عظمة هذه الليالي الالهية فالاسرار الالهية مخبوءة عند علي ع وفي ليلة القدر ويجتهد المجتهدون في بيان ما تيسر لهم من فهمه وتناقله وفي كل عام تفسر سورة القدر وعند أية تنزل الملائكة والروح يجىء الاستشهاد بانه لابد من وجود ولي لله لتنزل عليه الملائكة كل عام وحتما ان الملائكة تنزل على صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف ليفرق فيها كل امر حكيم .
وعند هذه الجملة والتي تكررت على مسمعي وعشاق اهل البيت ع عشرات المرات قفز سؤال لذهني ارهقني حد اني احببت ان اتداوله والمؤمنين لقد انتقل ذهني الى ليلة القدر عام اربعين هجرية , بأي حال نزلت الملائكة ذلك العام ؟!! فلو كانت ليلة التاسع عشر هي ليلة القدر فهل نزلت الملائكة مسلمة على امير المؤمنين في ليلة هي سلام حتى مطلع الفجر الدموي في محراب الله لولي الله في شهر الله في ليلة الله ! .
وان كانت ليلة القدر ليلة الحادي والعشرين فهل نزلت الملائكة الطاهرة لترى قسيم النار والجنة يفيض دمه من هامته ويجود بروحه الطاهرة مستبشرا ً وقد تجرأ عليه اشقى الاولين بضربة مسمومه تغشيه بين الفينة والفينة , هل تقوى تلك المخلوقات الرقيقة الطاهرة ان ترى امام الهدى بهذا المنظر في ليلة هي سلام من الله .
وان كانت هي الليلة الثالثة والعشرون فبأي الكلمات تنعى الملائكة والروح الامام الحسن عليه السلام بوالده وامامه واي وحشة تلك بعد ان اعتداوا النزول لاكثر من عشرين عام على امام المتقين في تلك الليالي بعد رسول الله ص .
تتجسد لي الصورة ماساؤية في الحالات الثلاث فمن ليلة يرقب فيها الامام نجوم السماء ويحدد الموعد الى ليلة تقبض فيها روح الوصي كما قبضت روح وصي موسى بذات الليلة الى ليلة غاب فيها اسد الله الغالب تاركا ً بعده وحشة تذكر اهل البيت بوحشة رحيل رسول الله الاعظم وبضعته المنتجبة واحدى هذه المصائب في ليلة عند الله هي افضل الليالي في شهر عند الله هو افضل الشهور فما بال الانسان يغلبه شره لهكذا مستوى والعياذ بالله .
لقد افسد الانسان سلام تلك الليالي العظيمة بتلك الفعلة المشؤومة ,فلا تعجبي ايتها الملائكة الطاهرة فهناك يوم اصعب من يوم رحيل علي ع وستبكي له السموات والارض حينما يذبح ابن علي ابن ابي طالب عطشانا ً في صحراء كربلاء في جريمة هي الاقسى على قلوبنا التي اعتادت ان تجري فيها الدماء وهي لا تقوى عن استعياب تلك الجريمة فكيف بأثرها عليكم يامن تعبدون الله ولاتعصوا له امرا ً؟ .
قاسية هي ايام رحيلكم يا امير المؤمنين وفقيرة هي الكلمات التي تنعاك وكسيرة هي القلوب التي تعشقك وليس لنا عزاء فيك الا بكلماتك فما قلته في صفين حينما خذلك من خذلك ودموعك الغالية عند ذكر الصحبة والنصرة تجلعني استشعر غربة اخشى ان تكون قد عشتها بين رعيتك وشوقا ً لمن عرف مقامك ممن سبقك الى عليين فقلتها مدوية فزت ورب الكعبة نعم ايها الامير وخسر خاذلوك من الاولين والاخرين .
لعن الله ابن ملجم ولعن الله قطام ولعن الله معاوية ولعن الله كل من نصرهم واعانهم على شرورهم .
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا ً وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين .
نسالكم الدعاء في ليلتي القدر القادميتن سائلين المولى العافية في الصحة وسلامة في المعتقد وامان وان يقر اعيننا برؤية ابن امير المؤمنين وثار الله الموعود وان يعرفنياه ويقينا شرور انفسنا ويعفو عنا ولكافة المؤمنين .
https://telegram.me/buratha