حيدر عباس النداوي
عاشت بغداد ومعها عدد من المحافظات الجنوبية يوما رمضانيا رهيبا تزامن مع ذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) حيث تم تفجير اكثر من (19) سيارة مفخخة حتى هذا الوقت "قابلة للزيادة" راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من الكسبة والمارة وأصحاب المحال والنساء والأطفال مع خسائر مادية كبيرة في اخر خرق امني تتعرض له العاصمة ومدن اخرى بعد ان انتهى الارهاب قبل ايام من عملية هدم الاسوار والتي تكللت نهايتها باقتحام سجني الحوت في التاجي وبغداد المركزي في ابي غريب وتم اطلاق سراح اكثر من (500) مجرم وارهابي من عتاة مجرمي تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية في اسوء خرق امني ليس على مستوى العراق فقط بل على مستوى العالم اجمع بشهادة الأمريكان وأوربا والانتربول الدولي.وتفجيرات اليوم تمثل استمرار لمنهج الفشل الصريح في ادارة الملف الامني ونجاح متواصل للمجاميع الارهابية في ممارسة هوايتها بقتل وتحطيم الشعب العراقي وبطريقة شفافة ومرنة وامام انظار الاجهزة الامنية ولهذا فان التعويل على الحكومة وعلى الاجهزة الامنية في وقف هذا التداعي والانهيار اصبح خيارا فاشلا ويمثل خيار العاجزين والضائعين لان ما يحدث يبين ان الغلبة للمجاميع الارهابية وان من يقوم بالتخطيط والمراوغة والقيام بالضربات الاستباقية هم الارهابيين اما الجيش والحكومة فيكون دورهم بين الضحية والمتفرج لان بعض هذه التفجيرات تطال القوات الامنية في عقر مواقعها ولو كانت مقتدرة وقوية لحمت نفسها ولجعلت الارهاب يتوارى عنها ويبحث عن زوايا مظلمة وبعيدة على هذه القاعدة يتبين ان من يعجز عن حماية نفسه لا يقدر على حماية الاخرين.وواضح ان تفجيرات اليوم من تدبير تنظيم القاعدة الارهابي ولا تحتاج هذه التفجيرات الى اعلان لا من القاعدة نفسها لتبنيها هذه الهجمات ولا من الحكومة التي لم تصرح ولم تعلن عن اي شيء حتى هذا الوقت وربما لم ولن تصرح بعد الان ظنا منها برخص ارواح العراقيين ولأنها تعودت على هذا المنهج في الاشهر الماضية واذا ما صرحت فانها ستحمل القاعدة والتنظيمات الإرهابية مسؤولية ما حدث وان القوات الامنية نجحت في تفكيك عشر سيارات والقت القبض على خمسين ارهابيا سيتم تهريبهم فيما بعد.والشيء المؤكد ان تفجيرات اليوم لم تكن من تدبير قادة تنظيم القاعدة الذين هربوا من سجن ابي غريب مطلع الاسبوع الفائت لان هذه الهجمات ليست نوعية انما هي اعمال روتينية بامكان اي جهة القيام بها وسط حالة الانهيار الامني وغياب الشعور بالمسؤولية اما ما يتوقع ان يقوم به القادة الفارين فانه سيكون امرا مريعا وبحسب مخاوف دولية وليست محلية .انتهت عملية هدم الاسوار التي شرع بها تنظيم القاعدة باقتحام سجني التاجي وابي غريب باطلاق سراح كل السجناء المعنيين بهذه الصولة ومعهم ضعف العدد ومثلت فضيحة مدوية للحكومة والقوات الامنية العراقية ..ترى ماذا ستكون نهاية عملية حرق العراق التي باشر بها التنظيم الإرهابي ويتفرج عليها القائد العام للقوات المسلحة وقواته الامنية.
https://telegram.me/buratha