هادي ندا المالكي
سجل شهر تموز الفائت رقما قياسيا في نشر الموت والحزن والخوف بين اوساط العراقيين بعد ان تقدم على شهر ايار وبفارق كبير ليكون تموز الاسوء منذ عام 2008 الى يومنا هذا بل ان اوساط دولية ومؤسسات متخصصة بالرصد والاحصاء اعلنت ان مستوى العنف في العراق فاق جميع دول العالم بما فيها سوريا البلد الذي يشهد حرب اهلية دولية وبهذا يكون شهر تموز قد حافظ على خاصيته التي ينتمي لها كونه شهر البعث والقاعدة بامتياز .وما حدث في شهر تموز الدموي والذي تزامن مع شهر رمضان المبارك كان عبارة عن حرب حقيقية عبرة عنها وزارة الداخلية باعتراف صريح بينما تمنعت الحكومة ووزارة الدفاع من اعتبار ما حدث بالحرب الطائفية في قبال ذلك دخلت المرجعية الدينية في النجف الاشرف على خط الانهيار الامني عندما طالبت الحكومة ودول الجوار والمجتمع الدولي لان يقوموا بواجبهم حيال ما يتعرض له الشعب العراقي من ابادة وخصوصا اتباع اهل البيت في خطاب شديد اللهجة يتوافق مع حجم الكارثة وعظيم التضحيات.قسوة وشدة الانهيار الامني وارتفاع حجم التضحيات التي طالت العراقيين في الحسينيات والمساجد وتجمعات العمال والاسواق والمقاهي وفي الشوارع جعلت الجميع يخرج من صمته ويطالب الحكومة والقيادات الامنية والقائد العام للقوات المسلحة لتوضيح ما يجري من انهيار في المنظومة الامنية ومن هي الجهات المسؤولة عن وقف هذا التداعي بل ان المطالب تجاوزت التساؤل ودعت القائد العام للقوات المسلحة الى تقديم استقالته هو وكابينته الامنية بسبب الفشل في ادارة الملف الامني لكن هذه المطالب لم تلقي اذان صاغية لان القائد العام للقوات المسلحة لم يعطي لكل هذه الحوادث اهمية بقدر اهتمامه بتلميع صورته من خلال اعادة شريط الذكريات ومن منطلق "لو ضاك خلكك اتذكر ايام عرسك".شهر تموز لم يكن استثناءا في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين من رجال ونساء واطفال حتى وصل الرقم الى الف ضحية تقريبا وضعف هذا الرقم من الجرحى توزعوا على جميع المحافظات لكن بنسب متفاوتة تمتلك بغداد قصب السبق بسبب كثرة المفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة التي سجلت حظورا متميزا اضافة الى الهجمات العشوائية انما يمكن اعتبار ما حدث من هجمات نوعية وضخمة من قبيل اقتحام سجني التاجي وابي غريب واطلاق سراح مئات الارهابيين والقتلة والمجرمين حالة استثنائية اظهرت عجز الحكومة بجيوشها مقابل قدرة وقوة التنظيمات الارهابية في الوصول الى اهدافها كما يمكن اضافة ادامة الزخم وتنوع الخطط ومسك المبادرة عوامل اضافية نجح فيها التنظيم الارهابي وفشلت فيها الحكومة،ولهذا فان شهر تموز مثل استثناءا في زيادة الخروقات الامنية وسجل فشلا ذريعا للحكومة وقواتها الامنية مقابل سطوة التنظيمات الارهابية.حذرنا في شهر ايار من ان تكون الاشهر اللاحقة اسوء مما هو عليه الشهر الخامس وتحقق الاسوء ولم يعبا احد بتحذيراتنا وكاننا نتحدث عن الصومال او الكونغو الديمقراطية ومرة اخرى نحذر القائد العام للقوات المسلحة والاجهزة الامنية من ان تكون الاشهر القادمة مقبرة للعراقيين اذا ما بقيت العقلية التي تدير الملف الامني بنفس الفكر والالية والفساد والاختراق .لم يبق لدى العراقيين الكثير لان يضحوا به ولهذا فان اصعب ردود الافعال هي تلك التي تنطلق من نفوس منكسرة ومن نفوس لم يبقى لديها شيء تخسره.
https://telegram.me/buratha