طه الجساس
أصبحت الامسيات الرمضانية باب لنشاط فكري وتواصل اجتماعي يمتاز بروح ألإخوة ألإيمانية ، مستمدة من قدسية شهر رمضان وأجواءه القرآنية السمحة ، وأصبحت ليالي شهر رمضان منبع لثقافة الحدث سواء كان دينياُ أو سياسياُ وأخلاقياَ ، مما أستدعى جدية الطرح واستنهاض عملية الشد بين الملقي والمتلقي ، لفهم الواقع الحالي والسير نحو الحلول المطلوبة ، وجعل المتابعة متواصلة ومثمرة لتحقيق الاهداف المطلوبة .أن منبر الامسية الرمضانية في هذه العام شهد نهج ثقافة يختلف عما هو مطروح في الخطب الدينية الماضية ، بالسير على التفسير العقلائي والموضوعي الذي يعرض الحقيقة كما هي للوصول الى ترجمتها كمنفعة ملموسة في الحياة ، من خلال الاعتماد على تهج تفسير يخدم قراءة الواقع وينفذ بالحلول الى التطبيق ، وهو خلاف المتعارف من نهج روائي يعتمد على الغيب والمبالغة والسرد بدون تحليل ، مما سمح في قابلية رفع مستوى الثقافة الدينية والسياسية والاجتماعية لدى الجمهور المتلقي .لقد عانى المجتمع الثقافي الديني العراقي كثيراُ من تكرار روتيني ممل لطرح الخطب الدينية المعتمدة على نفس ألإطار الثابت في كل عام ، مما ترك أثره على نوع وكمية الجمهور المتابع الذي سار الى الانخفاض التدريجي .لكن تصدي بعض الشخصيات الدينية التي تملك الخبرة في المجال السياسي لطرح نهج الاسلام الفكري والروحي ، بأساليب سهلة وواضحة بعيد عن المبالغة والغلو جعل من الامسيات مادة غنية ومشوقة ، وصار الحضور الجماهيري مشهود ، وبدأت الاحداث السياسية تطرح بكل وضوح وجدية مع الحلول والآراء المختلفة ، وصارت الامسيات بيت حكمة وتشخيص للمصلحة العامة ، ونعكس ذلك على وسائل الاعلام التي وجدت نفسها تتفاعل وتنقل ما يطرح ومناقشته واستيعابه ، ولنا في ألأمسيات المقامة في الحضرة الحسينية والكاظمين وملتقى الحكيم مصادق متصدرة لمشهد الامسيات المثمرة .
https://telegram.me/buratha