شاكر حسن
يبدوا ان اغلب ساسة العراق واحزابهم فقدوا الاحساس والشعور بالمسؤلية تجاه ما يحدث من مآسي ومجازر ضد الشعب العراقي المسكين، حيث يسقط كل يوم المئات بين قتيل وجريح وتخريب للممتلكات العامة والخاصة والهروب المنظم للقتلة والمجرمين من السجون العراقية ، مخلفة الآلاف من الأرقام الاضافية من الأيتام والأرامل والمعوقين الذين وصلت اعدادهم بالملايين دون ان يرف لهم طرف جفن او ان يتحرك لهم ضمير والذي يبدوا انه في اجازة طويلة الامد . والأدهى والأمر من ذلك انه لا توجد اية حلول او حتى أمل في إنهاء هذه المجازر والتي لو حدثت في اي دولة يحترم ساستها شعوبهم ولديهم قليل من الاحساس والضمير لقامت الدنيا ولم تقعد.في جميع دول العالم عندما تمر البلاد بظروف طارئة وصعبة كتعرضها للإرهاب او الى كوارث طبيعية او بشرية مثل كوارثنا أو حتى جزءً منها، تقف جميع الاحزاب والأطراف السياسية مع الحكومة صفا واحدا لمعالجة هذه الحالات، على العكس مما يجري في العراق، حيث يستغل كل حزب او طرف سياسي هذه المآسي للشماتة والتهجم والإساءة الى الحكومة والقوى الامنية لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية ضيقة دون مراعاة للدماء الزكية البريئة التي تسيل كل يوم.مما يؤسف له ان بعض او ربما اغلب الاحزاب وقادتها تتصرف مثل تصرف العصابات وقطاع الطرق عندما تستولي على غنائم، حيث يتم توزيعها على افراد العصابة وهو بالضبط ما تقوم به هذه الاحزاب السياسية في العراق. فبعد توزيع الوزارات والمؤسسات الحكومية على الاحزاب حسب حجم كل حزب وحسب مبدأ المحاصصة والتوافق، تقوم هذه الاحزاب بتوزيع الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية على اعضائها وأتباعهم وأقربائهم تماما كما تفعل العصابات، دون اي مراعاة او اعتبار للكفاءة والنزاهة والإخلاص، والاهم من ذلك دون مراعاة لمصلحة البلاد.اما اعضاء هذه الاحزاب في البرلمان فحدث ولا حرج . فحوالي نصف اعضاء البرلمان لا يحضر جلساته والبعض منهم لم يحضر الا جلسة او جلستين فقط خلال فترة عمر هذه الدورة، واذا حضر يتم الاهتمام والمناقشة والتصديق في الغالب حول المنافع والامتيازات التي تعود على اعضائه او لمنفعة المكونة او المنطقة التي ينتمي اليها عضو البرلمان وليذهب بقية افراد الشعب العراقي الى الجحيم. اما في مواسم الحج والعمرة فالطلب عليهما من قبل اعضاء البرلمان يفوق التصور وذلك لغسل الذنوب .! حيث يتسابق هؤلاء للحصول على الجنة وضمان مستقبلهم في الآخرة بعد ان ضمنوا حاضرهم ومستقبلهم في الدنيا بالرواتب الخيالية والامتيازات والمنافع المختلفة والتقاعد مدى الحياة.ومن ناحية اخرى يوجد 13 عضو برلمان عليهم مذكرات القاء القبض متهمون بالإرهاب او بجرائم كبرى أخرى ينتظر رفع الحصانة عنهم لمحاكمتهم، إلا ان رئاسة البرلمان ترفض عرض هذا الموضوع على البرلمان لمناقشتها واتخاذ ما يلزم بشأنها.هناك اهتمام آخر لبعض الاحزاب السياسية العراقية الموقرة لا يقل اهمية عن الاهتمامات الاخرى الدنيوية منها والأخروية والتي ذكرناها سابقا، وهو تخريب العملية السياسية والاساءة للعراق الجديد، سواء كان ذلك بوعي او بدونه، وسواء كان بصورة مباشرة او غير مياشرة، وذلك عن طريق قيام هذه الاحزاب او اعضائها بالإساءة والتسقيط والتخوين وكيل الاتهامات الباطلة للحكومة والى بعضها البعض ووضع العراقيل امام العملية السياسية بغض النظر عما تلحقه هذه الافعال من أضرار كبيرة في مصلحة الشعب العراقي.وأخيرا اقول لقادة احزابنا السياسية وأتباعهم، وبكل ألم ومرارة وحسرة، ان لعنة الأيتام والأرامل والمعوقين والذين يزدادوا يوما بعد يوم ستلاحقكم مدى الدهر بسبب انانيتكم ومصلحيتكم وغبائكم وطائفيتكم وعنصريتكم ومناطقيتكم، وسوف يكون مصيركم الخزي والعار في الدنيا والآخرة ان لم تعودوا الى رشدكم، وتفكروا جديا في مصلحة هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره والذي لم ير منكم الا الخراب والدمار وفقدان الامن والأمان حتى اصبح البعض يحن ويترحم على ايام اكبر مجرم عرفه التأريخ الحديث وذلك كما قالت تلك المرأة التي فقدت زوجها وأولادها الاربعة ( الله يسخم وجهوكم كما بيضتم وجه صدام)، وذلك كله بفضل قيادكم "الحكيمة" جدا لهذا البلد المبتلى بكم !!!
https://telegram.me/buratha