تحقق نجاح مهم في النصف الثاني للعقد الماضي، ليس لضعف الارهاب، او لامتلاكنا اجهزة افضل وامكانيات اعلى، بل لاننا خطونا سوية خطوة للتصالح مع انفسنا ولبناء مستقبلنا، بعيداً عن الثأرية والطائفية.. وانحزنا لسياسة المصالحة التي نجحت نسبياً، وما زالت تمتلك فرصاً للنجاح، لولا تعصبنا واختيارنا منطق الازمات والاتهامات، لا لمواجهة اخطار، بل لتعزيز مواقع او للحصول عليها. لن نكسب المعركة ان لم نوحد صفوفنا وننتصر على انفسنا اولاً.. وسلسلة من الاجراءات والسياسات تطمئننا.. وتطمئن "اخواننا" انهم جزء طبيعي واصيل في هذه الدولة، وفي اعلى مقاماتها.. فلن تنفع الاعدامات والسجون ورشوة الناس وتحويلهم الى مخبرين وعملاء.. او فتح الملفات والاتهام بالعمالة والخيانة. لن ينفع استحضار الماضي لشحن النفوس وزيادة البغضاء.. ولن ينفع تحويل جرائم النظام السابق الى عقوبة جماعية لاخوان عانوا كما عانينا من الويلات.. فالنظام السابق جرب جميع هذه الامور معنا ومع غيرنا وفشل.. وسنفشل الان ان كنا سنكرر نفس السياسات.فالواجب ضمان حقوقنا وحقوق غيرنا وازالة اي شعور بالتهميش والعزل.. وان تتلقى المناطق وسكانها وزعاماتها وتنظيماتها السياسية والاهلية دعم الدولة وثقة المواطنين، بدون اصطفاءات لاغراض سياسية قصيرة.. ليس باعتبارها طرفاً اخراً، وكمنة وفضل وتنازل، بل باعتبارها جزء طبيعي واصيل.. وكحق وواجب ومسؤولية، ليس الا. وان نساعد المتورطين عفواً واصلاحاً وعدالة، وليس معاندات وبطولات ومزايدات، فنعجز عن تنظيم رؤية مشتركة في اهم القضايا التي لها علاقة بحياة الناس وامن البلاد.. وان ننفتح على دول الجوار، ونفكك التدخلات الضارة، ونحل الخلافات بروح ايجابية واخوية.. وان نفعل المشتركات والمنافع المتبادلة.سننتصر على الارهاب عندما تحقق الدولة الواثقة من نفسها السياسات اعلاه، دون تمييز لمذهب ودين وقومية.. وستكتسب الوقاية والسجون والعقوبة والمواجهة والخطط مصاديقها وفعالياتها.. وسيرى "اهلنا" المظلومون والمستباح دمهم على يد الارهاب، ان انصافهم "لاخوانهم" المظلومين والمستباح دمهم ايضاً هو لمصلحتهم وحقناً لدمائهم ودماء غيرهم.. وعزلاً للارهاب وقواعده وارضيته.. والعكس صحيح. فلنضع الامور في سياقاتها الطبيعية، ولنموضع اختلافاتنا في اطرها المناسبة دون مبالغات وتهويلات.. ونثق بحكمتنا وببعضنا.. ولا نعمم او نحمل غيرنا ما لا وزر له فيه.. ويتحمل كل منا مسؤولياته كاملة. فان غابت هذه الرؤية، وغابت معها الادارة الناجحة، فعندها لا نستغرب تكرار الكوارث والفضائح.عادل عبد المهدي
https://telegram.me/buratha