المقالات

تموز ينتقم بقسوة ويعيد الهيبة للبعث والقاعدة

464 19:22:00 2013-08-01

هادي ندا المالكي

 سجل شهر تموز الفائت رقما قياسيا في نشر الموت والحزن والخوف بين اوساط العراقيين بعد ان تقدم على شهر ايار وبفارق كبير ليكون تموز الاسوء منذ عام 2008 الى يومنا هذا بل ان اوساط دولية ومؤسسات متخصصة بالرصد والاحصاء اعلنت ان مستوى العنف في العراق فاق جميع دول العالم بما فيها سوريا البلد الذي يشهد حرب اهلية دولية وبهذا يكون شهر تموز قد حافظ على خاصيته التي ينتمي لها كونه شهر البعث والقاعدة بامتياز .وما حدث في شهر تموز الدموي والذي تزامن مع شهر رمضان المبارك كان عبارة عن حرب حقيقية عبرة عنها وزارة الداخلية باعتراف صريح بينما تمنعت الحكومة ووزارة الدفاع من اعتبار ما حدث بالحرب الطائفية في قبال ذلك دخلت المرجعية الدينية في النجف الاشرف على خط الانهيار الامني عندما طالبت الحكومة ودول الجوار والمجتمع الدولي لان يقوموا بواجبهم حيال ما يتعرض له الشعب العراقي من ابادة وخصوصا اتباع اهل البيت في خطاب شديد اللهجة يتوافق مع حجم الكارثة وعظيم التضحيات.قسوة وشدة الانهيار الامني وارتفاع حجم التضحيات التي طالت العراقيين في الحسينيات والمساجد وتجمعات العمال والاسواق والمقاهي وفي الشوارع جعلت الجميع يخرج من صمته ويطالب الحكومة والقيادات الامنية والقائد العام للقوات المسلحة لتوضيح ما يجري من انهيار في المنظومة الامنية ومن هي الجهات المسؤولة عن وقف هذا التداعي بل ان المطالب تجاوزت التساؤل ودعت القائد العام للقوات المسلحة الى تقديم استقالته هو وكابينته الامنية بسبب الفشل في ادارة الملف الامني لكن هذه المطالب لم تلقي اذان صاغية لان القائد العام للقوات المسلحة لم يعطي لكل هذه الحوادث اهمية بقدر اهتمامه بتلميع صورته من خلال اعادة شريط الذكريات ومن منطلق "لو ضاك خلكك اتذكر ايام عرسك".شهر تموز لم يكن استثناءا في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين من رجال ونساء واطفال حتى وصل الرقم الى الف ضحية تقريبا وضعف هذا الرقم من الجرحى توزعوا على جميع المحافظات لكن بنسب متفاوتة تمتلك بغداد قصب السبق بسبب كثرة المفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة التي سجلت حظورا متميزا اضافة الى الهجمات العشوائية انما يمكن اعتبار ما حدث من هجمات نوعية وضخمة من قبيل اقتحام سجني التاجي وابي غريب واطلاق سراح مئات الارهابيين والقتلة والمجرمين حالة استثنائية اظهرت عجز الحكومة بجيوشها مقابل قدرة وقوة التنظيمات الارهابية في الوصول الى اهدافها كما يمكن اضافة ادامة الزخم وتنوع الخطط ومسك المبادرة عوامل اضافية نجح فيها التنظيم الارهابي وفشلت فيها الحكومة،ولهذا فان شهر تموز مثل استثناءا في زيادة الخروقات الامنية وسجل فشلا ذريعا للحكومة وقواتها الامنية مقابل سطوة التنظيمات الارهابية.حذرنا في شهر ايار من ان تكون الاشهر اللاحقة اسوء مما هو عليه الشهر الخامس وتحقق الاسوء ولم يعبا احد بتحذيراتنا وكاننا نتحدث عن الصومال او الكونغو الديمقراطية ومرة اخرى نحذر القائد العام للقوات المسلحة والاجهزة الامنية من ان تكون الاشهر القادمة مقبرة للعراقيين اذا ما بقيت العقلية التي تدير الملف الامني بنفس الفكر والالية والفساد والاختراق .لم يبق لدى العراقيين الكثير لان يضحوا به ولهذا فان اصعب ردود الافعال هي تلك التي تنطلق من نفوس منكسرة ومن نفوس لم يبقى لديها شيء تخسره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك